غزة - قدس الإخبارية: قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إن أكثر من شهر قد مر منذ أن منعت "إسرائيل" دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة مؤكدة على ضرورة إنهاء الحصار والسماح الفوري بعودة المساعدات الإنسانية.
وفي السياق طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على جيش الاحتلال للانسحاب من محافظة رفح لتمكين عودة الأهالي لما تبقى من أطلال منازلهم وتوفير ممرات آمنة لإغاثة أهالي المحافظة المحاصرين الذين يتعرضون للتهديد بالقنص والقتل والإبادة من قبل قوات الاحتلال.
كما طالب بإرسال بعثات دولية لتقصي الحقائق بشأن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال في المحافظة والبدء الفوري بجهود إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى محافظة رفح المنكوبة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين العزل
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن 12 مركزاً طبياً خرجت عن الخدمة بشكل كامل في رفح وأن الاحتلال فجّر مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار وعدة مراكز صحية أخرى في المحافظة كما تم تدمير 8 مدارس ومؤسسات تعليمية بشكل كامل وألحقت أضرار جسيمة بما تبقى من مدارس ومؤسسات تعليمية.
وأضاف أن الاحتلال دمر أكثر من 100 مسجد بشكل كامل أو بليغ وقام بتجريف عشرات آلاف الدونمات الزراعية وإبادة كاملة للأشجار والدفيئات الزراعية كما دمر 30 مقراً من أصل 36 في المحافظة بما فيها المقر الرئيسي لبلدية رفح
وأكد أن الاحتلال دمر منطقة بطول 12 ألف متر وبعمق من 500 إلى 900 متر على الحدود مع مصر كما محا 90% من الأحياء السكنية خاصة في أحياء السلام والبرازيل والجنينة ومخيم رفح
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن محافظة رفح المدينة التي محاها الاحتلال من الخارطة تحوّلت إلى كارثة إنسانية مكتملة الأركان حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد العشرات خلال الأيام الماضية جميعهم من المدنيين الذين حاولوا العودة لتفقد أطلال منازلهم
وأشار إلى أن محافظة رفح تبلغ مساحتها 60 كيلومتراً مربعاً ويسكنها قرابة 300 ألف نسمة أي ما يمثل حوالي 16% من مساحة قطاع غزة ما يعكس حجم المأساة الهائل فيها، مؤكداً أن المستشفيات فجرها الاحتلال والشوارع مجرّفة والمباني مدمّرة والمساجد والأسواق والميادين العامة أُبيدت بالكامل.
كما دمر الاحتلال أكثر من 90% من منازل محافظة رفح بشكل كامل أي ما يزيد عن 20 ألف بناية تحتوي على أكثر من 50 ألف وحدة سكنية.
وأضاف أن الاحتلال دمر 22 بئر مياه من أصل 24 بئراً ما حرم عشرات آلاف العائلات من المياه الصالحة للشرب كما دمر 85% من شبكات الصرف الصحي ما حوّل المدينة إلى بيئة موبوءة قابلة لتفشي الأوبئة والأمراض ودمر الاحتلال أيضاً 320 كيلومتراً طولياً من شوارع المحافظة بشكل كامل
وخلال لقاء مع منسقة الشؤون الإنسانية، قال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش إن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستويات خطيرة وكارثية مشيراً إلى أن 59% من الأدوية الأساسية و37% من المهمات الطبية رصيدها صفر وأن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الحالة الصحية لمئات المرضى والجرحى ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.
وأكد أبو الريش أن هناك 13 ألف حالة مرضية بحاجة إلى مغادرة القطاع لمتابعة العلاج التخصصي وأن منع الإمدادات الغذائية يهدد الأمن الغذائي ويزيد من خطورة تسجيل حالات وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية والإصابة بفقر الدم موضحاً أن 52 طفلاً توفوا منذ بداية الحرب بسبب سوء التغذية.
وشدد على أن الأوضاع مرشحة لتسجيل أرقام جديدة من الوفيات إذا لم تدخل الإمدادات الغذائية فوراً وأن مستشفيات قطاع غزة بحاجة ماسة إلى محطات أكسجين لتمكين الأقسام الحيوية من تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى كما أن الخدمة الصحية تعتمد على المولدات الكهربائية وهي مهددة بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار والزيوت والفلاتر.
وأشار إلى أن العديد من التدخلات الطارئة لا يمكن إتمامها نتيجة عدم توفر الأجهزة الطبية التشخيصية كما أن الاستهداف المباشر لطواقم الإسعاف والفرق الإنسانية يشكل عائقاً كبيراً أمام جهود إخلاء الجرحى والمصابين مضيفاً أن تعطل خطوط المياه يزيد من المخاطر الصحية والبيئية ويساهم في تفشي الإسهال والأمراض الجلدية.
وكشف أبو الريش أن 274 طفلاً ولدوا واستشهدوا خلال الحرب على قطاع غزة كما خرج 16 مركزاً صحياً من أصل 52 من مراكز الرعاية الأولية عن الخدمة بشكل كامل.
ومنذ استئناف العدوان على القطاع يوم 18 مارس/آذار الماضي، استشهد أكثر من 1300 فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 3 آلاف آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.