القاهرة- قُدس الإخبارية: رحبت عدة جهات دولية وأممية من بينها "الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودول عربية وأوربية"، باتفاق المصالحة الفلسطينية، الذي وقع بين حركتي "فتح وحماس"، في العاصمة المصرية، أمس.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هنأ رئيس السلطة محمود عباس بالاتفاق والتقدم المتعلق بالسماح للحكومة بتولي مسؤولياتها في غزة، ورحب بجهود مصر للتوصل إلى هذا الهدف، مشددًا على الحاجة المستمرة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة على وجه السرعة، وخاصة فيما يتعلق بأزمة الكهرباء وتحسين الحركة من وإلى القطاع، مجددًا على استعداد الأمم المتحدة لمواصلة العمل مع السلطات الفلسطينية والمنطقة لدعم تولي الحكومة لمسؤولياتها في غزة.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة "ستتابع عن كثب" تحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد اتفاق المصالحة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت، اليوم، للصحافيين في واشنطن "نحن نرى أن الاتفاق يمكن أن يشكل خطوة مهمة لوصول المساعدات الإنسانية لأولئك الذين يعيشون هناك"، متابعة "سنتابع عن كثب التطورات لكي نتمكن مع السلطة و(إسرائيل) والمانحين الدوليين من تحسين الوضع الإنساني في غزة".
فيما أعربت وزارة الخارجية التركية، عن ترحيبها باتفاق المصالحة الفلسطينية، وقالت "نرحب بالمصالحة التي تم التوصل إليها بين أشقائنا الفلسطينيين"، مضيفة أن "تركيا ستواصل دعم الأشقاء الفلسطينيين جميعهم، من أجل التقدم بنجاح في مسيرة المصالحة الوطنية التي نراها ضرورة من أجل سلام واستقرار المنطقة".
كما رحبت فرنسا بالاتفاق، وقالت إن "المصالحة الفلسطينية أساسية من أجل إعداد مستقبل سياسي، وكذلك هي ملحة من أجل تحسين ظروف حياة الشعب الفلسطيني في غزة، وهو الضحية الأولى للحصار".
وبالإضافة إلى ذلك، رحّبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، باتفاق المصالحة الفلسطينية، حيث اعتبر الأمين العام للمنظمة، يوسف العثيمين، في بيان، اليوم، أن المصالحة تشكّل "خطوة مهمة تسهم في تحقيق تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني"، مضيفة أن المصالحة تمكّن الفلسطينيين أيضا من "مواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد العثيمين دعم منظمته ومساندتها للجهود المبذولة في سبيل تمكين الحكومة من ممارسة دورها ومسؤولياتها تجاه تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية وتوفير سبل نجاحها.
ترحيبٌ عربي
رحبت عدد من الدول العربية باتفاق المصالحة الفلسطينية، حيث باركت السعودية المصالحة، وقال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، إن اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بين حركتي "حماس" و "فتح"، "أثلج صدور العرب والمسلمين"، مشددًا على أهمية الوحدة بين الفلسطينيين.
وقالت الوكالة السعودية "واس"، إن "خادم الحرمين الشريفين، هنأ الرئيس خلال الاتصال على هذا الاتفاق الذي أثلج صدور العرب والمسلمين"، مؤكدًا "أن الوحدة هي أساس الطريق لتمكين الحكومة من خدمة مواطنيها"، بحسب ذات المصدر.
من جهته، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، أن بلاده تابعت "باهتمام بالغ المباحثات التي جرت بين الأشقاء الفلسطينيين، وإن ما تم التوصل إليه من اتفاق للمصالحة الوطنية يعد إنجازا تاريخيا وخطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لإنهاء حالة الانقسام".
وقال المصدر الرسمي الكويتي، اليوم، "هذا الاتفاق يعد مدخلا لتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات الجسام التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ويسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشاد "بالدور المحوري والبناء الذي قامت به جمهورية مصر العربية الشقيقة للتوصل لهذا الاتفاق"، مجددا موقف بلاده "الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، وتأييد كافة الجهود الدولية الرامية لإحلال السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية (التي أطلقتها السعودية عام 2002 في قمة بيروت) وقرارات الشرعية الدولية".
كما باركـت سـلطنة عمان، اتفاق المصالحة الفلسطينية، حيث أعربت بيان صادر عن وزارة الخارجية، ترحيب السلطنة باتفاق المصالحة النهائي بين الفصائل الفلسطينية الذي من شأنه أن يوحد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام ودعم جهود الوحدة الوطنية للحصول على كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية، مشيدة بدور جمهورية مصر العربية لإنجاح هذه المصــالحة التاريخية بين الفصائل الفلسطينية ودعم جهود السلطة الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية.
من جانبها، رحبت البحرين، في بيان صدر عن وزارة خارجيتها، بتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، واعتبرت أن ذلك يمثل "انجازا هاما من شأنه إنهاء الانقسام، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق"، مؤكدة "موقفها الثابت المساند للشعب الفلسطيني، والداعم لجميع الجهود الرامية إلى إحلال سلام عادل وشامل يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وفي السياق، قالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، إن عاهل البلاد عبدالله الثاني بن الحسين، تلقى اتصالا هاتفيا، اليوم، من رئيس السلطة محمود عباس.
إلى ذلك، رحب رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة، بالمصالحة الفلسطينية، حيث قال في بيان له إن من شأن خطوة من هذا النوع أن تعيد توجيه طاقات الشعب الفلسطيني نحو مصدر الخطر الذي يتهدده وهو الاحتلال الاسرائيلي الذي يمعن قهرا بالأرض والسكان من خلال عمليات التهويد والاستيطان المتصاعدة ودون أدنى اعتبار للقوانين والمواثيق والقرارات الدولية.
ووصف منيمنة الخطوة بأنها متقدمة وضرورية، "طالما دعونا إليها باعتبارها السبيل الوحيد لعودة القضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي قضية كل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وبالتأكيد هي أكبر من الفئويات والحسابات الضيقة"، داعيًا المجتمع الفلسطيني في الداخل والشتات إلى تحصين هذه الخطوة ودفعها نحو مزيد من التقدم بما يضع القضية الفلسطينية على أبواب تحقيق إنجازات سياسية ووطنية ملموسة.
ووقعت حركتا فتح وحماس أمس في مقر المخابرات المصرية في القاهرة اتفاقا للمصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عشرة أعوام، حيث ينص على تمكين حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر المقبل "كحد أقصى" وعقد اجتماع للفصائل في 21 نوفمبر المقبل في القاهرة.