شبكة قدس الإخبارية

خلال أسبوع: هجوم إيراني يستهدف منشآت طبية ومسؤولين لدى الاحتلال

010-852963

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: أعلنت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لدى الاحتلال أن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف مستشفى “أساف هروفيه” خلال ما يُسمى بـ”عيد الغفران” نفذته جهات إيرانية، في إطار تصاعد الحرب السيبرانية بين طهران والاحتلال.

وذكرت الهيئة أن المهاجمين حاولوا تسريب بيانات حساسة وتعطيل أنظمة التشغيل في المستشفى، غير أن فرق الحماية السيبرانية الإسرائيلية تمكنت من إحباط الهجوم قبل أن يؤثر على الخدمات الطبية. وأشارت إلى أن العديد من المؤسسات والشركات لدى الاحتلال تتعرض مؤخرًا لموجة متزايدة من الهجمات الإيرانية، استهدفت قطاعات حكومية وأمنية واقتصادية.

ويأتي الإعلان بعد صدور التقرير السنوي السادس لشركة “مايكروسوفت” حول أمن المعلومات، والذي أظهر أن الاحتلال الإسرائيلي يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث عدد الهجمات السيبرانية خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة 3.5% من إجمالي الهجمات حول العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. أما على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد تصدّر الاحتلال القائمة بفارق واسع، إذ سُجلت 603 هجمات بنسبة 20.4% من إجمالي الهجمات الإقليمية، ليصبح الهدف الأول في الفضاء السيبراني الإقليمي.

وأشار التقرير إلى أن القطاع الحكومي الإسرائيلي هو الأكثر استهدافًا، بنسبة بلغت 17% من مجمل الهجمات، مرجعًا ذلك إلى تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة. واعتبرت “مايكروسوفت” أن إيران تشكل الخصم السيبراني الأول لتل أبيب، حيث وُجّه نحو 64% من النشاط الإلكتروني الإيراني العالمي نحو أهداف إسرائيلية.

وبحسب التقرير، تسعى طهران من خلال هذه العمليات إلى جمع معلومات استخبارية واختراق بنى تحتية حيوية لدى الاحتلال، إضافة إلى تنفيذ أعمال انتقامية رقمية دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، في إطار استراتيجية “الردع غير المعلن” بين الطرفين.

وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام عبرية مطلع الأسبوع أن ما لا يقل عن ثلاثة وزراء في حكومة الاحتلال تعرضوا لهجوم إلكتروني واسع النطاق يُعتقد أن مصدره إيران، وشمل محاولات لاختراق هواتفهم المحمولة وصناديق بريدهم الإلكتروني وسرقة بيانات أمنية وشخصية.

وأشارت التقارير إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباك) يشارك في التحقيق في الحادثة، لكنه رفض التعليق رسميًا. ومن بين المستهدفين الوزيرة ماي غولان، التي تعرضت لمحاولات متكررة لاختراق حساباتها الرقمية خلال ساعات الفجر الأولى.

ويرى محللون إسرائيليون أن هذا التطور يعكس مرحلة جديدة من التصعيد في الحرب السيبرانية المفتوحة بين إيران والاحتلال منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، إذ بات الفضاء الإلكتروني ساحة مواجهة موازية تُستخدم فيها الهجمات الرقمية كبديل عن الصواريخ والطائرات، في إطار صراعٍ تتقاطع فيه السياسة بالأمن والمعلومات.