شبكة قدس الإخبارية

تصدعات في جدار المصالحة

هيئة التحرير

مرت أيام عدة منذ تولي حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة، وأزمات كثيرة قد تهدد وجودها ظهرت خلال هذه الأيام القليلة، فمن أزمة الأجور في غزة، والتي بدأت بزعزعة ركيزة الاتفاق، إلى أزمة الاعتقالات السياسية التي ارتفعت وتيرتها بحسب مراقبين بعد التوقيع على الاتفاق.

فقبل أيام منع عناصر تابعين لأجهزة الأمن في قطاع غزة عشرات الموظفين من تلقي رواتبهم عبر البنوك العاملة في القطاع، بعد مناوشات واشتباكات بالأيدي حدثت بين موظفين تابعين للسلطة، وموظفين تابعين لحكومة غزة السابقةعلى خلفية عدم صرف الرواتب لهم.

هذه الأزمة زعزعت مباطن الثقة بين طرفي الاتفاق، ليخرج عدد من قادة حماس ليتهموا حكومة الحمد الله بالإخلال باتفاق المصالحة الذي يقولون إنه نص على شمول موظفي حكومة هنية بالرواتب والمستحقات.

الأزمة الجديدة متعلقة ببعض النشاطات الشعبية التي تنفذها حماس في عدة مناطق في الضفة الغربية، ففي الأيام الأخيرة، حاول نشطاء حماس في مدينة الخليل تنظيم احتفالية ضخمة بمناسبة يوم النكسة، 47 سنة منذ احتلال الضفة الغربية والقدس المحتلة عام 1967، ولكن، قمعت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية هذه المحاولة وحالت دون تنظيم الفعالية، بذريعة عدم الترخيص.

وحسب تقارير حماس، اعتقل في اليومين الأخيرين عدد من نشطائها في الخليل، وبالإضافة إلى اعتقال عدد آخر في محافظات اخرى خلال مشاركتهم في نشاطات شعبية دعت إليها الحركة.

وبالأمس ذكر شهود عيان أن الأجهزة الأمنية في مدينة رام الله اعتدت على مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين نظمتها حركة حماس في المدينة، كما واعتدت على تظاهرة مماثلة في مدينتي نابلس وطولكرم، واعتقلت عدد من نشطاء حماس شاركوا في الفعاليات، واعتدت على عدد منهم بينهم صحفيين، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن فيغزة ناشطا في حركة فتح، أثناء عودته للقطاع عبر معبر رفح، بعد غياب قسري عن القطاع مدة 8 سنوات، غير ان تلك الأجهزة اطلقت سراحه بعد ساعات من الاحتجاز وقالت إنها "أقدمت على ذلك للحفاظ على اجواء المصالحة".

هذه القضايا تؤدي إلى تصدعات أولى، لكنها ذات أهمية، في الوحدة الفلسطينية وتثير علامات استفهام كثيرة عن قدرة اتفاق المصالحة على الصمود. كما تثير عدة تساؤلات حول الطرف المستفيد من تعكير الاجواء السائدة، وتعطيل عجلة تلطيف الأجواء داخل البيت الفلسطيني.

خبراء إسرائيليون قالوا إنه "يصعب تقدير كم سيدوم اتفاق المصالحة وحكومة الوحدة". كما أكدوا أنه ما زال هناك الكثير من العقبات في طريق إتمامه، وهذا ما يعول عليه الإسرائيليون.