شبكة قدس الإخبارية

حماس والجهاد توضحان أسباب عدم مشاركتهما في اجتماع المركزي

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أوضحت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الأسباب التي منعتهما من المشاركة في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني بعد تلقيهما دعوة رسمية من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون والمقرر عقده في رام الله الأسبوع الجاري.

فمن جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران: إن "الحركة ومنذ تلقيها الدعوة أجرت سلسلة لقاءات معلنة وغير معلنة، وأجرت مشاورات مع أقطاب فلسطينية عدة، وتدارست معها وجهات النظر حول مشاركتها في الاجتماع الدوري الثامن والعشرين للمجلس المركزي الفلسطيني".

وأضاف في تصريح له عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أن "حماس خلصت إلى نتيجة مفادها أن الظروف التي سيعقد المركزي في ظلها لن تمكنه من القيام بمراجعة سياسية شاملة ومسؤولة، وستحول دون اتخاذ قرارات ترقى لمستوى طموحات شعبنا واستحقاقات المرحلة، وعليه فقد اتخذت الحركة قراراً بعدم المشاركة في اجتماع المجلس المركزي في رام الله".

وأكد على أن "حماس حريصة على وحدة شعبنا وتلاحم قواه الحية"، داعياً المجتمعين في المجلس المركزي أن يخرجوا بقرارات تنسجم مع تحديات المرحلة، وتتناسب مع الظروف التي يمر بها شعبنا وقضيته الوطنية العادلة.

وأوضح بدران "مشاركة حركة حماس في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني مرتبطة بعدة شروط، أولها أن يكون الاجتماع خارج الأرض المحتلة لتتمكن كل القوى والفصائل الفلسطينية من المشاركة في هذه المحطة التاريخية والمهمة، وليتخذ المجلس قراراته بعيدا عن ضغوط الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال الصهيوني فرضها عليه لتقويض فرص خروجه بتفاهمات وطنية مؤثرة تعبر عن تطلعات شعبنا".

وأضاف، "أما الشرط الثاني فيتمثل في أن يسبق اجتماع المركزي اجتماع للإطار القيادي الموحد يكون بمثابة اجتماع تحضيري تُناقش فيه القضايا التي سيتطرق لها اجتماع المركزي، وكذلك لإظهار الجدية اللازمة في التوجه نحو العمل الوطني المشترك وتوحيد الموقف الفلسطيني".

في حين كان الشرط الثالث بحسب بدران "أن تتم مشاركة الفصائل المختلفة في التحضير للاجتماع وجدول أعماله لتهيئة الظروف لنجاح الاجتماع والخروج بقرارات ترقى لمستوى اللحظة التاريخية، وتكون قادرة على التصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية على قضيتنا وشعبنا".

الجهاد الإسلامي

من جهته أوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور محمد الهندي أن سبب رفض الحركة المشاركة في اجتماعات المركزي هو أن "هذا الاجتماع يأتي في ظل تحديات كبيرة تعصف بالقضية الفلسطينية، و في مقدمتها قضية القدس"، لافتاً إلى أن "التصريحات الإيجابية التي سمعناها من قبل السلطة خلال الأيام الماضية، بعد قرار ترامب الأخير لم تترجم على أرض الواقع، و كأنها تصريحات هوائية لا قيمة لها".

وقال الهندي في تصريح له: إنه "كان من المفترض أن يبنى على هذه التصريحات قرارات كوقف المفاوضات، و وقف التنسيق الأمني و سحب الاعتراف، و انجاز المصالحة الوطنية، و لكن فوجئنا بالإعلان عن اجتماع المركزي في رام الله".

واعتبر أن "القرارات التي سيخرج بها الاجتماع لن تتجاوز السقف السياسي للسلطة التي لا زالت ترى في المفاوضات واتفاق أوسلو، وما ترتب على هذا الاتفاق من اعتراف بالاحتلال كأنه جار، ومن ممارسات على الأرض مثل التنسيق الأمني كطريق".

وبين أن المراهنة كانت خلال الفترة الأخيرة توضيح أن المسألة ليست مسألة المفاوضات، بل وقف مسألة الوسيط، معتبراً أن أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً، ولا بد للبحث عن وسطاء جدد للتفاوض، على أساس حل الدولتين المقبور، الذي لم يعد له و جود على الأرض، والاستمرار في تسويق الوهم".

وأشار الى أن حركة الجهاد لهذه الاسباب ولأسباب أخرى اتخذت قرار عدم المشاركة، وما زالت تنتظر أن ترتقي السلطة الى مستوى المسؤولية العامة.

ولفت الى أن الاجتماع يعقد مع استمرار العقاب وسياسة عقاب شعبنا في غزة، متسائلاً: "لماذا لا ترفع هذه العقوبات ما دام هناك خطوات جادة لرأب الصدع و بناء استراتيجية وطنية للمرحلة القادمة..؟".

وأكد الدكتور الهندي وجود مشاورات بين حركته والفصائل الأخرى لتقييم الموقف والمشاركة، لا سيما وأن حماس والجهاد هم خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف أنه كان من المفترض أن يتم دعوة الإطار القيادي الممثل في فيه حماس والجهاد ليجتمع فيها الكل الفلسطيني في إحدى العواصم ليدشنوا رؤية واستراتيجية وطنية جديدة تحمي القدس والمقدسات.

ولفت إلى أن الجهاد الاسلامي لها علاقة جيدة مع كافة الفصائل، وخصوصاً حركة فتح، ويتم الحديث عن الواقع الفلسطيني والإقليمي الذي أدار ظهره للقضية الفلسطينية، مؤكداً بأن أمام فتح فرصة لا تتكرر لتقود الانتفاضة في الضفة الغربية، لا سيما وأن في غزة ليس هناك نقاط احتكاك مباشر مع الاحتلال، الذي يريد إيقاع إصابات في صفوف أبنائنا، على السلك الشائك، ولكن الانتفاضة الحقيقية هي الضفة الغربية.

وحذر الهندي من أن الضفة الغربية مستهدفة وأن هناك مخاطر من أن تستغل "اسرائيل" الوضع الإقليمي المتدهور لاتخاذ إجراءات من جانب واحد ضد أهلنا في الضفة والقدس، مبيناً أن فتح لها دور مركزي في قيادة الانتفاضة في الضفة، وأن الفرصة أمامها لتتخلص من أعباء أوسلو التي قيدتها كحركة نضال و تحرر وطني.

و قال: "إن التصريحات الإيجابية يجب أن تترجم بخطوات على الأرض، حتى يشعر شعبنا أنها تصريحات جادة، و لكن المشكلة ليست في شخص ترامب بل انها سياسة امريكية استسلمنا لها، حل الدولتين غير قائم على الأرض نهائياً، بل إن الاستيطان يلتهم اراضي الضفة الغربية و يعزلها داخل مدن صغيرة".

وتابع: "اذا كانت المشكلة في إدارة ترامب، وأن نبحث عن وسطاء آخرين لاستمرار المفاوضات مع إسرائيل، فهذا يعني إعادة تسويق الوهم لشعبنا".

ودعا الهندي في سياق حديثه لوقفة مسؤولة بعد ان اعتدى ترامب و أعلن القدس عاصمة لـ "اسرائيل".