شبكة قدس الإخبارية

"واشنطن تلاحق المتضامنين مع غزة: إلغاء تأشيرات ومراقبة حسابات التواصل

٢١٣

 

"واشنطن تلاحق المتضامنين مع غزة: إلغاء تأشيرات ومراقبة حسابات التواصل

واشنطن – قدس الإخبارية: تواصل السلطات الأمريكية تصعيد إجراءاتها ضد الطلاب والخريجين الذين شاركوا في مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، عبر إلغاء تأشيرات الدخول والإقامة، ومراقبة المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن سياسة جديدة تعتبر دعم المقاومة أو انتقاد "إسرائيل" شكلًا من أشكال "معاداة السامية".

وأفادت منظمة نافسا – وهي شبكة أمريكية تضم جامعات وعاملين في التعليم والتبادل الدولي – لصحيفة فايننشال تايمز، بأنها رصدت أكثر من 500 حالة إلغاء تأشيرات طلاب دوليين في الجامعات الأمريكية منذ بدء تصاعد المظاهرات المؤيدة لفلسطين، استنادًا إلى تقارير وردت من مختلف مؤسسات التعليم العالي في البلاد.

وقالت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، فانتا أو، إن "هذا المستوى من الإجراءات غير مسبوق ومقلق للغاية، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف الأسس القانونية لهذه الإلغاءات".

ويُعتقد أن هذا التصعيد يأتي في أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في 30 يناير/كانون الثاني 2024، يقضي بمراقبة ومحاسبة الطلاب الأجانب الذين يُشتبه بمشاركتهم في "أنشطة معادية للسامية"، ويدعو السلطات إلى اتخاذ خطوات تصل إلى حد الترحيل.

وفي السياق نفسه، أعلنت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عن إلغاء تأشيرات 12 شخصًا من طلابها وخريجيها، بينما أفادت جامعة ستانفورد بإلغاء تأشيرات 6 آخرين، وذكرت جامعة كولومبيا – التي كانت في مقدمة الحراك الطلابي – أن أربعة من طلابها تأثروا بالإجراء.

وفي تطور لافت، أعلنت هيئة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS) في بيان رسمي صدر الأربعاء، عن تبنّي سياسة جديدة تشمل مراجعة محتوى حسابات المتقدمين للتأشيرات والإقامات الدائمة على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الكشف عن أي دعم مفترض لما تصفه الولايات المتحدة بـ"الإرهاب المعادي للسامية"، بما في ذلك التعبير عن التأييد لحركات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والحوثيين.

وأكدت الهيئة أن أي منشورات تعتبر "تحريضية" قد تؤثر سلبًا على قرارات منح التأشيرات. وقال المتحدث باسم الهيئة إن "من يستغل حرية التعبير لنشر الكراهية والتحريض على العنف لا مكان له في الولايات المتحدة"، في إشارة واضحة إلى المحتجين المتضامنين مع فلسطين.

وتُعتبر هذه السياسة الجديدة امتدادًا للنهج الذي بدأته إدارة ترامب، لكنها تُنفّذ الآن في ظل إدارة بايدن، التي كانت قد فتحت سابقًا ملفات تحقيق مع متقدمين من خلفيات إسرائيلية حول سجلهم العسكري.

وتُظهر المعطيات أن السلطات الأمريكية باتت تُوظف مصطلح "معاداة السامية" كذريعة لقمع المواقف المناهضة للسياسات الإسرائيلية، حيث يتعرض النشطاء والمتضامنون مع غزة لاتهامات بالتحريض والإرهاب بسبب انتقادهم المجازر المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعلن في 27 مارس/آذار إلغاء تأشيرات 300 طالب، بدعوى دعمهم لحركة حماس.

وسُجلت أيضًا حالات اعتقال طالت نشطاء متضامنين مع فلسطين، من بينهم الطالبة التركية رميساء أوزتورك في فيرمونت، والناشط الفلسطيني محمود خليل في جامعة كولومبيا، والباحث الهندي بدر خان سوري في جامعة جورج تاون، الذي صدر بحقه أمر ترحيل أوقفته لاحقًا قاضية أمريكية.

وتشهد الجامعات الأمريكية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 احتجاجات طلابية مستمرة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، بدأت في جامعة كولومبيا وامتدت إلى أكثر من 50 جامعة، اعتُقل خلالها أكثر من 3100 طالب وأستاذ جامعي، بحسب إحصائيات إعلامية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت "إسرائيل" مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، من بينهم نحو 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي مطلق لتل أبيب.