مؤتمر "الحرم الجامعي والقرية"، محاولة بائسة ومكشوفة من الجهاز الاستعماري الصهيوني العريق، المسمى الجامعة العبرية، للمساهمة في المجهود الحربي الصهيوني لقمع العيساوية كحالة نضالية مجتمعية ضد الاستعمار الصهيوني.
يريد منظمو المؤتمر اعادة تعريف العلاقة ما بين القلعة الصهيونية/الجامعة العبرية والعيساوية، كعلاقة توتر ما بين الجامعة والبيئة الاجتماعية المحيطة، مثلها مثل غيرها من العلاقات والتوترات ما بين الجامعة والمحيط الاجتماعي المعروفة عالميا، والتي تسعى جامعات العالم، خاصة الجامعات النخبوية، إلى حلّ هذه التوترات عبر مدّ الجسور مع المجتمع المحلي والتوجه نحو نموذج "الجامعة بلا أسوار".
ينضح العنوان "الحرم الجامعي والقرية" باستشراقيه استعمارية فاقعة، ويلمّح إلى الدور التنويري التحضيري للجامعة في محيطها القروي التقليدي، حيث تعرّف العيساوية "كجيب عربي" غريب في المحيط الصهيوني جبل المشارف.
تعبّر المداخلات بشكل صريح عن هذه المهمة التحضيرية: (نساء من العيساوية في الجامعة، تعليم أطفال العيساوية التحليل الفلسفي). بالإضافة إلى كونه فرصة مثيرة للغثيان والشفقة، لممارسة "يوغا" التبرؤ الأخلاقي والانساني، "لمعذبي الضمير" من فلاسفة وفنانين صهاينة.
في فلسطين، المكان هو الأيديولوجيا، ولست بحاجة إلى أدوات التحليل والنظر في العلوم الانسانية، لكي تبصر الحقيقة، كل ما تحتاجه هو التجوال بقلب عامر بالحقد المقدّس، ففي الطريق إلى العيساوية تمر بمقبرة الجنود الانكليز، من مّهدو الطريق للحلم الصهيوني في فلسطين، مرورا بالجامعة العبرية التي تظهر "كقلعة صليبية" مثلها مثل العشرات من قلاع الغزاة في بلادنا التي "أكل الزمان كلس حيطانها" كما غنّت فيروز يوما.
وفي جوارها امتدادها الطبيعي، قاعدة رادار الجيش الصهيوني التي تطلّ شرقا على الأغوار وما بعدها وصولا إلى العراق، وإذا وصلت "التشريق" تصل قلعة أخرى، قاعدة حرس الحدود الصهيوني التي تحرس طريق قلعة "معاليه أدوميم" إلى "تل أبيب ".
في سلسلة القلاع الاسمنتية هذه، توجد العيساوية كجيب مقاومة، مقاومة وجود نشط وحيّ، بدون فائض بلاغة وبدون فائض تنظير.