تقع قرية تل عراد على الجبال الجنوبية لمنطقة الضفة وتحد بلدة يطا جنوبا، الى داخل الخط الاخضر الفاصل بين شقي الوطن، ومن الداخل تحد قرية كسيفة وشارع 31 شمالا. تعد هذه القرية كاحدى قرى النقب غير المعترف بها ويسكنها حوالي 1500 فلسطيني. فيها مدرسة ابتدائية فقط ولكي يكمل الطالب مسيرته التعليمية بعد الابتدائية فعلية السفر لقرى مجاورة.
تعتبر قرية تل عراد مكاناً مميزاً لكون اغلب سكان وعشائر النقب لهم ذكريات فيها، فهذه القرية احتضنت العديد من مهجري النكبة عام 1948 لكونها حدودية.. حيث يذكرها كبار السن دوما كمرحلة من مراحل تهجيرهم بالقوة او خلال رجوعهم تسللا الى بلدانهم وقراهم.
يتعرض سكان قرية تل عراد كغيرهم من سكان القرى غير المعترف بها للتضييقات الإسرائيلية إلا أن قرية تل عراد لها خصوصية. في كافة القرى يوجد مياه للشرب عبر شركة مكوروت وهي قضية اخرى يجب الحديث عنها فشركة مكوروت - شركة مياه إسرائيلية- تبيع المياه للقرى غير المعترف بها بسعر أعلى من باقي القرى كما أن سكان هذه القرى عليهم مدّ شبكة المياه بانفسهم واصلاحها في حال حدث عطل لان الشركة لا تصلح او تمد المياه لقرى غير معترف بها.
إلا أن تل عراد أمرها مختلف، فهي لا تحظى حتى بهذه الامكانية، وعندما استفسرنا معهم عن امر عدم مدهم بالمياه منذ سنين قالوا لنا ان شركة المياه تجيبهم بانهم يجب ان يتحدثوا أولا مع "دائرة أراضي إسرائيل" وينهوا معها الامر. أما "دائرة أراضي إسرائيل"، فالحل الوحيد لديها هو أن على هؤلاء ان يرحلوا من أماكن سكناهم لمكان آخر، تعدهم أن تعطيهم فيه ما يريدون! نعم هذا ما يمنع عنهم ابسط الامور .. الماء ! انها الارض . السكان الان يتدبرون امرهم بواسطة صهاريج مياه وجرارات تنقلها من مسافات بعيدة حيث تكلفهم كل سفرية مع ثمن المياه 300 شيكل لليوم الواحد.
السكان يريدون حلاً لكن ليس بأي ثمن!! وخاصة ان كان الثمن هو تنازلهم عن الأرض وهذا ما يقولونه لكل زائر بشكل واضح لا لبس فيه!
*الصورة لصهاريج نقل مياه في قرية تل عراد