شبكة قدس الإخبارية

بعد القسم الدستوري ... الشباب الفلسطيني بين متفائل ومتشائم

هيئة التحرير

أخيرا.. أقسم وزراء حكومة التوافق الوطني يمينهم الدستورية إيذانا بانطلاق مرحلة جديدة من مراحل إدارة الحياة للشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة، هذه المرة في حكومة واحدة يرأسها شخص واحد ووزاراتها تمثل الجميع.

هذه الحكومة التي تنتظرها العديد من المهام التي ما إن لم يتم تجاوزها بنجاح فستكون كسابقاتها من الحكومات، لم تقدم ولم تؤخر أي جديد فيما يتعلق بالظن الحسن من قبل الشارع الفلسطيني بها.

نشطاء فلسطينيون عبروا عن وجهات نظرهم المختلفة بجدوى تشكيل هذه الوحدة، والنظرة الواقعية التي يولونها إيها، في ظل ما أشيع خلال اللحظات الأخيرة قبل أداء القسم عن وجود خلافات جوهرية كادت ان تنسف الاتفاق، لكن تم تذليل عقباتها مؤقتا لإعطاء فرصة لمحاولات تقريب وجهات النظر.

ولدت ميتة

الناشط ساري حرب من رام الله قال "إنها حكومة ولدت ميتة، ففي اليوم الأربعين لإضراب الأسرى، يكون النقاش الدائر حول تشكيل هذه الحكومة الغاء وزارة الأسرى".

وأضاف "لا أتوقع لها النجاح لأنها مبنية على مصالح مؤقتة وليس على وحدة وطنية ذات برنامج وطني تحرري".

الناشط همام مبارك من غزة عبر عن ارتياحه من تشكيل هذه الحكومة قائلا "مبدئيا أنا أكثر ما يهمني في المصالحة هو انتخابات المجلس الوطني، بخصوص الحكومة أنا وصلت لقناعة أنني أريد حكومة وحدة بأي ثمن وبأي شكل".

وأضاف "المهم أن يتوحد النظام السياسي، لأننا نحن كشباب عندما نضغط على النظام السياسي نواجه اشكالية أننا نواجه نظامين بسلطتين، ثم أنا أحب أن أنظر بنظرة المواطن، الشعب وصل لمرحلة لا تطاق وخاصة في غزه .. كل شيء بات متعلق بالمصالحة، الكهرباء، المعبر، العلاج، الوظائف، انا اريد أن يتم التخفيف عن الشعب بأي ثمن".

وتابع "عن توقعاتي أنا أرى أي حكومة وحدة أفضل من مما نحن نعيش به الآن، ما أريده أن تعمل على توحيد المؤسسات والتمهيد للانتخابات، لا نريد منها سوى الانتخابات".

مهمات شاقة

الناشط قتيبة عازم من نابلس عبر عن رأيه بطريقة مختلفة حيث قال "اتمنى أن تخدم الشعب الفلسطيني وتوقف الاعتقال السياسي، ولا تفكر مجرد تفكير بإنهاء عمل وزارة الاسرى وتحويلها لأي مؤسسه لأن الأسرى حق علينا ويجب أن يأخذو حقهم من هذا الوطن برغم حجب حريتهم وزجها في السجون".

وعن فرصنجاح هذه الحكومة قال عازم: "لا اعتقد انها ستنجح ولكن أتمنى أن يخيبظني وتنجح وتنهي الانقسام الداخلي".

الناشط نضال الوحيدي من غزة قال "أنا أنظر لهذه الحكومة كنظرة أصغر طفل في قطاع غزة، إنهاء الانقسام الجاثم على قلوبنا وتوحيد المؤسسات  ورسالتي لها أنه يكفي 7 سنين من المعاناة".

وأضاف "فيما يتعلق بفرص نجاحها فأتوقع لها النجاح، ولكن إذا لم يتدخل في عملها أصحاب المصالح المشبوهة من أبناء جلدتنا".

حكومة غير شرعية

خالد صافي من غزة تحدث عن أساسيات نيل الحكومة ثقة الشعب حيث قال إنه "كان من المفترض حتى نشعر بالراحة تجاه هذه الحكومة بأن تعرض على المجلس التشريعي لنيل الثقة، على الأقل لتدرك الحكومة أن الشعب لديه جهة تشريعية قائمة تمنع التفرد في القرار".

وأضاف "معظم الآراء ووجهات النظر حول حكومة التوافق ومنذ ولادتها كانت تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم وإن كانت للثاني أقرب، إلا أنني أعتبر نفسي أكبر المتفائلين حين أقول "إن هذه الحكومة لن تأتي بجديد للشعب الفلسطيني، سوى بالمزيد من التنازلات كما عهدناه من الوجوه المختارة لتولي زمام الأمور".

وتابع "إن كان من نصيحة لحكومة التوافق التي ستمضي ستة شهور فأنصحها أن تحاول حفظ ماء وجه العاملين فيها قدر الإمكان، وتعمل لصالح مشروع التحرير ولتدعم الثوابت لأن الشعب لن يرحم تفريطها هذه المرة".

حكومة تحت الاحتلال

الناشطة إسراء لافي من الخليل، قالت: "صحيح أن الحكومة الجديدة تحت الاختبار ولكني لدي قناعتي الخاصة بعدم شرعية ما يجري على أراضينا المحتلة وبدلًا من كيانات حكومية ووزارية ورئاسية وتشريعية في ظل احتلال فلنتوجه لمواجهة المحتل".

وأضافت "أي حكومة آتية لن تأتي لنا بتحرير أسرى ولا عودة لاجئين، أي حكومة قادمة مرتهنة لأمريكا والرضى الأوروبي وحتى رضى الاحتلال لن تحقق لنا شيئًا وسنبقى عبيدًا لديهم".

وختمت بالقول: "رسالتي لشعبي ولعقلائه أن يضبطوا المراقبة على الجميع وأتمنى أن تسود الشفافية وهذه الأمنية ليست مرتبطة بحكومة تحت احتلال بل في الحياة ككل؛ ليكن كل شيء علنيًا؛ الموازنات والوارد والصادر وكل شيء فدور المواطن سواء شارك أو لم يشارك أن يراقب ويوجه ويعارض ويفيد ويستفيد".

الحكم عليها بالعمل

أسامة خاطر من نابلس قال "إن الحكومة الجديدة عليها حمل ثقيل لتبرهن للشارع الفلسطيني على اختلاف توجهاته أنها حكومة الكل الفلسطيني، وعليها أن تستغل الفرصة لتكون على قدر المسؤولية الموكلة اليها، خصوصا في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية".

أما فيما يتعلق بمدى قدرة الحكومة على رأب الصدع الفلسطيني، "من وجهة نظري الشخصية أعتقد أن الحكومة أمامها تحدي كبير وهو الانعتاق من بوتقة الضغوط الخارجية، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإطلاق الحريات، فإن استطاعت تجاوز تلك التحديات فستكون بمثابة رسائل تطمينية للمواطن الفلسطيني بأنها أتت لتخفف عنه ما هو فيه وإن لم تستطع التغلب عليها فسيكون مصيرها الفشل".

وحول فرص نجاحها قال "لا أعول كثيراً على نجاح الحكومة الجديدة، ولا اتوقع لها أن تحظى باحترام وثقة المواطن الفلسطيني".