شبكة قدس الإخبارية

مؤشرات على توطيد العلاقات السعودية الإسرائيلية

٢١٣

 

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قال الخبير في الشؤون العسكرية بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، "يوسي ميلمان": "إن الحديث عن اتساع طبيعة الاتصالات بين السعودية و"إسرائيل" ليس حديثا عابرا، فهو على قدر كبير من الحقيقة رغم أنها لم تخرج عن كونها اتصالات سرية وغير علنية".

وأضاف ميلمان في مقالة له اليوم السبت، "ترتبط السعودية وإسرائيل بقاسم مشترك بينهما وهو عداء إيران بقدر متشابه، وانطلاقا من المثل القديم القائل "عدو عدوي صديقي"، يتهامس الطرفان عن طريق قنوات اتصال غير معلنة لتوطيد العلاقات الثنائية بينهما للتمهيد لمرحلة جديدة عنوانها التطبيع العلني".

وتابع: "كانت السعودية تصنف بموجب القانون الإسرائيلي على أنها دولة عدو، ولكن ومنذ عام 1981 لم يتوقف ملوك وأولياء العهد عن بذل جهودهم لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل، ومن ذلك مبادرة السلام السعودية، والتي تبنتها الدول العربية في عام 2002".

وتنص المبادرة على انسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي احتلت منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية مقابل أن يقدم العالم العربي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالإضافة إلى تقديم تسوية عادلة لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يعود إلى عام 1948.

وأكد الكاتب على أن المصالح والعلاقات المشتركة بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية ما زالت تتطور خصوصا خلال العقدين الماضيين، ولا يزال الطرفان يبذلان جهودا كبيرة لوقف محاولات إيران إنتاج القنبلة النووية والحد من طموحاتها للهيمنة الإقليمية".

وأوضح "هذه الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين الطرفين أفضت إلى وجود علاقات سرية نتج عنها لقاءات عديدة بين العديد من المسؤولين والقادة العسكريون وكبار ضباط المخابرات الإسرائيليين والسعوديين بين حين وآخر، كما تحدثت تقارير سرية عن عقد لقاءات سرية بين قادة جهاز "الموساد"والعديد من رؤساء وكالة الاستخبارات السعودية ورؤساء مجلس الأمن القومي السعودي".

وأشار الخبير الإسرائيلي إلى لقاء عالي المستوى جرى بين رئيس حكومة الاحتلال السابق "إيهود أولمرت" والأمير بندر بن سلطان حينما كان رئيسا للمخابرات السعودية ورئيسا لمجلس الأمن القومي السعودي.

كما ونوه ميلمان إلى الاجتماعات السرية التي كانت تجري بين "مائير داغان" رئيس "الموساد" الإسرائيلي ما بين العامين 2002 و2010، والتي كانت في مجملها تناقش إمكانية أن تسمح السعودية للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها فيما لو قررت شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية.

وعلى مستوى التبادل التجاري، أكد ميلمان على رغبة حكومة الاحتلال على مد خط السكة الحديدي الذي يصل من ميناء حيفا إلى بيت شيان في وادي الأردن نحو السعودية والإمارات وعمان والبحرين وقطر، وهي الخطة التي جرى نقاشها مع الأردن قبل ثلاثة، وأعلنوا قبل عدة أشهر عن رغبتهم في استئناف الحوار حولها.

وينقل الكاتب تصريحات لحكومة الاحتلال تقول فيها إن الخطة المقترحة ستساهم في تنمية الاقتصاد الإسرائيلي وستقوي اقتصاد الأردن المرهق وأنها "سوف تربط إسرائيل بالمنطقة وتعزز المعسكر البراغماتي في مواجهة إيران والمحور الشيعي".

وأكد الكاتب على أن التعاون التجاري بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية يشهد ازدهارا متسارعا بعيدا عن فكرة الخط الحديدي المأمول.

وكشف الكاتب أن كل من "البحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة" تعتبر أكبر سوق للمنتجات الزراعية والأنظمة المعلوماتية التجسسية التي تنتجها "إسرائيل".

كما وكشف عن أن "إسرائيل" تستورد العديد من المنتجات " البتروكيماوية" من السعودية، مشيرا إلى أن كل هذه التعاملات التجارية تتم بين الجهتين بواسطة طرف ثالث كالأردن أو العراق أو كزخستان أو قبرص، وبعضها يتم بشكل مباشر.

كما يجري، بحسب الكاتب" دراسة طلب مقدم من الحكومة الإسرائيلية للسلطات السعودية بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية في طريقها إلى الهند، إلا أن هذا الطلب لا يزال قيد الدراسة من قبل السلطات السعودية التي تتخوف من مواجهة صعوبات في إقناع الرأي العام السعودي بهذه الفكرة.