لندن – قُدس الإخبارية: لطالما اعتاد رؤساء حكومات الاحتلال المتعاقبين طوال العقود الماضية على خلق "بعبع" يرعبون به العالم ويكسبون من خلاله الدعم الداخلي والتعاطف الخارجي، وخلال السنوات الماضية كان لبنيامين نتنياهو بدل الـ "بعبع" اثنين.
في الولايات المتحدة؛ عمل نتنياهو كثيرا على التخويف من الملف الإيراني، بل إنه تدخل في الشأن الأمريكي كما يرى مراقبون ومسؤولون أمريكان وإسرائيليون، للتأثير على القرارات الإيرانية بشأن هذا الملف، وقد خسر المعركة في نهاية الأمر، بتمرير الاتفاق النووي الإيراني.
وبعد هذا الفشل، توجه نتنياهو إلى أوروبا في ظل الضغط الكبير خلال الأشهر الأخيرة وتحديدا على الصعيد الشعبي من الجمعيات والمنظمات المناهضة للاحتلال والاستيطان، واليوم الأربعاء، طار إلى لندن بعد أن سبقته إليها تصريحاته عن "البعبع" الإسلامي في المنطقة، والهم المشترك بين الجانبين الذي يستدعي التعاون مع "إسرائيل" لا الضغط عليها.
ونقلت وكالة "رويترز" عن نتنياهو قبل سفره قوله، إن "إسرائيل" تتعرض لخطر التشدد الإسلامي مثل أوروبا، وهي شريك لها في التصدي للمتشددين الإسلاميين الذين ينتمون للعصور الوسطى، وعلى الأوروبيين أن يتعاملوا على هذا الأساس بدلا من انتقاد سياسة "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين.
وأضاف، أن "إسرائيل هي الدرع الحقيقي الوحيد لأوروبا والشرق الأوسط ضد الإسلام المتطرف المتصاعد، وينبغي على أوروبا أن تدعم إسرائيل لا أن تضغط عليها وتهاجمها".
وأعلن نتنياهو استعداده للعمل بشكل مشترك مع أوروبا وأفريقيا لمحاربة الإسلام المتطرف، متعهدا "بالحمل على المتشددين الفلسطينيين لدى عودته إلى إسرائيل، حيث يجب علينا محاربة التطرف داخل أرضنا وليس فقط على الحدود، وسأتخذ عقوبات مشددة ضد من يحاول ضربنا في أرضنا، فشرطتي لا تتسامح مع الإرهاب"، وفق تعبيره.
وقبل وصوله إلى بريطانيا، خرج 400 شخص أمام مقر سكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في داونينج ستريت، حيث يرتقب وصول نتنياهو، وهتفوا "اوقفوا نتانياهو" و"مجرم حرب"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "قاتل الأطفال"، وفقا لوكالة فرانس برس.
في المقابل، تجمع نحو 100 مؤيد لـ "إسرائيل" حاملين الأعلام الإسرائيلية، ما ادى لمشادات بين الطرفين أنهتها الشرطة البريطانية.
في الوقت ذاته، وقع اكثر من 108 الاف شخص عريضة على موقع البرلمان البريطاني الالكتروني تطالب باعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخيرة على غزة.
وردت بريطانيا بأن الزعماء الزائرين لها يتمتعون بحصانة قانونية ولا يمكن اعتقالهم، كما أيدت ما وصفته "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مع انتقادها عدد القتلى المروع في العدوان الأخير، في حين وصفت السفارة الإسرائيلية في لندن العريضة بأنها دعاية لا معنى لها.
يشار إلى أن نتنياهو وصل بريطانيا بعد عصر اليوم، وبحسب مصادر إسرائيلية فقد سمح له ولزوجته النزول من الباب الرئيسي، فيما نزل بقية الذين كانوا على متن الطائرة من إعلاميين ودبلوماسيين من الباب الخلفي، وتم فحصهم شخصيا.
[caption id="attachment_74453" align="aligncenter" width="450"] فحص المرافقين لنتنياهو[/caption]