شبكة قدس الإخبارية

وقف النار أحادي الجانب.. "قشة إسرائيل الأخيرة التي ستكسر ظهرها"

هيئة التحرير

قال المحلل السياسي الإسرائيلي "يؤاف فاردي": "إن الجيش الإسرائيلي قرر تنفيذ انسحابا أحادي الجانب وإنهاء العملية البرية على قطاع غزة لأنه لا يملك خيارا أخر، لكن إذا كانت هناك مبادرة معقولة سيقبل بها، لأن الانسحاب بالاعتماد على قوة الردع غير مجدي وغير كافي وإن مصلحة إسرائيل الخروج باتفاق تسوية".

واتفق معه "ميكي روزنتل" عضو حزب العمل الذي قال: "أعتقد أن الحديث عن انسحاب أحادي الجانب عبارة عن مناورة سياسية من أجل خلق ضغط جديد على حركة حماس من أجل القبول بما عرض عليها سابقا من أجل وقف إطلاق النار ويقصد (المبادرة المصرية)".

وأوضح المحلل أن الجيش سينهي العملية البرية خلال يوم أو يومين وسيكون أمام الجيش ثلاث خيارات الأول: تسوية بناء على المبادرة المصرية أو توسيع العملية العسكرية أو انسحاب أحادي الجانب والاعتماد على قوة الردع والإشارة إلى حركة حماس بأن إسرائيل ستواصل ضرباتها من الجو إذا واصلوا إطلاق الصواريخ كما حدث في تسويات انهاء عمليات الرصاص المصبوب وعامود السحاب".

وأشار المحلل أنه بعد خمسة ساعات من الاجتماع المتواصل لأعضاء المجلس الوزاري المصغر يوم أمس دون إعلان نتائج رسمية، أكد أنه لا يوجد قرار بتوسيع العملية العسكرية وعلى ما يبدوا أن هناك قرار بتجميد مسار تحقيق اتفاق تسوية أمام حركة حماس من أجل المناورة وخلق شروط أفضل لصالح أمن إسرائيل.

كل هذه الخيارات مرهونة بقبول المقاومة واستجابتها للضغوط الممارسة عليها لقبول المبادرة المصرية، والامتناع عن مواصلة القتال في حال أوقف الاحتلال النار من جهته، او الاستمرار في القتال والقصف المتبادل، وهذا كله ترفضه المقاومة وترفض حتى النقاش حوله، الامر الذي يجعل إجراء الاحتلال أحادي الجانب وما صاحبه من كذب على الجمهور الإسرائيلي وبال على حكومة نتنياهو، التي اعتقدت أن المقاومة سترضخ لقرارها وبالتالي ستظهر أنها انكسرت أمام آلة الاحتلال.

عملية واحدة من قبل فصائل المقاومة خلف خطوط الاحتلال عبر الأنفاق التي تدعي حكومة وجيش الاحتلال تدميرها ستنسف نظرية "نتنياهو" بأن جيشه قد أمن الحياة لسكان محيط غزة بالتخلص من أنفاق المقاومة، وهذا وبكل تأكيد ما تفكر فيه حكومة نتنياهو بصمت، ودللت على ذلك بنيتها الإبقاء على الضربات الجوية حسب حاجتها لذلك، وهو ما يعني أن حديثها عن التخلص من الانفاق ما هي إلا عملية احتيال على جمهورها.

حماس من جهتها قالت "إن خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول وقف إطلاق النار من جانب واحد كان حديثا مرتبكا ينم عن أزمة حقيقية يواجهها في الحرب على غزة"، مضيفة: "أراد ان يصنع نصرا وهميا لحكومته وجيشه ونحن مستمرون في المقاومة حتى نحقق اهدافنا".

بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان لها "إن تصريحات نتانياهو وموشيه يعالون وزير جيش الاحتلال اعتراف صريح بالهزيمة وسنواصل القتال حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني".

أمام هذا العناد الفلسطيني والنفس الطويل الذي تتمتع به المقاومة فإن كل الخيارات المطروحة أمام حكومة نتنياهو سيئة حتى بالمقاييس التي يحاول ترسيخا، وبجميع الحالات فإن الصورة التي رسمتها المقاومة الفلسطينية في ذهن الجمهور الإسرائيلي لن يستطيع قرار مثل هذا أن يغيرها، خصوصا وأنه فقد كثيرا من شعبيته وقاعدته الجماهيرية خلال هذه الحرب.

أضف إلى ذلك، ائتلافه الحكومي المهدد بالانهيار، والحديث هنا يدور عن قطيعة تامة بينه وبين حليفه الاكبر "أفيغدور" ليبرمان، إضافة إلى الخلافات داخل مؤسسة الجيش، كلها مجتمعة لن تكون في صالحه تباتا، بل ستكون وبالا عليه وعلى مؤيديه، خصوصا وأن المقاومة في غزة لا تزال في كامل صحتها، وقادرة على إلحاق الضرر في جيشه، كما وأنها لا تزال قادرة على إفراغ شوارع مستوطنات غلاف غزة وحتى تل أبيب وحيفا من السكان.