رام الله - خاص قدس الإخبارية: في أول أيام عيد الأضحى، اختبأ أطفال عائلة الطيراوي خائفون تحت أسرتهم يراقبون ملابسهم الجديدة التي رتبوها بعناية بجانب ألعابهم، ويدعون الله أن لا يمسها جنود الاحتلال.
الساعة السابعة والنصف صباح الأول من أيلول، استيقظ جزء من أفراد عائلة الطيراوي على تفجير قوات الاحتلال أبواب منزلهم الكائن في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، فيما استيقظ الجزء الآخر وأعقاب البنادق تنهال عليه من كل صوب.
فايز الطيراوي قال لـ قدس الإخبارية، إن 40 جندياً إسرائيلياً طوقوا منزلهم، قبل أن يفجروا أبوابه ويقتحمون الغرف وأفراد العائلة ما زالوا نائمين، ليبدؤا بضرب الشبان وتقيدهم، "بأعقاب البنادق ضربونا ونحن في أسرتنا، ثم قيدونا واحتجزونا في غرفة واحد.. وبدؤوا بعد ذلك بتفتيش المنزل وتحطيم محتوياته والعبث فيه".
وأضاف، "أخافوا أطفالنا الذين اختبئوا تحت الأسرة، ونغصوا فرحتنا في العيد الذي جمع كل أفراد العائلة بعد تحرر شقيقي عاهد ومحمود"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم قبل شهرين وأخضعته للتفتيش الدقيق بحجة البحث عن أسلحة.
وبين الطيراوي أن قوات الاحتلال اقتادت شقيقه عامر الطيراوي (25) عاما إلى إحدى الغرف حيث حققت معه وانهالت عليه بالضرب المبرح أمام العائلة، ما أدى لإنهيار زوجته الحامل وإصابته بالإغماء.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عامر قبل انسحابها من المنزل، مبيناً أن شقيقه تزوج قبل أربعة شهور فقط، وكان قد اعتقل وهو طفلاً لم يتجاوز 13 عاما، وقضى حكماً بالسجن ثلاثة شهور.
قوات الاحتلال لم تكتف بتنغيص فرحة العيد في منزل الطيراوي، وانتقلت إلى منزل عائلة غوانمة لتقتحمه بعد تفجير أبوابه وتدخله عنوة، وتبدأ بتخريبه وتدمير محتوياته.
محمود غوانمة قال لـ قدس الإخبارية، إن قوات الاحتلال فور تفجيرا باب منزله، دخلت إلى غرفة نجله معتصم (16) عاماً حيث كان ما زال نائماً، "وهو نائم، سحبوه ورموه على الأرض وانهالوا عليه بالصراخ والضرب المبرح وهما يطالبوه بتسليم السلاح".
وبين أن نجله معتصم هو طالب في مدرسة دير دبوان الصناعية، حيث يدرس الكهرباء، مشيراً إلى أنه يعاني من أوجاع في ظهره، "نحن قلقون عليه بسبب وضعه الصحي، كما أنه ما زال طفلاً".
وأضاف أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على أبنائه مصطفى ومحمد، كما لم تتوانى عن ضرب طفله عمر (10) سنوات.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مالك رباح نخلة (23) عاماً، قبل أن تنسحب من المخيم إثر مواجهات عنيفة شهدتها أزقة المخيم وحاراته وسط إطلاق مكثف للرصاص الحي والقنابل الغازية والصوتية.