ترجمات عبرية-خاص قدس الإخبارية: نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الأربعاء تقريرا أعدته منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" قالت فيه: "إن فرص نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحماس لا تزال أكبر من إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار".
وأضافت أن كلا الطرفين في الوقت الراهن ليس مهتما في الحرب، ولكن الأسباب التي أدت لاندلاعها العام الماضي لا تزال موجودة. مشيرة لاستمرار الحصار وتراجع الوضع الاقتصادي والمالي والخلافات القائمة بين حماس وفتح على الأزمات التي يشهدها القطاع.
وينوه التقرير إلى المصالح المتشابكة والصراعات بين حماس وإسرائيل وبين السلطة ومصر وتأثيراتها على الواقع في غزة، موضحا أن "سكان القطاع يعيشون محنة لم يسبق لها مثيل ويشعرون أن القادة السياسيين الفلسطينيين تخلوا عنهم"، مشيرا إلى حالة الركود التي تشهدها غزة، حيث وصل نصيب الفرد من الدخل في غزة أقل من 31%، عما كان عليه في عام 1994.
وأشار إلى الواقع الاجتماعي إلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب والقيود المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتأثيرات الانقسام على الحياة.
وبين التقرير أن الحرب الجديدة قد تخدم حماس للتعامل مع التحديات الداخلية في ظل انهيار الخدمات الحكومية والاحتجاجات الاجتماعية، حيث أن العرب تسمح لها بتعزيز سلطتها وإعادة تأسيس المصداقية لدى الفلسطينيين من خلال الخيار العسكري الذي سيوفر وضع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بما يخدم كافة الأطراف.
وختم التقرير بالقول: "إن إسرائيل والدول الغربية المانحة للسلطة الفلسطينية، لا يدعمون المصالحة بين حماس وفتح، لكن الجمهور في الأراضي الفلسطينية يرى أنها الطريقة الوحيدة لإنهاء الفصل بين غزة والضفة".
من جهته قال المحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر في حديث خاص لـ"شبكة قدس": "إن تقديرات احتمالية نشوب حرب بنسبة أكبر من تحقيق التهدئة فيها اعتبارات متباينة لدى كلا الطرفين، فعدم الوصول إلى تثبيت حقيقي لوقف إطلاق النار على الأرض وحالة اليأس التي تنتاب كلا الطرفين يمكن أن تسير بالأمور إلى هذا المنحى".
واستدرك أبو عامر أن كلا الطرفين لديه رغبة حقيقية لعدم الوصول إلى هذه المرحلة، لسبب مهم وهو أن الجبهتين الداخليتين سواء في دولة الاحتلال أو في غزة بحاجة إلى فترة راحة وأخذ الأنفاس، فإسرائيل تعمل الآن على ترتيب وضعها الداخلي في سياق أخذ العبر من التجربة الأخيرة في غزة والتي خرجت منها مهزوزة الصورة التي تلونت بأصباغ الخسارة، وحماس أيضا تدرك أنها بحاجة لهذه التهدئة لإعادة ترتيب بنيتها التحتية وتطوير قدراتها، ولا يمكن لكلا الطرفين تجربة المجرب مرة أخرى".
وتابع أبو عامر "عدم إنجاز أي شيء من بنود التهدئة لا يعني بالضرورة الذهاب إلى الحرب، فالحرب لها اعتباراتها الخاصة، ولا يمكن لكلا الطرفين الدخول في مغامرة جديدة دون قياس استعدادات جبهتهما الداخلية المنهكة أصلا.