توجّهت للصلاة على أمل أن يشفع لي سنّي الذي تجاوز الستين بثلاث سنوات، وهذا يجب أن يمرّ عبر الوحش الكاسر الذي يسمّى حاجز قلنديا، طبعا هناك مثله حاجز قبة راحيل ليعرقل طريق القادمين من الجنوب. تجاوزت أزمة مرورية خانقة مشيا على قدميّ قرابة الخمسة كيلومترات
كان لي شرف الكتابة عن الأمهات الأسيرات في رواية "أمهات في مدافن الأحياء" سنة ألفين وثمانٍ، ثم أعدت الكرَّة للكتابة عن نموذج خنساوي فريد برواية سمّيتها "فرحة"، وهي عن الحاجة فرحة البرغوثي
عندما تتراجع أي قضية عادلة في قلوب أصحابها فإنها تحتاج إلى فرسان يعيدون للقضية مكانتها، وهؤلاء ذوو قدرات كاريزمية فذَّة ويملكون من الروح أعلاها ومن المشاعر أصدقها ومن الأعمال أشرفها ومن التضحيات أنفسها، يقولون بأفعالهم
أمام ما يحدث في نابلس من أحداث مؤلمة بلا حدود ومؤسفة بحجم قضيتنا العظيمة، وأمام أمانة الكلمة وخطرها في هذه الوقت الحسّاس لا بدّ من قول الحق ما استطعنا لذلك سبيلا.
مرت ذكرى اتفاقية أوسلو دون أن يعبأ بها أحد، الكل يتبرأ منها ويلعنها وينتقدها شرّ انتقاد، حتى الذين وقّعوها لو أتيحت لهم الفرصة من جديد لمزّقوها "وللعنوا سنسفيلها"، كانت حينها عروسًا جميلة باهرة خرجت للتوّ من أعرق صالونات التجميل وأمهرها
حتمًا سيتفاعل العالم الحرُّ المنافق بطريقة مختلفة تمامًا، سيخرج المكيال الذهبي لحقوق الإنسان، سيعدّد ويحدّد ويوضّح ويفضح الجريمة بكلّ أبعادها، الإنسانية والقانونية والأخلاقية، سيذرف كلّ دموعه السياسية والدبلوماسية
بات ما تشهده السجون الإسرائيلية هذه الأيام انتفاضة حقيقية وعملية بمنزلة تغيير لقواعد الاشتباك، فمنذ أن نجح ستة أسرى من اختراق المنظومة الأمنية بالغة التعقيد في سجن جلبوع والسجّان لا ينام ولا يهدأ له بال، يحاول كلّ ما بوسعه لردّ الصاع صاعين ولينهك الحركة الأسيرة
سيكتب التاريخ في صفحات مشرقة سيرة هذا المسن الفلسطيني، المشتبك طيلة حياته في خنادق المقاومة المتقدمة مع أعتى وأسوأ احتلال عرفته البشرية، سيكتب التاريخ عن هذا الجنس من البشر الذي يجيز لنفسه أن يضرب بكلّ قوته جسد مسنّ غير مسلّح
من وحي الحديث الشريف: "هلك المتنطعون" أجد هذه المفارقة العظيمة. المتنطعون هم المُتشدّدون في غير مواضع التشدّد، فما بالنا في المتميّعين المتراخين المنبطحين المسالمين المتنازلين المتحالفين الداعمين
لقد ظهر الثور بغبائه وسار طائعًا لضرب خرقة المقاومة الحمراء
عملية قطع رواتب أسرى قد حرروا من سجون الاحتلال تعيد الموضوع إلى مربعات خطيرة وملغومة، منها على سبيل المثال: أن نجيب عن سؤال من هو الأسير؟ هل ندرك حجم الألم والتعذيب الذي مورس عليه فترة سجنه؟ هل كان في