هاجم البيت الأبيض بشدة، يوم أمس الأربعاء، الموقف الذي وصف بـ"المعلن والمتصلب" لمسؤولين إسرائيليين تجاه السياسة الأمريكية حيال الحكومة الفلسطينية الجديدة. واعتبر البيت الأبيض أن "الانتقادات الإسرائيلية تتناقض جوهريا مع العمليات التي تقوم بها إسرائيل نفسها تجاه السلطة الفلسطينية، بما في ذلك التنسيق الأمني وتحويل أموال الضرائب".
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول أمريكي في البيت الأبيض قوله إن دولة الاحتلال بعثت برسالة واضحة إلى السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي عندما قامت يوم الاثنين الماضي بتحويل أكثر من 500 مليون شيكل من أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، وهو نفس اليوم الذي تشكلت فيه الحكومة الفلسطينية الجديدة.
وأضاف المسؤول نفسه إنه "ليس الحديث عن صدفة، وأن الأمر يعكس المصلحة الإسرائيلية الواضحة في الحفاظ على سلطة فلسطينية تقوم بدورها ومستقرة وتستطيع إدارة المناطق الفلسطينية بنجاعة"، وقال أيضا إنه لا يوجد لإسرائيل مصلحة في انهيار السلطة الفلسطينية، وأن ما قامت به، أي إسرائيل، هذا الأسبوع يعزز هذا الرأي، رغم ما يقوله بضعة مسؤولين إسرائيليين علانية".
وقال أيضا إن دولة الاحتلال تواصل تمويل السلطة الفلسطينية (أموال الضرائب)، وتواصل التسنيق الأمني معها، بالرغم من توجيه الدعوات للولايات المتحدة بوقف الاتصالات وتحويل الأموال للسلطة. مضيفا أن ذلك يعكس المصلحة الإسرائيلية الواضحة في مواصلة التنسيق الأمني وتمويل السلطة، ولذلك، بحسبه، فمن غير الواضح لماذا يتبنى جزء من القيادة الإسرائيلية موقفا متصلبا ومعلنا يتناقض جوهريا مع عمليات تقوم بها إسرائيل نفسها.
وكرر المسؤول نفسه التصريحات التي أطلقها في الأيام الأخيرة وزير الخارجية جون كيري، والتي جاء فيها أن الولايات المتحدة ستواصل اتصالاتها مع الحكومة الفلسطينية الجديدة بموجب قوانين الولايات المتحدة وسياساتها، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة لا تضم في صفوفها وزراء مرتبطين بحركة حماس.
كما قال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمد الله أوضحا أن "الحكومة الجديدة ستنفذ سياسة عباس، بما في ذلك الالتزام التام بمبادئ الرباعية الدولية، والتي تتضمن الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات السابقة والتنصل من العنف". وأشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تنظر إلى حركة حماس على أنها "منظمة إرهابية".
وقال أيضا إن الولايات المتحدة "منفتحة وشفافة" في موقفها تجاه "إسرائيل"، مشيرا إلى أن " قطع العلاقات مع حكومة أو سلطة فلسطينية تعترف بشروط الرباعية ولا تعطي حماس صلاحيات يتناقض مع مصالح الولايات المتحدة ومصالح إسرائيل نفسها".
وأضاف المسؤول نفسه أن الإدارة الأمريكية ستعمل إلى جانب الكونغرس للتأكد من أن المساعدات الأمريكية يمكن أن تستمر بشكل يناسب الالتزامات القانونية والمصالح المشتركة للولايات المتحدة و"إسرائيل".
نقلا عن موقع ( عرب ٤٨)