شبكة قدس الإخبارية

بسبب دعمه للإبادة.. المعاناة الإنسانية لقطاع غزة تفاقمت في أول مئة يوم من حكم ترامب

٢١٣

 

photo_5812449593697355818_x

قطاع غزة - قدس الإخبارية: منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دورته الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية، سارع إلى تقديم خدماتٍ إضافية لدولة الاحتلال، ومنحها العديد من الامتيازات، ومدها بالمزيد من الأسلحة المدمرة، التي استخدمتها في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بشكلٍ ضاعف قسوة الحرب، وعمق الكارثة الإنسانية.

وجاء في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" للصحفي إيشان ثارور أنه بعد أكثر من مئة يوم من ولاية ترامب الثانية، يبدو أنه فقد اهتمامه بقطاع غزة، وانهار وقف إطلاق النار الهش في أوائل آذار/ مارس، ولم يفعل ترامب الكثير لإنقاذه مع تحول تركيز البيت الأبيض على دبلوماسيته الإقليمية نحو إيران. 

وأوضح المقال أن غارات الاحتلال الجوية استمرت، مما أسفر عن استشهاد عدد لا يحصى من المدنيين، "ولا تلوح في الأفق أي صفقات عقارية مربحة للعقارات المطلة على الواجهة البحرية في غزة".

وأضاف أنه "بدلا من ذلك، ما هو قائم الآن هو حصار شامل. لمدة 60 يوما، منعت السلطات الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى القطاع. وقد ترك هذا سكان قطاع غزة المحاصرين أصلا في مأزق أشد بؤسا".

 وصرح برنامج الغذاء العالمي هذا الأسبوع بأن مستودعاته فارغة، وأن المخابز ومطاعم الحساء تُقنن مخزونها الأخير، بينما يؤكد خبراء الأمم المتحدة أن معدلات سوء التغذية آخذة في الارتفاع، وأن احتمال حدوث مجاعة شاملة أصبح الآن واقعا ملموسا.

وفي مقابلات أجرتها صحيفة "واشنطن بوست"، وصف سكان غزة محنتهم بأنها الأصعب خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على القطاع منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وقد أدت الإبادة التي تلت ذلك إلى تدمير معظم البنية التحتية المدنية في غزة، ونزوح أكثر من 90 بالمئة من سكانها، واستشهاد أكثر من 50,000 فلسطينياً.

وقال هارون الخطيب، 29 عاما، لـ للصحيفة: "الوضع الآن هو الأصعب بكثير من فترات الحرب السابقة"، واصفا كيف فقدت عائلته مخزون الطعام الذي جمعوه خلال الهدنة القصيرة عندما اضطروا إلى الفرار دون ممتلكاتهم في مواجهة تقدم للجيش الإسرائيلي.

بينما أكد محمد مرتجى، 25 عاما: "نقضي أيامنا بين البحث عن الماء والطعام وشحن البطاريات حتى نتمكن من الرؤية ليلا، وانتظار الموت"، حيث يعيش في مدينة غزة مع حوالي 40 من أقاربه ويأكل مرة واحدة في اليوم على الأكثر.

ونزح جزء كبير من سكان غزة عدة مرات، وكل رحلة تترك المدنيين في ظروف أكثر خطورة.

والخميس، أدان توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، "العقاب الجماعي القاسي" الذي تفرضه "إسرائيل" على سكان غزة، قائلا إن السلطات الإسرائيلية كانت "صريحة  للغاية" بشأن حجب المساعدات للضغط على حماس.

وقال فليتشر في بيان: "إن سلطات الاحتلال، ومن لا يزال بإمكانه إقناعها، نقول مجددا: ارفعوا هذا الحصار الوحشي. دعوا العاملين في المجال الإنساني ينقذوا الأرواح"، مشيرا إلى أن "القانون الدولي لا لبس فيه" بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال في غزة.

وكتبت ميريام بيرغر وجوليا ليدور من صحيفة "واشنطن بوست": "بينما يقول قادة "إسرائيل" إن هذه الخطوات ضرورية للأمن وللضغط على حماس لإعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم، أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين أيضا إلى أن التغييرات الإقليمية قد تنذر باحتلال ممتد لغزة قد يستمر لأشهر أو أكثر".

وفي مواجهة الإدانة الدولية والقلق الداخلي، أوضح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني أنه لن يكون هناك أي هدنة للفلسطينيين في غزة حتى تتحقق الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وقال نتنياهو في خطاب ألقاه يوم الخميس: "إن إطلاق سراح الأسرى هدف بالغ الأهمية، لكن لدينا هدفا أسمى في هذه الحرب - النصر على أعدائنا".

وكان بتسلئيل سموتريتش، وزير مالية الاحتلال المتطرف، قد أدلى في تصريحات هذا الأسبوع، أشار إلى مشروع جيوسياسي أوسع نطاقا قيد التنفيذ، حيث ستواصل دولة الاحتلال حزب الله في لبنان والتحريض على تقسيم سوريا، حيث شنت قوات الاحتلال عشرات الغارات في الأيام الأخيرة. كما قال إن حرب الإبادة لن تنتهي إلا بعد القضاء على حماس، وتهجير مئات الآلاف من سكان غزة إلى دول أخرى.

ويذكر أن ترامب سيتوجه إلى السعودية هذا الشهر في رحلة وصفها بأنها مقدمة لاتفاقيات سلام. في مقابلات أُجريت معه مؤخرا، ألمح إلى أن الرياض قريبة من  إبرام  صفقة على غرار اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات التطبيع التي توسط فيها ترامب في ولايته الأولى بين "إسرائيل" ومجموعة من غالدول العربية. لكن المسؤولين السعوديين ترددوا في تطبيع العلاقات مع الاحتلال في غياب تقدم سياسي يُذكر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وفي جلسات استماع في محكمة العدل الدولية هذا الأسبوع، انتقد مندوب السعودية لدى المحكمة العليا للأمم المتحدة وحشية "إسرائيل" لتقييدها المساعدات الإنسانية. كما قال محمد سعود الناصر، المندوب السعودي، إن تصرفات الاحتلال تهدف إلى "إحداث تطهير عرقي في قطاع غزة، وتشريد أو قتل السكان الفلسطينيين لإفساح المجال للاستيطان وضم المنطقة".

المصدر: واشنطن بوست

#قطاع غزة #ترامب #حرب الإبادة