كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن أصواتا داخل حركة "فتح" باتت تطالب بضرورة تعيين نائب للرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي تجاوز السبعين عاما من عمره، حيث يطرح حاليا أن يتولى أحد أعضاء اللجنة المركزية للحركة ذلك المنصب.
ونقلت وكالة أنباء "آسيا" عن عضو في لجنة فتح المركزية فضل عدم ذكر أسمه قوله "إن الاجتماعات التي عقدتها اللجنة المركزية للحركة والتي كان آخرها السبت الماضي، ناقشت ملفات عدة، من بينها المطالبة بتعيين نائب لعباس".
وكشف المسؤول، عن طرح عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، اسم النائب المعتقل لدى قوات الاحتلال وعضو اللجنة المركزية للحركة مروان البرغوثي، بأن يكون نائبا لعباس، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات عربية ودولية وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن البرغوثي.
وأكد المصدر أن "فتح قدمت ضمانات بعدم عودة البرغوثي لأي عمل عسكري"، مشيراً الى أن هدف الزيارة التي يجريها وفداً من الحركة للمعتقل الذي يقبع فيه البرغوثي قريباً تهدف لإقناعه بالقبول بمنصب نائب لعباس.
وأطلق متضامنون فلسطينيون ودوليون وجنوب أفارقة، الأسبوع الماضي حملة دولية هي الأكبر من نوعها، في جزيرة روبين آيلاند، الواقعة في أقصى جنوب جمهورية جنوب إفريقيا، لإطلاق سراح القيادي مروان البرغوثي والأسرى السياسيين الفلسطينيين المعتقلين في سجون اسرائيل.
وأكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عبد الله عبد الله، أن حركته طرحت في أكثر من اجتماع إمكانية تعين نائب للرئيس عباس، مشيراً إلى أن حركته لا تشعر حالياً بوجود فراغ سياسي كونه أن (أبو ماهر غنيم) أمين سر الحركة هو الشخص الثاني الذي يلي عباس.
وقال عبد الله، في تعليق لوكالة أنباء "آسيا"، أنه سيتم طرح تعيين نائب للرئيس عباس خلال عقد المؤتمر السابع للحركة والذي سيعقد العام القادم برام الله.
وأضاف "نحن لدينا داخل حركة فتح تقدير للأمور والأوضاع، وهي ليست آيلة للفراغ حالياً، وذلك كون أن أمين السر لحركة فتح يعتبر الشخص الثاني بعد الرئيس عباس"، موضحاً أنه في حال قرر الرئيس عباس الاستقالة فإنه لن يكون هناك أي فراغ سياسي، قائلاً: "في حال قرر الاستقالة يتولي مباشرة أمين السر الحركة أي فراغ سياسي".
ورفض عبد الله تأكيد أو نفي تولي البرغوثي منصب نائب لعباس، لكنه أشار إلى المساعي التي لم تتوقف من أجل إطلاق سراحه من سجون اسرائيل، وكان آخرها تشكيل لجنة دولية الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا مكونة من أربعة شخصيات حاصلة على جائزة نوبل للسلام للمطالبة بفك أسره.
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمود العالول إن "قيادة الحركة قررت تكثيف التواصل مع الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسير مروان البرغوثي وذلك من خلال تنظيم زيارات من قبل أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، خاصةً وأن قضية الأسرى تحتل الصدارة بالنسبة الرئيس عباس وحركة فتح".
وكشف العالول في تصريحات إذاعية، "أن الاجتماعات الأخيرة للحركة اتخذت قراراً بضرورة زيارة البرغوثي بشكل مستمر، مشيراً إلى أنه تم إجراء الاتصالات مع الجهات ذات الاختصاص من أجل تجهيز الترتيبات لإجراء هذه الزيارة".
وأضاف العالول:" نأمل أن تتم موافقة سلطات الاحتلال على هذه الزيارة وذلك للاطمئنان على صحة الأسير البرغوثي".
وبحسب القانون الأساسي الفلسطيني فإن رئيس المجلس التشريعي "المعطل" الذي يرأسه عزيز الدويك القيادي في حركة حماس يتولي مباشرة صلاحيات الرئيس عباس في حالة استقالته، وهو ما لا ترغب به حركة فتح.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي، طالب بضرورة تعيين نائب للرئيس محمود عباس، كـ"إجراء ضروري للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تعطل عمل المجلس التشريعي"، وفق قوله.
وشدد الطيراوي في تصريحات سابقة، على أن المصلحة الفلسطينية تقتضي تعيين نائب لـ"عباس"، مشيرا الى انه منذ عام تقريبا يطالب من خلال اجتماعات اللجنة المركزية والمجلس الثوري بضرورة تعيين نائب للرئيس.