شبكة قدس الإخبارية

حول الحرب والأكاديميا: حوارية مع علاء العزة

حمزة أسعد

"الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وهو بذلك إستراتيجية وليس تكتيكاً، ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح، والسير قدماً نحو الثورة الشعبية المسلحة، لتحرير وطنه والعودة إليه، وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه." المادة 9 من الميثاق الوطني الفلسطيني.

"وإذا كان التحرير ينبع من فوهة البندقية، فان البندقية ذاتها تنبع من ارادة التحرير." غسان كنفاني

رغم السعي الدؤوب لتبين ملامح وتفاصيل المشروع الوطني الفلسطيني على مدار ما يزيد عن السّتين عاماً إلا أن عموده الفقري لمّا يزل واضحاً: بندقية وعقلا يحسن استخدامها وحاضنة شعبية وثقافية تلتف حولها. في هذا الوضوح غموضٌ يلّفُ الأكاديميا الفلسطينية اليوم حيال البندقية وحالتها إذ تغيب مع انجازاتها عن الأكاديميا كحالة لفتحٍ معرفي متحرر من الشّرط الاستعماري. أقمنا هذه الحوارية مع الدكتور علاء العزة، أستاذ الانثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية في جامعة بيرزيت، كمحاولة لرصد ذلك الغياب، وهي على ما فيها من رصانة الأكاديمي إلا أنها تتمتع بمساحة الإختلاف مع ما يطرحه أ. علاء.

حمزة: هل ترى الحرب كظاهرة اجتماعية في السياق الفلسطيني؟ وهل من الممكن قراءتها سوسيولوجيا؟

علاء: بالضرورة الحرب هي ظاهرة اجتماعية-ثقافية في السياق الفلسطيني، وتحديداً الحرب الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني التي لا تزال قائمة منذ أكثر من مئة عام تقريباً. في حال وسّعنا مفهوم الحرب من الصراع المسلح والعنيف بين طرفين (سواء دول او فاعلين غير دول) لكي يعالج عملية العنف السياسي بمستوياته المتعددة وتحديداً العنف المنظم والمتواصل من طرف قوي على طرف ضعيف كما في الحالة الاستعمارية؛ فإن قراءة الواقع الفلسطيني كحالة استعمار استيطاني هو بحد ذاتة قراءة للحرب التي تُشن يومياً بأدوات اقتصادية وعسكرية وسياسية ضد فكرة وجود الفلسطيني كحالة وطنية وكمشروع سياسي.وهنا في هذه الحالة لا يصبح غياب "الحرب" كصراع مسلح هو حالة "سلام" وإنما اختلاف في مستوى وكثافة هذه الحرب.

حمزة: يبدو أنك تنطلق من فكرة كلاوزفيتس القائلة بأن "الحرب استمرار للسياسة لكن بطرق أخرى" وبالتالي السياسة هي الحرب، والصراع المسلح أحد تجلياتها. لكن، ماذا لو عكسنا مقولة كلاوزفيتس لتصير السياسة استمرارا للحرب لكن بطرق أخرى؟ أي أن الحرب كصراع عسكري مسلح دموي هي الأساس وكل ما عداها من سياسة واقتصاد وعلم اجتماع وعلوم الطبيعة والهندسة جنود يتم توظيفها لتحقيق أهدافها؟

علاء: في السابق تم عكس المقولة من قبل ميشيل فوكو في مجموعة محاضراته التي صدرت تحت عنوان يجب الدفاع عن المجتمع، وهنا يجب التوضيح ان مقاربة فوكو أخذت جانبين الأول تاريخي؛ وهنا حاول فوكو فهم التحول الخطابي القانوني-السياسي في الحداثة الغربية حول الحرب ونشوء ما يسمى المجتمع. وأيضاً تحليلي وهذا الجزء الذي يهمنا، ففي البعد التحليلي نرى أن حديث فوكو كان عمومياً فهو لا يتحدث عن الحرب باعتبارها فقط عملية عسكرية وإنما يدعونا إلى قراءة علاقات القوة وبنيتها باعتبارها "حرب"، وهنا تحديداً يجادل ضد مفهوم شرعية القانون والسيادة في الدول الحداثية، وأيضاً يتجاوز فهم الحرب من منطق الغايات والوسائل. في هذا المقام ( الذي ليس محاضرة عن قراءة فوكو لمفهوم الحرب) اتساءل عن مدى الفائدة التأويلية لقلب جملة كلازفيتس؟ هي مهمة لفوكو كأداة تحيليلة ولكن لا يمكن تعميمها لتصبح كونية؛ لذلك أظن أن في عملية القلب قوة بلاغية وليست تأويلية، لكن اذا ما عدت الى ما قلته سابقاً نعم هناك حرب واضحة المعالم في الحالة الاستعمارية والاستيطانية منها على وجه الخصوص لها أهداف، وهناك وسائل متعددة وهذا في حال قرأنا السياق الاستعماري كتاريخ متواصل ومترابط وليس كنقاط تاريخية محقبة.

حمزة: مما لا شك فيه أن الحرب هي الظاهرة الأكثر أهمية في المجتمعات لما لها ارتباط بمجالات الحياة كلها سياسية واجتماعية ونفسية واقتصادية، لماذا باعتقادك تفتقد جامعاتنا الفلسطينية لتخصصات تعالج موضوعة الحرب كظاهرة اجتماعية في حين أنه يتم تلقيننا أن كل الظواهر هي ظواهر اجتماعية بالأساس؟ ونرى اهتماما حدّ التخمة بموضوعات وظواهر ثقافية وانسانية واجتماعية أخرى؟!

علاء: أولا هنا يجب توضيح ما نقصده بتعبير الحرب؛ هي بالضرورة ليست الظاهره الأكثر أهمية على مستوى إنساني. والنظر لها كذلك يعطى بعد لاتاريخي ميتافيزيقي مهول لمعنى الحرب. أما بخصوص الجامعات الفلسطينية ودراسة الحرب أعتقد أن مفهوم الحرب يحدد اذا ما كان هناك اهتمام أم لا، بكلمات اخرى عادة ما يقصد بالحرب وجود طرفين متكافئين وجيوش منظمه وهذا لا ينطبق على الحالة الاستعمارية في فلسطين بالتالي يصبح مفهوم الحرب غير ذا مركزية. لذلك كغيره من المفاهيم. إن تعبير "حرب" لا يفيد بالمعنى المجرد وإنما يجب أن يترافق مع مفاهيم أخرى مثل حرب التحرير أو الحرب الأهليه ..الخ. وفي حالة ما يحدث اليوم في غزه يجب أن نكون واضحين أنها "حرب على غزة" وليست في غزة، أو حرب استعمارية على الفلسطينين وهذا مهم كونه يخفف من سلطة التكافؤ المتجسدة في مفهوم الحرب المجرد.

حمزة: إذا كان علينا أن نعطي تعريفا للحرب هنا فسيكون إجرائيا مؤقتا يشير إلى أنها صراع عسكري مسلح دموي بين جماعات منظمة سواء كانت جيوشا أو عصابات. وهي بالتالي الظاهرة الأكثر أهمية لما لها ارتباط بالناس حياة وموتا، سياسة واقتصادا ولما لها من وقع نفسي واجتماعي، ولما تحدثه في مسار التاريخ من تغيّر. ظاهرة الحرب هذه بما هي تكثيف لجميع تلك الجوانب في لحظة اشتباك مسلح عنيف دموي، غائبة عن الاكاديميا اليوم. بهذا المفهوم أيضا يمكنك رصد غياب الحصيلة النظرية المتعلقة بالحروب ونماذجها المتكافئة منها وغير المتكافئة، وكما وغياب معجم ثقافي خاص بها وبنماذجها التحررية. ما سبب ذلك الغياب؟!

علاء : هذا سؤال متعدد الجوانب، بالنسبة للشق الاول حول اهمية الحرب من موقع علاقتها بالموت والحياة، اتفق تماماً حول هذه الأهمية أظن أن الألم الانساني غير قابل للوصف في حالة الحرب. أما الشق الثاني حول حضور الحرب وغيابها في الأكاديميا؛ فيمكن تقسيم السؤال إلى محورين، الأول مرتبط بالكتابة حول الحرب في الأكاديميا (وهنا الاكاديميا الغربية وغير الغربية). لا أعرف من أين وصلت إلى استناجك بغياب الكتابات حول الحرب، فمن متابعتي أظن أن هناك كم هائل من الأدبيات التي كتبت عن الحرب مفاهيماً وتأريخاً. وهناك تخصصات في مساحة أكثر من اللازم في الكتابة عن الحرب مثل العلوم السياسية والعلاقات الدولية والتاريخ والقانون كذلك بدرجة أقل الانثربولوجيا وعلم الاجتماع، ولا ننسى الكليات العسكرية- التي تتخصص في إنتاج الجيوش والحروب- كذلك يوجد كم كبير من الدوريات التى تتخصص في الدراسات العسكرية في الغرب تحديداً.

أما المحور الاخر فهو من أي منطق أو زاوية يكتب عن الحرب؛ أي أن الكتابات في الكثير من التخصصات الأكاديمية تقرأ الحرب من منطق الدول أو الجماعات المتحاربة، بالمقابل ما يجب فهمه في الحرب هو علاقتها بالانسان وليس بالمفاهيم الخطابية "كالتاريخ" "والدولة" و"الانسانية"، بكلمات أخرى كيف يمكن فهم الحرب من منطق المستضعفين موضوع الحرب وضحاياها؟ ماذا يمكن أن تقدم المقاربة النسوية للحرب، وما علاقة الحرب بتشكيل الذوات الذكورية والأنثوية؟ ما أثر الحرب على تشظية المجتمع ( كما حدث في العراق مثلاً) أو إعادة إنتاج تشكيلات هوياتية كالطائفة والقبيلة؟ ما علاقتة الحرب بإعادة ترتيب علاقات القوة الاجتماعية؟ ما هي تأملات المحاربين وأحلامهم؟ أظن أن الكتابات الأكاديمية، وهنا أتحدث عن الانثربولوجيا (بحكم التخصص)، تميل أكثر من السابق للكتابة عن الحرب من هذه الزوايا، لكني أظنها لا تزال أسيرة الكتابة المجردة رغم طابعها الاثنوجرافي؛ لذلك أعتقد أن الأدب والسينما هي الوسائط الأكثر فعالية والأكثر دقة في وصف وفهم الحرب و العنف المسلح وتحديداً وصف الألم الإنساني.

حمزة: يتضح بالملاحظة غيابا للمثقف الأكاديمي من المشهد حال حضور الحرب، وكأن حدود الثقافة الاكاديمية تنتهي عند ابتداء حدود الحرب، ما تفسيرك لذلك؟ علاء: لا ادري إن كان هناك "مثقف اكاديمي" كتصنيف قائم بحد ذاتة معزولاً عن السياق الاجتماعي والسياسي. ففي الأكاديميا هناك مواقف أيدلوجية وطبقية وسياسية وأطر تفكير متنوعة تجعل من الصنافة غير ذات فائدة. ما أرجحه أن المثقف الملتزم بقضايا التحرر والعدالة حاضر، لكن المشهد كما تصفه لا يتسع إلا للمقاتل كون الصراع ليس عملية إقناع أو حوار فكري في هذه الايام، وإنما حالة دفاع عن البقاء وهذا ما يجعل المقاتل هو مركز الحدث وصانعه. حمزة: عندما تقسم الأكاديميا بين الممارسة العملية اليومية والممارسة الفكرية، وتقوم باحتكار الأخير لصالحها وتنصب ذاتها العقل الذي يصنف ويختزل ومن ثم يركب الأشياء والظواهر ويعيد تعريفها وتقديمها وترسم للناس أفقهم السياسي والاجتماعي والأخلاقي بإقصائها منظومات وإبقائها على منظومات، عندما يقوم المثقف بذلك يكون مثقفا أكاديميا. ثمّ لماذا لا يلتزم المثقف الاكاديمي بالمقاومة في شكلها المسلح ويوظف معارفه النظرية في استخلاص وتعزيز ثقافة تلتف حولها؟ علاء: مرة أخرى أنت تعطى الاكاديميا وصفاً مغلقاً وتريدني أن أنطلق منه. أظن أن وصفك للاكاديميا بهذا الشكل ينطبق على نهايات القرن التاسع عشر والقرن العشرين في أوروبا ولا يمكن تعميمه على سياقات أخرى وأزمنه أخرى. أما عمليات الإقصاء والإبقاء أو الإخفاء والإظهار فهي عملية أيدلوجية تمارس في الأكاديميا وخارجها (هي “خطاب” كونك استرشدت بفوكو انفاً)، وما عمليات النقد والنقد المضاد إلا محاولات لتفكيك الأطر الأيدلوجية للمعرفة وعلاقتها بالسلطة؛ بالتالي ليس هناك "أكاديميا" واحدة.

أما بخصوص توظيف المعرفة الأكاديمية في خدمة مشروع المقاومة فأتفق معك جزئياً؛ إذ هناك غياب في هذه الأيام لجهود موحدة تستفيد من الجهد المنظم والتأملي والتأويلي للمعرفة التي يمكن إنتاجها من قبل "ممتهني المعرفة"، لكن كانت كذلك في السابق يكفي أن تراجع مجلة شؤون فلسطينية حيث المثقف الاكاديمي محارب في الوقت ذاته وكل شغله كان لصالح فكرة الثورة وممارساتها. يمكنك مراجعة مقال لفارس جقمان حول الأمر في موقع جدلية.

حمزة: استفاد الجيش الصهيوني من تنظيرات فلاسفة التنوير والحداثة وما بعدها في عملياتهم الحربية ضد الفلسطينيين، وهم ذات الفلاسفة والمنظرين الذين يتم تدريسهم في الاوساط الاكاديمية الفلسطينية لتحليل وتفسير ظواهر المجتمع تحت الاحتلال، هل برامج العلوم الاجتماعية والانسانية على وعي بهذا الاستخدام؟ وما هو طابع تعامل الأكاديميا الفلسطينية مع تلك الفلسفات في ظل الشرط الاستعماري الاستيطاني؟

علاء: هذا سؤال أوسع من أن يجاب عنه في لقاء صحفي، لكن دعني أوضح أن عمليات "الاستخدام" لفلسفات ونظريات هي عملية دائمة الحضور سواء من قبل القوة/السلطة أو من قبل الخاضعين وموضوعات تلك القوة/السلطه. السؤال يكمن في كيفية الاستخدام وماذا تفيد؟ في حالة الجيش الصهيوني هناك استخدام عملياتي؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم الإدعاء بأن عملية اقتحام مدنية نابلس والمخيمات في ٢٠٠٢ استخدم فيها جيش الاحتلال بعض مفاهيم ما بعد الحداثة حول الفضاء، لكني أعتقد أن ترويج هذا الاستخدام كان دعائياً أكثر منة واقعاً، فحتى مقال ايال وايزمان "المرور من خلال الجدران: الجنود كمعماريين" في مجلة (Radical Philosophy) يأخذ طابعاً دعائياً لعبقرية الجيش العارف بالفلسفة والقادر على استخدامها، وهو ما ظهر فشله في الجنوب اللبناني في ٢٠٠٦، وأيضاً هذه الأيام في غزة.

إن إعادة قراءة كتاب وليد دقة، وهو عبارة عن رورايات المقاومين في المخيم يظهر مدى ابتذال القصة التي اختلقها بعض ضباط الاحتلال حول استخدام مفاهيم مابعد الحداثة حول المكان، يمكن أيضاً الاستماع إلى محاضرات الأستاذ المثير خالد عودة الله حول الأمر ودور الجرافة ال دي ٩، وكذلك ما كتبه الشاعر والمثقف زكريا محمد (الذي اعتقد ان كتابته وحتى تأملاته الفيسبوكيه مهمه جداً) حول اقتحام المدينة وتجربة مخيم جنين. أما مدى الإطلاع على ذلك الاستخدام فيعتمد على الأفراد الأكاديميين وذلك لغياب رؤية واحدة أو موحدة في المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية. وهذا ينطبق على التعامل مع النظريات؛ فهناك تعامل جدي يحاول الاستفادة من الفكر النظري، وهناك ما يتشدق به دون معرفة معمقة، وهناك أيضا من هو غير مطلع أساساً.

حمزة: لماذا باعتقادك تغيب رؤية موحدة في الأكاديميا الفلسطينية اليوم، هل لأنها ليست ساحة حرب؟ أم للأمر علاقة بسياسات انتاج المعرفة في الحالة الفلسطينية ما بعد اوسلو؟! كنا سمعنا قبل فترة عن إنشاء اتحاد طلبة صهاينة لـ "غرفة الحرب" هدفها التبرير للعدوان على غزة. لماذا لا يقوم الاكاديميون بمنهجية بتجنيد القدرات والمعارف النظرية في حقول علم الاجتماع والانثروبولوجيا والإعلام بعمل غرف حرب تعمل على خوض المعارك الإعلامية والتصدي للحرب الاعلامية النفسية؟ لماذا لا توجد برامج اكاديمية تعزز ثقافة المقاومة المسلحة وتدّرس النماذج التحررية بتفاصيلها؟ إذا لم تكن هذه مهمة الاكاديميا فمهمة من إذا؟!

علاء: إن غياب رؤية موحدة مرتبط بغياب وضوح في المشروع التحرري ذاته، كذلك لغياب مؤسسة وطنية جامعة بإمكانها أن تستفيد وتأطر الجهود البحثية المشتتة. لكن دعني أختلف معك قليلاً هنا في فكرة إنتاج المعرفة بعد اوسلو. أظن أن فيها تعميم كبير، وفيها سقوط في فخ اوسلو ذاته؛ التعميم يكمن في وجود إنتاج معرفة واضح المعالم ويمكن تأطيره زمنياً أو مفاهيمياً، قبل مقابل بعد اوسلو، مقابل الثورة أو الإنتفاضة. خلال كل الوقت كان هناك إنتاج أكاديمي نقدي وراديكالي وآخر مستدخِل للهزيمة. أما فخ اوسلو فيكمن في حصر الأكاديميا الفلسطينية في الجامعات المحلية في الضفة وغزة، وهذا غير دقيق؛ إذ هناك معرفة جدية تنتج من فلسطين وخارجها من جيل جديد من الباحثين العرب وغير العرب باستخدام أدوات تحليلية جديدة، ومحاولة استكشاف هوامش وزوايا طالما بقيت حبيسة الخطاب المهيمن.

أما بخصوص برامج تدريس المقاومة؛ فهي قصية مرتبطة بسياسات المؤسسات الأكاديمية وليس بالافراد. أعتقد أنه من البديهي أن الأكاديميا المحلية ليست حرة بذاتها في بناء التخصصات، إذ هي مرهونة بالقرار السياسي، وهنا أقصد السلطة الفلسطينية في الضفة (للأسف ليس عندي معرفه كافية فيما يخص جامعات غزة) والتمويل الذي في الأغلب غربي ومتربط بأجندة بحثية مغايرة، إن لم نقل مناقضة ومناهضة لفكرة المقاومة.

*علاء العزة: أستاذ  الانثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية في جامعة بيرزيت