المنامة- خاص قُدس الإخبارية: لقيَ استقبال دولة البحرين لجماعة يهودية متطرفة على أراضيها الأحد الماضي، وإقامة احتفالات بمناسبة عيد "الحانوكاه" اليهودي، رفضًا فلسطينيًا واستهجانًا عربيًا واسعًا.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن وفدًا يمثل حاخامات حركة "حباد" الدينية اليهودية زار أواخر الأسبوع الماضي البحرين للاحتفال بعيد "الحانوكاه" اليهودي (الأضواء)، موضحةً أنهم قدموا إلى البحرين بناء على دعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نفسه.
ونشرت وسائل اعلامية ومتلفزة، مقاطع مصورة يظهر فيه بحرينيون وهم يرقصون إلى جانب الحاخامات في الحفل الذي أقيم في مدينة "المنامة"، على وقع أغنية دينية يهودية مشهورة لدى التيار الديني الحسيدي، أكبر التيارات الدينية اليهودية في "إسرائيل"، والذي تنتمي إليه حركة "حباد"، وكان الرقص على إيقاع أغنية بعنوان "عام يسرائيل حاي"، أي "شعب إسرائيل حي".
جهات رافضة
بدورها، استهجنت حركة "حماس" استقبال جماعة يهودية متطرفة بالبحرين، وذلك عقب تداول فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة، "نستغرب ونستهجن قيام مجموعة من الشخصيات والتجار في دولة البحرين باستضافة وفد يهودي" ووصفته بـ"الصهيوني و العنصري والمتطرف" بينما وصفت الرقص معهم خلال احتفالات العيد اليهودي بأنه مظهر "مذلّ ومشين".
وعربيًا، رفضت كتلة التجارية والصناعية البحرينية زيارة الوفد اليهودي الصهيوني الذي زار البحرين مؤخرًا دون إعلان ودون معرفة الجهة المنظمة لهذه الزيارة، مؤكدة رفض النهج الذي انتهجه الوفد من خلال الرقص في المجالس والشوارع بأسلوب لا يمت بصلة للأنشطة التجارية أو غيرها وبطريقة استفزازية للشعب البحريني الذي لم ولن يحيد عن مبادئه ومواقفة التاريخية الرافضة للتطبيع مع الصهاينة، بحسب قولها.
واستنكرت الكتلة مشاركة بعض التجار البحرينيبن في اللقاء بالوفد المذكور والرقص معهم واستلام الشمعدان وسط أهازيج يعلم الجميع ماهيتها وخلفياتها ومعانيها، والأدهى أن يشارك في تلك اللقاءات والرقصات أعضاء بمجلس ادارة الغرفة فضلا عن آخرين هم تجار أعضاء بالغرفة.
من هي حركة "حباد" اليهودية؟
تعد حركة "حباد" من أكثر الحركات الدينية اليهودية تطرفًا وتحاملًا على العرب، كما لعب حاخامات الحركة دورًا رئيسًا في الحث على تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه، حيث يرأس الحاخام يسرائيل هرئيل، أحد قادة "حباد"، حركة "معهد الهيكل"، التي تعد أكثر الحركات انغماسًا في الإعداد لتدمير المسجد الأقصى.
وللحركة أراء متشددة تجاه العرب، فهي تؤيد فكرة "أرض إسرائيل الكاملة"، برغم عدم اعترافها علنًا بدولة "إسرائيل"، ومن ثم ترفض فكرة الأرض مقابل السلام، وتطالب الحكومات الإسرائيلية بضم الأراضي المحتلة وعدم إرجاع الأراضي التي غنمتها إبان حرب الأيام الستة، وذلك لأن السيطرة اليهودية على كامل "أرض إسرائيل" هي شرط مسبق لا غنى عنه لظهور المسيح المنتظر.
وارتباطاً بهذه الأفكار دعا الحاخام "شنيورسون"، إلى ترحيل العرب عن أراضيهم، كما نادى في أكتوبر 1968، بقتل العرب صراحة، وقال "إن العرب يبتغون شيئاً واحداً لا غير، وهو القضاء علينا عاجلاً أو آجلاً، وإن علينا أن نتبع القول المأثور "عجّل بقتل من يسعى لقتلك"، كما احتج هذا الحاخام بشدة ـ مراراً ـ على بقاء العرب في القدس، وعلى ما أسماه المعاملة الحسنة التي تعامل بها "إسرائيل"، "مخربي" فتح.
كما دعم الحاخام "شنيورسون" وهو من القادة الحريديين القلائل، الذين أعربوا عن دعمهم لحركة "غوش أيمونيم"، ومشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية والقطاع.
علاقات البحرين وإسرائيل إلى أين؟
يُذكر أن تسريبات "ويكيليكس" كشفت النقاب عن لقاءات سرية مكثفة تتم بين مسؤولين إسرائيليين وبحرينيين، حيث نوّهت إلى أن "إسرائيل" عينت الدبلوماسي برويس كشدان، مبعوثا سريا لدول الخليج، وأنه كثيرا ما يتردد تحديدًا على البحرين.
وشهدت الأعوام الماضية عددًا من اللقاءات بين مسؤولين بحرينيين وإسرائيليين فضلًا عن بروز مواقف بحرينية رأى فيها البعض نوعا من التغير في العلاقة بين المنامة وتل أبيب على طريق التطبيع، بينما يرى مراقبون مراقبين يرون في الوقت نفسه أنه ما زال من المبكر بالنسبة للبحرين اتخاذ مثل هذه الخطوة بسبب الرفض الشعبي لها.
وكانت أبرز المواقف البحرينية في هذا الصدد هي دعوة ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في مقال نشر بصحيفة واشنطن بوست، العرب إلى التوجه إلى الإسرائيليين من خلال الإعلام. إضافة إلى لقائه في يناير/كانون الثاني 2000 مسؤولين إسرائيليين على هامش منتدى دافوس الاقتصادي.
وسبق ذلك دعوة وزير خارجية البحرين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى إنشاء منظمة إقليمية تضم "إسرائيل"، وذلك بعد لقاء جمع الوزير مع نظيرته الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني في الأمم المتحدة، لكن الحدث الذي حظي باهتمام في وسائل الإعلام العالمية هو زيارة وفد بحريني رسمي لإسرائيل لأول مرة من أجل استلام خمسة بحرينيين احتجزوا على متن سفينة روح الإنسانية التي كانت متجهة إلى غزة.
أما الموقف الذي لاقى انتقادات شعبية محلية فهو قيام الحكومة بإغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيلية بعد ما وقعت البحرين مع واشنطن اتفاقية التجارة الحرة في أغسطس/آب 2006، كما بدت "إسرائيل" حريصة، منذ اللحظة الأولى على الترحيب بدعوة ولي العهد وبقرار البحرين رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية معتبرة أنه خطوة إيجابية.