شبكة قدس الإخبارية

الإضراب المساند .. إرادة انكسر أمامها الاحتلال

شذى حمّاد

الخليل – خاص قدس الإخبارية: لم يمر الإضراب المساند والذي يخوضه عشرات الأسرى دعما للأسير بلال كايد في معركته المستمرة منذ ١٥ حزيران، دون تصعيد إدارة سجون الاحتلال من اعتداءاتها وقمعها للأسرى المضربين.

من سجن النقب إلى منزله في مخيم العروب، عاد هشام الطيطي بعد أربع سنوات من الاعتقال، ليفك إضرابه عن الطعام بعد ١٨ يوما من الدعم والمساندة للأسير بلال، والذي خاضه برفقة أسرى الجبهة الشعبية.

هشام الطيطي يروي لـ"قدس الإخبارية"، أن الأسرى في سجن النقب خاضوا الإضراب عن الطعام مساندة ودعما للأسير بلال كايد على دفعتين، امتد إضراب الدفعة الأولى (١٩-٢٨ تموز)، فيما كانت الدفعة الثانية (٨ – ١٨ آب).

إضراب الأسرى المساند بدأ بإرجاع الوجبات عدة أيام في الأسبوع قبل أن يتطور للإضراب المفتوح، يتناوب عليه الأسرى وذلك عبر الانتظام به على عدة دفعات.

ويبين الطيطي أن إدارة سجون الاحتلال ومنذ إعلان الأسرى إضرابهم باشرت بتصعيد خطواتها واجراءاتها القمعية والتي تضمنت تحويل الغرف إلى زنازين وحرمان الأسرى من الفورة، وسحب الكهربائيات، وتكثيف الاقتحامات لأقسام السجن.

وأضاف الطيطي، أن العقبات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال امتدت لمنع الأسرى من الزيارات دون إبلاغهم مسبقا، حيث كانت تكبد الأهالي بالحضور إلى السجن لتبلغهم فور وصولهم من حرمانهم الزيارة، مشيرا إلى أن الاحتلال قلص الزيارات إلى زيارة واحدة كل شهرين.

ولفت الطيطي أن إدارة سجون الاحتلال خفضت الكنتين إلى (٦٠٠شيقل) من أصل (١٢٠٠ شيقل) وهو المبلغ الذي لا يكفي حاجة الأسير، في ظل غلاء المواد الأساسية التي يحتاجها الأسير شرائها من الكنتين.

وبين أن إدارة السجون ما عادت تتبع منهج عزل الأسير المضرب عن الطعام، بل تبقيه في داخل القسم بين الأسرى، كأسلوب ضغط آخر، مضيفا، إدارة السجون حاولت خلق أزمة داخلية بين الفصائل الفلسطينية ساعية لتشكيل حالة من الضغط على أسرى الجبهة الشعبية لتجبرهم على فك إضرابهم.

ويروي الطيطي أن إدارة سجون الاحتلال كانت تخضع الأقسام التي فيها الأسرى المضربين للتفتيش الدقيق لمدة ثلاث ساعات تمتد منذ الساعة الخامسة فجرا حتى الساعة الثامنة صباحا، يتم خلال عملية التفتيش إخراج كل مقتنيات الأسرى إلى الخارج، فيما تتعمد خلط المواد الغذائية ببعضها البعض وإلقاها على الملابس والأغطية.

وبين أنه الأسبوع الماضي، اقتحمت وحدات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال أحد الأقسام ووزعت الأسرى على أقسام أخرى لمدة ثلاثة أيام، "مزقوا الملابس والأغطية والبطانيات، ولم يتوانوا عن تحطيم الجدران وكل ما يقع تحت أيديهم، كما أنهم يخلطون المواد الغذائية ببعضها البعض... الأسرى فقدوا كل مقتنياتهم الأساسية خلال حملات التفتيش والاقتحامات".

فيما سعت إدارة سجون الاحتلال لإجراء تنقلات تعسفية بين الأسرى، فيما حولت أعدادا منهم إلى العزل الإنفرادي.

ورغم تفنن إدارة سجون الاحتلال بما تفرضه من رزمة عقابات، إلا أن الأسرى يواصون التسابق على خوض الإضراب المساند للأسير بلال، فيقول الطيطي، "الأسرى يتخوفون من تكرار ما جرى مع بلال معهم، بخوضهم بالإضراب يعني بداية نصرة لبلال، وثانيا وضع حد لهذا القرار الذي يهدد باقي الأسرى".

ويؤكد الطيطي على أن الإضراب الجماعي الذي يشمل كافة الأسرى من كل الفصائل والأحزاب وهو ما يسجل الانتصار على إدارة سجون الاحتلال خلال فترة قصيرة، ولا يدفع الأسير للإضراب وحده لفترة طويلة تهدد حياته قبل أن يحقق مطالبه".