شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" مجبرة على قبول المصالحة الفلسطينية.. لماذا؟

٢١٣

 

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: تقف "إسرائيل" في الوقت الحالي موقف المتفرج على مجريات تثبيت المصالحة الفلسطينية التي انطلق قطارها صباح اليوم عندما وصل رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله وطاقم حكومته لقطاع غزة لاستلام مهامهم، بعد إعلان التوصل لتفاهمات برعاية مصرية من أجل عودة الحكومة للقطاع وحصولها على ما كانت تطالب به لدى تشكيلها.

ويجمع العديد من الكتاب الإسرائيليين على أن "إسرائيل" مجبرة على قبول المصالحة بل وتسهيل حركة الوزراء بين غزة والضفة، كونها تعتبر متنفسا لأهالي غزة لمنع ارتداد الضغط الذي كان متوقعا أن يتولد نتيجة العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع منذ عدة أشهر على "إسرائيل" وتكون هي الوحيدة الخاسرة منذ هذه الجولة التي واجهت فيها وحدها الانتقادات الدولية عما يعيشه مليون ونصف إنسان في بقعة يفرض عليها الحصار منذ أكثر من عقد من الزمان.

فمن جهته أكد "إيهود يعاري" محرر الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية، على أن "إسرائيل" باتت مرغمة للتعاون مع التحركات الرامية إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.

وأشار "يعاري" إلى أن "إسرائيل" سمحت لوفود السلطة ومنهم قيادات أمنية وقيادات في فتح بالتوجه إلى قطاع غزة بحرية كاملة دون أن تعيق ذلك، كما سمحت لضباط كبار من المخابرات المصرية بالدخول لغزة.

وأضاف، "الإسرائيليون كلهم في حالة صمت بمن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وحتى منسق الأنشطة الحكومية يؤاف مردخاي، وهذا يعني أن "إسرائيل" ترى في هذه المصالحة مصالح شخصية قد تعود عليها بالمنفعة في المحافل الدولة وعلى المستوى المحلي".

وأكد على أن جملة من الأسئلة المهمة تدور في رأس المسؤولين الإسرائيليين تتمحور حول من سيحكم غزة؟ وهل ستواصل حماس الحكم عمليا، أم أن السلطة هي من ستتحكم بالوضع الأمني؟ وما هو مصير أكثر من 45 ألف موظف يتبعون لحماس؟ وما هو مصير الجناح العسكري لحركة حماس؟.

وبين أن أكبر دور يمكن أن تلعبه "إسرائيل" في المصالحة الحالية هو الجلوس في المدرجات والتفرج على ما يجري، رغم أنها في أوقات سابقة كانت تشترط ضرورة نزع سلاح حماس في أية محاولة للمصالحة.

وختم بالقول: "على إسرائيل ألا ترفع سقف توقعاتها من المصالحة التي ترعاها مصر، وعليها ألا تثق كثيرا في المصريين للتعامل مع غزة، لأن مصر إذا تحقق مأربها بوقف اشتعال الأوضاع في سيناء، فإنها لن تجبر نفسها على ممارسة الضغوط على حماس لوقف نشاطاتها العسكرية وبناء الأنفاق وتصنيع الصواريخ".

مصالح إسرائيلية

من جهتها، عددت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية المصالح الإسرائيلية التي تجبرها على الوقوف موقف المتفرج وغير المتدخل من المصالحة الفلسطينية المنتظرة، وأكدت على أن المصلحة الأولى بالتأكيد هي منع تدهور الوضع الإنساني في غزة وتحوله لأزمة حقيقية تصطلي إسرائيل من نارها.

كما تتطلع "إسرائيل"، بحسب الصحيفة لأن تعطي المصالحة فترة كافية من الهدوء على الحدود، ووقف حالة التأهب المستمرة في تلك المنطقة تحسبا لأي حدث أمني يمكن أن يشعل الأوضاع منذ 3 أعوام حين انتهت الحرب الأخيرة على غزة.

كما وأكدت الصحيفة على أن "إسرائيل" تريد أن تعطي أبو مازن فرصة لإعادة التحكم بالأوضاع والحياة في غزة، "عله ينجح في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل نشوب الأزمة الأخيرة قبل عدة شهور".

ومن ناحية استراتيجية، تتطلع "إسرائيل" إلى إمكانية أن تحقق المصالحة تعزيزا للعلاقات الأمنية والاستخباراتية مع مصر، وتقليل الخطر الذي يواجهها بسبب حماس.