غزة - خاص قدس الإخبارية: لم تستطع التحديات الجمة التي واجهها أفراد مشروع "فُلك غزة" أن تثنيهم عن هدفهم الذي قاموا من أجله، فقد بقيت محاولاتهم تتجدد في كل مرة، رافعين شعارهم الأوحد "كسر الحصار عن غزة".
يقع مشروع فلك غزة، ضمن المبادرات المنبثقة عن الائتلاف الدولي لأسطول الحرية وهي حملة مجتمعية بطابع مدني، تقودها مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين وكندا واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى العديد من الدول الأوروبية الأخرى.
آمال وتحديات
منسق المشروع عوني فرحات أوضح أن هذه المبادرة قامت على إعادة بناء وتأهيل مركب بغزة باستخدام المواد المتوفرة من مصادر محلية، وتجهيزه للإبحار متحديًا الحصار الإسرائيلي من الداخل، للإبحار خارج غزة محملًا بمنتجات فلسطينية لتصديرها إلى الأسواق الخارجية بمساعدة دولية.
وأكد فرحات لـ قدس الإخبارية، أن المبادرة تهدف بشكل أساسي إلى تحدي الحصار الإسرائيلي الغير قانوني واللاإنساني الذي يفرضه الاحتلال منذ 9 سنوات على قطاع غزة، كما يهدف إلى التضامن مع الصيادين الفلسطينيين وهم الفئة الأكثر تضررًا نتيجة الحصار.
وأضاف، أن "فلك غزة" يمثل أملًا للكثير من الحرفيين والتجار من خلال المناهضة السلمية للحصار، حيث حول المشروع قارب صيد بطول (25 مترًا) إلى قارب شحن للبضائع للإبحار من ميناء غزة لخارج فلسطين يحمل منتجاتٍ فلسطينية وذلك بفضل الدعم اللوجستي والمالي من الداعمين حول العالم.
[caption id="attachment_68983" align="alignnone" width="600"]
صور لعمليات بناء السفينة[/caption] العديد من التحديات والمعيقات واجهها المشروع، أخرت الإبحار في عرض البحر المتوسط كما كان مخططًا له مسبقًا، حيث كان القارب جاهزًا للإبحار في ربيع 2014، ولكن تعرض لتفجير تخريبي مجهول المصدر بتاريخ 29 ابريل، تسبب على إثره بأضرار جسيمة أدت إلى تأخر موعد الإبحار.
أصر منظمي مشروع "فلك غزة" على الاستمرار في العمل بعد هذا الهجوم عن طريق إصلاح الأضرار ووضع جدول زمني جديد، على أن تبحر في أيلول 2014مجددًا، لكن العدوان الإسرائيلي في شهر يوليو حال دون ذلك.
[caption id="attachment_68979" align="alignnone" width="600"]
صورة للسفينة قبل تعرضها للقصف[/caption] قتلوا الحلم
في العاشر من تموز، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ميناء غزة بكثافة، وفي الثانية صباحًا، استهدفت البوارج الحربية الإسرائيلية سفينة "فلك غزة" مما أدى إلى احتراقها بالكامل، فيما لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من دخول الميناء لتدارك الأمر نتيجة القصة الشديد.
[caption id="attachment_68980" align="alignnone" width="600"]
صورة للسفينة بعد احتراقها نتيجة القصف[/caption] وكان الناشط السويدي تشارلي أديسون، المقيم في غزة والمشرف على بناء سفينة فلك غزة، قال إنه "من الصعب وصف كفاح ومعاناة الفلسطينيين، وإنها لتجربة مريرة وصعبة بعد مرور عام لي هنا في غزة، خاصة إنني أعلم في داخلي أنني أستطيع الرجوع إلى وطني، لكن بالنسبة للفلسطينيين وطنهم أكبر سجن لهم".
وأضاف أديسون، "يتساءل الناس لماذا يعرض الفلسطيني حياته للخطر، ولكن هذا دليل على مدى بؤس هذا الوضع في غزة، ليس هناك مستقبل إلا الموت والدمار في كل مكان، والعالم يدير ظهره، فيما إسرائيل تواصل أعمال العنف وانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان".
أخيرًا .. معرض فلك غزة
أقام منسقو مبادرة مشروع غزة، معرضًا للمنتوجات الفلسطينية، بهدف تسليط الضوء على سياسة الحصار الإسرائيلي التي تهدف لمنع تصدير المنتجات من كل أنحاء فلسطين إلى الخارج.
ويقول منسق المشروع عوني فرحات لـ قدس الإخبارية، إنه من المقرر أن يتم تصدير هذه المنتوجات على متن السفينة قبل تدميرها في شهر يوليو، مشيرًا إلى أن اللجنة التحضيرية تخطط لإعادة تصدير هذه المنتوجات في وقت لاحق من هذا العام على متن أسطول الحرية 3 القادم إلى غزة.
ويهدف المعرض الذي يحتوي منتوجات من الضفة الغربية، -عبارة عن مطرزات ومنحوتات وزيت زيتون-، إلى تعزيز الارتباط بين المنتج الفلسطيني في شقي الوطن، كما يؤكد أن الطريق التجاري بين الضفة وغزة مطلب ضروري للفلسطينيين وخاصة لأهالي غزة الذين يعانون الحصار ويمنعون من الاستيراد والتصدير من وإلى القطاع.
جانب من المعرض







