شبكة قدس الإخبارية

مقترح القسام بين نفي حماس وتحليل الخبراء

٢١٣

 

هيئة التحرير
قطاع غزة - قدس الإخبارية: نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة د. صلاح البردويل، تقديم قيادة عز الدين القسام خطّة تدعو بالأساس إلى إحداث فراغ سياسي وأمني. وقال، "لا علم ولا اطلاع لنا كقيادة سياسية على هذه الأفكار التي هي غير واقعية ومفبركة (..) حماس لن تترك فراغا في غزة"، مضيفا، "هذه أفكار مستوحاة ربما من حالة الضيق التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، ولا توافق حماس على مثل هذه الأفكار وقد تكون صادرة عن شباب ضاقت بهم الأحوال بسبب الأوضاع المريرة التي يعيشها القطاع". وحسب ما جاء في وكالة «الأناضول» الذي نسبته إلى مصادر لم تسمها فإن الخطة "تتلخص في إحداث حالة فراغ سياسي وأمني في غزة، قد يفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات بما في ذلك حدوث مواجهة عسكرية مع الاحتلال". وتتكون الخطّة، وفق المصدر، من أربعة بنود، يتمثّل أبرزها بإحداث حالة من الفراغ السياسي والأمني في غزة، بتخلي حركة حماس عن أي دور في إدارة القطاع، وتكلّف الشرطة المدنية بدورها في تقديم الخدمات المنوطة بها، وتقوم بعض المؤسسات المحلية بتسيير الشؤون الخدماتية للمواطنين. الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" طلال عوكل، قال إن "خطة القسام ذكية، ومحاولة لإزالة العقبات أمام حكومة الوفاق لتولي مهامها في غزة، دون أن تفقد حماس السيطرة على القطاع". وتابع، "تريد القسام أن تنزع كل الذرائع أمام حكومة الوفاق، وهذا يرمي الكرة تمامًا في ملعب حركة فتح ويعفي حماس من معالجة الأزمات المترتبة على الإجراءات التي اتخذها (الرئيس محمود)عباس بحق غزة". وحسب عوكل فإن "هذه الخطة لن تترك حجة أمام أحد عمليًا بأن حماس هي السبب في استمرار فرض عباس عقوبات على القطاع"، مؤكدا على أن "المرحلة المقبلة ضبابية، ويعتمد على تبني القيادة السياسة لحماس هذه الخطة". فيما قال الكاتب والباحث الفلسطيني حسام الدجني، إن الخطة تهدف إلى "صناعة أزمة، أو إدارة أزمة أكبر، وأن القسام بات يدرك حجم المعاناة التي يعاني منها الفلسطينيين، وتأثيرها على كافة مناحي الحياة". وأضاف، "الآن هناك تحدٍ كبير ومحاولة لخلط الأوراق، وإعادة الكرة لملعب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ليتحركوا من أجل إلزام الرئيس أبو مازن بوقف العقوبات بحق غزة". وتابع الدجني:" ستحرك خطة القسام (في حال اقرارها من قيادة حماس) المياه الراكدة أيضًا فيما يتعلق بالحصار وتنكر المجتمع الدولي له، وربما تقود إلى حرب مع إسرائيل". وأكمل:" خطة القسام تعني شكل من أشكال عسكرة المجتمع، وبالتأكيد لن تجد قبولا لدى الأطراف الإقليمية والدولية وكل الذين يعملون على مدنية الدولة والسلام الإقليمي والاستقرار في الشرق الأوسط". من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله،  إن "مقترح القسام"، يحمل رسائل عديدة للأطراف المعنية بشؤون القطاع، وهي مصر وإسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف، "تريد كتائب القسام أن تُرسل رسالة لمصر، تطلب فيها إنهاء أزمات قطاع غزة، والضغط لإزالة عقوبات السلطة الفلسطينية بحق الفلسطينيين". وتحمل الخطة في طياتها أيضًا "رسالة تهديد لإسرائيل؛ أنه في حالة حدوث فراغ سياسي وأمني في القطاع، ستنتج فوضى، وبالتالي ستتجه الأمور نحو التصعيد، والحرب"، وفق عطاالله. وتابع" يرغب القسام بدفع الحركة للتراجع خطوة للوراء، وعدم تحمل المسؤولية، لأنه يشعر بأن الحكم المدني لم يعد في صالح لحماس، وهو عبء ثقيل عليها، ويحملها مسؤولية كل هذا النقص والقصور، ويضعها دائمًا في دائرة العجز". ولا يعتقد عطا الله بأن خطة القسام، قد تدفع عباس إلى التراجع عن شروطه مقابل رفع العقوبات عن غزة، وأنه سيتجاوب معها، لأنه لن يقبل بصناعة أزمة من أجل حل أزمة أخرى، وهو يريد حل اللجنة الإدارية". واستدرك، "السيناريو القادم بشأن غزة يحمل مزيدًا من الاجراءات العقابية ضد غزة، والأوضاع تتجه نحو التأزم والتعقيدات الانسانية، وهذا كله من شأنه أن يدفع بالمصالحة الفلسطينية-الفلسطينية بعيدًا". المصدر: الأناضول+ وكالات