شبكة قدس الإخبارية

على باب السجن .. عيد ميلاد وكعكة

شذى حمّاد

القدس – خاص قدس الإخبارية: "عيد ميلاد سعيد" هتف أهالي الأسرى على بوابة سجن مجدو، أشعلوا الشمعة، غنوا وغنوا حتى تجاوز غنائهم القضبان والسجان.

فما أن وصل أهالي الأسرى الأطفال سجن مجدو حتى رفعوا يافطات تحمل صور الطفل الأسير ليث خالد الحسيني، احتفالا بعيد ميلاده السابع عشر، ليقفوا جميعا حول كعكة عيد ميلاده، ويغنون بصوت عال، عسى أن يسمع ليث غنائهم.

عيد ميلاد ليث المعتقل منذ (١١ شهرا)، كان في ٢٧ تموز الماضي، إلا أن العائلة لم تحتفل به، ولم تطفئ شمعة عيد ميلاده، وكلها أمل أن يعود للمنزل قريبا ويحتفلوا معا، بالاحتفال الأكبر، احتفال نيله الحرية.

خالد الحسيني والد ليث، قال لـ قدس الإخبارية، إن نجله ليث معتقل للمرة الخامسة، منذ تشرين ثاني الماضي، حيث وجه له الاحتلال لائحة اتهام طالبوا إثرها بإصدار حكم بحقه يتراوح (٤-٥) سنوات.

فيما عرضت نيابة الاحتلال صفقة تضمن حكما بالسجن (٤٦ شهرا) إلا أن ليث رفض ما جاء فيها، مصرا على أنه لم يعترف بشيء مما جاء في لوائح الاتهام الملفقة له.

13871974_606189689555194_417038722_n

ليث (١٧ عاما) رُشح مؤخرا من قبل الأسرى في قسم الأشبال في سجن مجدو ليكون ممثلا لهم أمام إدارة سجون الاحتلال، وذلك إثر قيامها بعملية نقل تعسفية للأسرى البالغين الذين كانوا مسؤولين عن أقسام الأشبال، ليصبح ليث اليوم أكبرهم، والمسؤول عنهم، وممثلهم.

ويبين الحسيني، أن العائلة تفاجأت بالاحتفال الذي حضره أهالي الأسرى احتفالا بعيد ميلاد ليث، الذي باتوا يعتمدون عليه بمتابعة شؤون ابناءهم والاهتمام بهم.

13680723_284121428612555_1502525563214185096_n

والأسير الطفل ليث الحسيني، اعتقل لأول مرة مذ كان عمره (١٢ عاما)، وكان حينها أصغر أسير في سجون الاحتلال، كما كان أول طفل أسير من مدينة القدس.

ويوضح خالد الحسيني، أن نجله ليث خضع في اعتقاله الأخير لأطول توقيف تجاوز (١١ شهرا) قبل أن يفرج عنه، بعد تبرأته من التهم التي نسبت إليه من قبل أذرع الاحتلال.

ويؤكد على أن المدارس في مدينة القدس التابعة لبلدية الاحتلال، لم تعد تستقبله كعقاب على اعتقاله مرات عدة.

ونقل ليث لعائلته عن ظروف صعبة وقاسية جدا يمر بها الأسرى الأطفال في سجن مجدو، وما يواجهونه من استفراد في ظل غياب الأسرى البالغين، وتعنت واذلال من قبل إدارة سجن الاحتلال.

"ليث وباقي الأسرى يشتكون من غلاء الكنتينة حيث لم يعودوا قادرين على شراء شيء، فيما تمنعنا إدارة السجون من ادخال شيء لهم" يقول خالد، الذي يمنعه الاحتلال من زيارة نجله بسبب أنه أسير محرر، فيما تزوره والدته فقط.

وطلب ليث من عائلته في جلسة المحكمة الأخيرة، ضرورة أن يتم زيارته وباقي الأسرى من قبل المؤسسات الحقوقية ليطلعوا على ظروف اعتقالهم وما يعانوه.

"ليث يحمل هم الأسرى أقرانه في السجن، ويحاول أن يوصل صوته ... لا أصدق كيف طفلي اليوم أصبح يحمل كل هذه المسؤولية" يعلق خالد.

ويروي خالد، أن نجله ليث تم نقله للعزل الانفرادي في سجن مجدو، ثلاث مرات، حيث قضى في العزل الأول أسبوعين، وفي الثاني شهر، وفي الثالث (١٠ أيام)، "أقف عاجزا لا أستيطع فعل أي شيء له، فيما لا يوجد أي تحرك حقيقي وجاد من قبل المؤسسات الحقوقية التي تتابع شؤون الأسرى".

ليث الملقب "بالشبل العنيد"، تفتقده عائلته منذ شهور عدة، لتمر عليها المناسبات دون أي احتفال، فمن كان يخلق الحياة والبسمة في المنزل غائب عنه اليوم في سجون الاحتلال.

_.jpg__700x370_q85_crop