خاص قدس الإخبارية: تتسابق وسائل الإعلام العبرية في التساوق مع الرواية الرسمية الإسرائيلية فيما يتعلق بقضية الأسير المضرب عن الطعام والمشرف على الموت محمد علان من نابلس والذي يرقد في مستشفى "برزيلاي" الإسرائيلي بمدينة عسقلان المحتلة.
جزء من هذه الوسائل من صحف وتلفزيونات ومواقع إخبارية في مجملها لا تراعي الجانب الإنساني في نقل الخبر المتعلق بالأسير علان، فهي بالمجمل تسوق عناوينها بناء على ما يصدر عن حكومة الاحتلال أو إدارة المشفى بأن علان يمتنع عن إجراء الفحوصات الطبية تارة وتارة أخرى أنه يرفض تناول المدعمات، في محاولة منها لتبرير تنصل المسؤول عن احتجاز علان بهذه الوضعية من مسؤوليته وتبرير اعتقاله تحت نظام الاعتقال الإداري، أما الجزء الآخر فهو لا يتطرق للقضية من الأساس ولم تسمع تلك الوسائل بأسير يوشك على الموت في إحدى مستشفياتها بسبب إضرابه عن الطعام طلبا للحرية. صورة مقصوصة
على سبيل المثال، القناة السابعة العبرية المقربة من المستوطنين نقلت صباح اليوم تصريحات لإدارة مسشفى "برزيلاي" تقول فيه "إن الحالة الصحية للاسير لا تزال حرجة ولا تؤهله للخضوع للتغذية القسرية، حيث أن الأطباء يبذلون كل جهودهم من أجل الحفاظ على استقرار وضعه الصحي بعد التدهور الأخير على حالته".
وأضافت القناة نقلا عن أطباء بالمستشفى "أن الأسير علان بات فاقدا للقدرة على الحركة كما فقد معظم نظره بالإضافة إلى نتائج الفحص المخبري التي أظهر وجود عدة حصاة في مرارته ما يسبب له آلاما كبيرة".
وترفق القناة صورة للأسير علان وهو يرقد على سريره بالمستشفى، وقامت القناة بقص الجزء الذي يظهر قدمي علان وهو موثوق إلى السرير.
أما القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي فقد اكتفت بتصريح مقتضب لمدير المستشفى بأن الحالة الصحية للأسير خطرة وان الأطباء يبذلون جهودهم للحفاظ على حياته، في حين أرفقت صورة للأسير علان وهو داخل السجن وبعض الصور من مسيرات بالداخل المحتل تطالب بإطلاق سراحه.
الانفجار الكبير
الصحف الإسرائيلية الرئيسية اغفلت في معظمها القضية ولم تشر إليها لا من قريب ولا من بعيد باستثناء صحيفة "هآرتس" التي أوردت تحليلا يتحدث عن مآلات الأمور في حال استشهد الأسير علان وتأثير ذلك على العلاقة مع السلطة الفلسطينية، وموقف حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي لها الأسير علان من التهدئة وعلاقتها بالسلطة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إنه "ليس من الصعب التخمين بشكل الأوضاع التي يمكن أن تتشكل في حال وفاة الأسير علان، فالضغط المتولد في الضفة والقدس في طريقه للانفجار وبشكل كبير، وسيكون حدث بهذا المستوى بمثابة شرارة لإيصال الأوضاع لنقطة تصبح فيه السلطة الفلسطينية محرجة من استمرارها في التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، وبالتالي من المحتمل ولو أنه بنسبة ضئيلية أن تعيد السلطة التفكير في شكل هذا التنسيق وحجمه في محاولة لامتصاص ثورة الشارع وكبح جماح معارضيها".
وتشير الصحيفة إلى أن هذا السيناريو وقضية إضراب الأسير علان باتا يسببان الصداع لقيادة جيش الاحتلال وأجهزة مخابراتها، فهما لا يرغبان بتصاعد الأحداث، وفي ذات الوقت لا يريدان منح الأسير علان صورة نصر ولو معنوية في حال وافقا على مطالبه.