شبكة قدس الإخبارية

10 أيام على اجتياح الضفة.. الاحتلال بدأ يبحث عن حلول للخروج

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: بعد مرور أكثر من 10 أيام على بداية عملية "السور الواقي" العدوانية على مدن الضفة الغربية، برزت عدة تصورات لعملية الخروج، تراوحت بين إعادة الاحتلال لكامل المناطق والتموضع فيها، وسيناريوهات متعددة لحل سياسي، وكل تلك التصورات كانت بمقاسات إسرائيلية خالصة تكمن أهميتها في قيمتها بالحفاظ على "أمن الإسرائيليين".

دوافع شارون

"ناحوم بريناع" المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ومنذ اليوم الثالث لعملية السور الواقي، أكد على أن بنك الأهداف الذي وضعه قادة الاحتلال للعملية، يفتقد لأية نتائج سياسية، ويفسر ذلك بالقول: "لأن الدافع الأساسي لها هو شخصي بين شارون وعرفات، فشارون لم يغير مفهومه الأساسي منذ العام 1982، فهناك حساب شخصي مفتوح بينهما، وهو ما يعتبر دافعاً كبيراً لشارون بإهانة عرفات، الإهانة التي لا يوجد بها أي فائدة منطقية، بل إشباع غريزة انتقام قديمة، ومازال شارون يحلم بإغلاق ملف عرفات، لكن العهد الجديد مع الفلسطينيين ستكون نتائجه نفس العهد القديم، أي نفس النتائج"، وهي ذات الفكرة التي ذهب إليها عوزي بنزيمان من صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، والذي أكد بعد مناقشة كبيرة لمجمل أهداف ودوافع العملية، أنها لن تحقق نتائج عسكرية، بل تمثل طريقاً مسدوداً، ولذلك لا مفر من العودة للفكرة الأساسية، وهي الشروع في المفاوضات حول الوضع الدائم.

thumbgen.php

 أما "يوئيل ماركوس" من ذات الصحيفة، فتساءل حول العملية كثيراً، وخرج بنتيجة موحدة وهي أنه "لكل حرب يجب أن يكون هناك هدف سياسي، وهو ما ينقص حملة السور الواقي، والأسوأ من ذلك أن شارون لا يملك سياسة أو استراتيجية لليوم التالي، ولا يبدو من خلال ذلك أن "إسرائيل" تستطيع بمفردها الخروج مما أقدمت عليه".

في حين قال "زئيف شيف": "إن "إسرائيل" لا تنجح في بلورة خطط سياسية لمعالجة المشكلة الفلسطينية، سواء عسكرياً أو سياسياً، وبالتالي فإنها ستجد نفسها أمام حل مفروض من هنا أو هناك". ويتفق مع هذه النتيجة شمعون شيفر، والذي أكد أن الأفق السياسي الأمني للحكومة لا يزيد عن يوم أو يومين، لذلك لا توجد إجابة حول السؤال الأكبر إلى أين تسير "إسرائيل".

وحاول حامي شاليف من ذات الصحيفة، الإجابة على السؤال السابق، وقال: "إن الجيش الإسرائيلي، أعد عشرات الأوامر لاحتلال مدن الضفة الغربية، ولكن لم يعد خطة واحدة للخروج، كما أن المستوى السياسي ليس بأفضل حال، والواضح أن "إسرائيل" عرفت تماماً كيف ستبدأ الحرب إلا أنها لا تملك أدنى فكرة عن كيفية الخروق من هذا المأزق؟".

بداية بلا نهاية

وهي مجموع التصورات السياسية/الأمنية التي طرحها شارون خلال فترة حملة السور الواقي، والتي في معظمها اتهامات للسلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات، وبالتالي لم يوجد تصور سياسي أو أي مؤشر لذلك.

6c263003be7206182c5d12fd32642f8c

وأكد "ناحوم بريناع" من صحيفة "يديعوت أحرونوت" حينها _تعليقاً على خطابات شارون_ أنها لم تكن لها بداية أو نهاية، بمعنى خلوها من أي تصور للحل، وهو ما ذهب إليه "دان مرغليت" من صحيفة "إسرائيل اليوم"، والذي أكد أن الخطوات العسكرية يجب أن تكون مقدمة نحو حل سياسي ما، وهو ما تفتقر إليه خطابات شارون. غير أن شارون تجاوز هذه الأخطاء في خطابه الذي ألقاه في الكنيست.

ففي خطابه الذي ألقاه في الكنيست بتاريخ 8-4-2002 أراد شارون أن يظهر نفسه بصورة أكثر حزما وقال "إن هدف العملية العسكرية هو تفكيك البنية التحتية للإرهاب، الجيش سيبقى في مناطق وجوده، وجود مناطق عازلة لإفشال التهديدات الأمنية، المفاوضات تبدأ فقط عندما يتوقف الإرهاب، حل مرحلي طويل المدى".

عملية فاشلة

الكاتب والباحث الإسرائيلي "أوري أفنيري" أكد من جهته أن حملة السور الواقي انتهت بتفويت سياسي كبير، فقدت فيها الحكومة الإسرائيلية الأساس الأخلاقي لأعمالها وسياستها، والمؤشرات لذلك واضحة من خلال عدم قدرة إسرائيل على التأثير على الحلم الفلسطيني، في الحصول على دولتهم، كما أدت الممارسات اللاأخلاقية مثل إلقاء الجرحى في الشوارع وعدم إسعافهم إلى خلق المزيد من الكراهية، التي تؤدي إلى تأسيس بنية جديدة للمقاومة الفلسطينية.

0

وخرج إفنيري بنتيجة أن "إسرائيل لن تستفيد من هذه العملية مثلما لم تستفد من كل العمليات التي قام بها شارون، فهي عملية بائسة نظرياً، وحشية من الناحية العملية، إنها لن تجلب السلام والأمن ولن تحل أي مشكلة، على الغم من أنها حققت جزء من أهدافها في اغتيال العدد الأكبر من قادة المقاومة في الضفة".

وعندما أعلن شارون عن إنهاء حملة السور الواقي في 21/4/2002، قال "يوئيل ماركس" الكاتب بصحيفة "هآرتس": "إن إجمالي العملية يضع الإنسان أمام أحجية عسيرة على الحل، تقوم على أن هذه العملية لم يكن لها هدف واضح، ولذلك فإن من الصعب تحديد ما يفترض به أن يعتبر انتصاراً، وبتعبير آخر إذا كان الهدف وضع حد لما أسمته "إسرائيل" بالإرهاب، وليس مجرد توجيه ضربة ثأرية للفلسطينيين، وهو ما يؤكد أن هذا الهدف لم يتحقق، ولكن النتيجة الهامة التي يجب الخلاص بها هي أن الحملة أثبتت وبشكل واضح مدى ضعف القوة الإسرائيلية، وقوة ضعف الفلسطينيين، الأمر الذي يجب أن يدفع قادة إسرائيل ليس للتمركز خلف القوة، إنما يجب أن تكون هناك شجاعة لطريق سياسي، لأننا بغير ذلك لم ننتصر ولن ننتصر".

ولعل رغبة أريئيل شارون في الخروج بأقل الخسائر وإعادة رسم صورة الجندي الإسرائيلي القوي هو ما يفسر كمية العنف التي استخدمت في الأيام التي تلت الأيام الأولى للعملية، بحسب الكتاب الإسرائيليين، قتل بلا هوادة، واعتقال للآلاف، وعمليات خلفت عشرات الشهداء من ضمنهم بعض قادة المقاومة ومئات الجرحى، كلها كانت كافية لتفسير أهداف شارون والذي بدأت صورته الدموية في سبيل إرضاء الإسرائيليين تهتز.