شبكة قدس الإخبارية

بمخزني رصاص ومسدس صدئ قتل نمر "إسرائيل"

٢١٣

 

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: خرج نمر محمد الجمل من منزله في بلدة بيت سوريك متوجها إلى حيث يتوجه كل يوم، حاملا حقيبة الطعام وبعض الحاجيات بصحبته، ولكن هذه المرة زادت الحمولة فقد أضيف لقائمة الاحتياجات مسدس بمخزني رصاص شحذه نمر منذ الليل بنية ساطعة نحو عمل فدائي يهز أركان دولة الاحتلال.

أخفى نمر سلاحه القاتل تحت قميص لم تجر العادة أن يرتديه في مثل هذا الوقت من السنة، قبل عدة شهور على البرد الذي يستدعي ارتداء هذا القميص، وما أن وصل نمر لنقطة التفتيش المتاخمة لمستوطنة "هار آدار" حتى امتشق سلاحه ورشق برصاصه حشدا لقوات الاحتلال وحراس الأمن كانوا يحتمون خلف حاجز حديدي ويجرون عمليات التفتيش الدقيق على زملاء نمر الذين يهمون بالدخول للمستوطنة بقصد العمل.

أطلق نمر 10 رصاصات كانت كفيلة بقتل 3 جنود وجرح رابع جراحا خطيرة، قبل أن تحضر قوة من جيش الاحتلال للمكان وترديه شهيدا.

كان إطلاق النار من نطاق قريب من الصفر، وكانت نية نمر إفراغ المخزن المذخر بالمسدس في رؤوس من كان من قوى الأمن وعناصر جيش الاحتلال لولى أن عاجله الجنود بزخات من الرصاص القاتل.

"إسرائيل" من جهتها جن جنونها، استنفر قواتها وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة يحظر على الطير حتى من دخولها، وشرع بالتحقيق في الحادثة التي قتلت "إسرائيل" كلها، بحسب ما علقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فغن شرطة الاحتلال تجري في هذه اللحظات تحقيقا في كيفية تمكن الفدائي نمر الجمل من إطلاق النار على أربعة من أفراد قوات الأمن على وجه التحديد، على الرغم من تفوقهم ومهارتهم العددية - قبل أن يتم تصفيته.

العملية هزت أركان حكومة وجيش الاحتلال حتى أصبح مكان العملية مزارا للعديد من رموز وقاده جيش الاحتلال في محاولة للتخفيف من وطأة العملية على جميع المستويات الإسرائيلية.

ووصل لمكان العملية ئيس أركان جيش الاحتلال "غادي إيزنكوت"، حيث استمع إلى توضيح عن نشاط شرطة الحدود أثناء الهجوم، واستمع أيضا إلى إحاطة من قائد فرقة يهودا والسامرة، اللواء إيران نيف، ورئيس المخابرات العسكرية العميد عوفر شتاء، بشأن الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال في أعقاب الهجوم والإجراءات المتوقع حدوثها في الأيام المقبلة.

كما حضر لمكان العملية ما يسمى وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال "جلعاد أردان" والذي قال تعقيبا على العملية: "إن الصراع ديني وليس قومي والعملية ناتجة عن التطرف الديني والتحريض الفلسطيني".

وامتدح اردان جنود حرس الحدود الذين "وصفهم بالشجعان وأنهم منعوا عملية أكبر وتصرفوا بحزم تجاه الشهيد، وأن العملية خطيرة جدا ونتائجها موجعة"، متعهدا بأن تتخذ شرطة الاحتلال الإجراءات اللازمة بعد التحقيق ودراسة العملية بما فيها آليه إعطاء تصاريح العمل".

وأضاف أن "الشهيد الذي نفذها لم يكن له أي ماض أمنى أو خلفية سياسية وعمل لسنوات في المستوطنة ويحمل تصريح عمل داخلها".

وتابع أن "العملية تثبت مرة أخرى أننا نعيش في زمن تحولت الجبهة الداخلية فيه لمنطقة حدودية والشرطة ورجال الأمن ومواطنو إسرائيل هم من يتولون التعامل مع مثل تلك العمليات".

كما وحضر لمكان العملية "روني الشيخ" مفوض عام شرطة الاحتلال، والذي قال عند وصوله إنه "لو لم يتم إطلاق النار على المنفذ وقتله لاستمر في قتل مزيد من الجنود والحراس".

ووصف الشيخ نتائج العملية بقوله: "إن الثمن كان هذه المرّة كبيرا جدا"، وأضاف: "الاستجابة السريعة من مقاتل ومحارب، وإنهاء هذا الحدث كان له الفضل في منع المنفذ من استكمال مهمته القاتلة، حيث أن جميع المهاجمين يتطلعون إلى العمق والمعابر والأماكن التي يوجد فيها اتصال قصير مع قوات الأمن".

وذكر أن "هناك تحريض ثابت كل ليلة وكل يوم، ولم نتخذ قرارا بعد بشأن التدابير استجابة لهذا الحدث، لكن بشكل أوّلي سوف يعاد النظر في تصاريح المرور إلى الكيان".

وتابع: "لم نتخذ قرارات بعد بشأن الموضوع، وسوف يجري تقييم الوضع ونري ما إذا كانت هناك أشياء تحتاج إلى تغيير، لكن يجب أن تفهموا أن مرور العمال هو أحد احتياجات المجتمع الصهيوني".