الضفة الغربية - قدس الإخبارية: يصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ31 لمجزرة الحرم الابراهيمي، التي أسفرت عن استشهاد 29 مصليا، وإصابة 150 آخرين.
فجر يوم الجمعة، 25 شباط/ فبراير 1994، الخامس عشر من شهر رمضان، نفذ المستوطن المتطرف "باروخ غولدشتاين"، المجزرة عندما دخل إلى الحرم الابراهيمي، وأطلق النار على المصلين أثناء صلاة الفجر.
وأغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع الشهداء، والمواجهات التي اندلعت في المدينة بعد المجزرة، ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.
وفي اليوم ذاته، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية، وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيدا ومئات الجرحى.
المجرم يحقق في جريمته
في أعقاب المجزرة، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة "شمغار"، للتحقيق في المجزرة وأسبابها، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسة العسكرية المشددة على الحرم.
وأعطت اللجنة الحق للمستوطنين وجمعياتهم المتطرفة، الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
ويضم القسم المغتصب من الحرم: مقامات وقبور أنبياء، وشخصيات تاريخية، إضافة إلى صحن الحرم، وهي المنطقة المكشوفة فيه.
كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه الأهالي، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات عسكرية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.
منفذ المجزرة
باروخ غولدشتاين الذي، من مؤسسي حركة "كاخ" الدينية، وقد قدِم من الولايات المتحدة الأميركية عام 1980، وسكن في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي مدينة الخليل.
ووفق مصادر عبرية، فقد ولد بنيامين غولدشتاين في نيويورك، لعائلة يهودية متشددة، وتلقى تعليمه في مدارس "يشيفا" اليهودية في بروكلين، ونال درجة الشرف من كلية ألبرت اينشتاين للطب في جامعة يشيفا، ثم غير اسمه إلى "باروخ" في خطواته الأولى للعنصرية والإرهاب."
ولعل تفاصيل المجزرة، تعكس مدى تطرف وأجرام غولدشتاين، وليس جنونا فرديا أو مرضا نفسيا كما حاولت لجنة "شامغار" تصنيف دوافع فعلته، في حين حسب تفاصيل المجزرة بدقة، والتخطيط لها، فاختيار الخليل وبالذات الحرم الابراهيمي، واختيار فجر الجمعة من رمضان، فضلاً عن تنسيقه مع جنود الاحتلال الذين أغلقوا البوابات ومنعوا دخول الأهالي إلى المسجد لإنقاذ الجرحى.
واقع الحرم بعد المجزرة
منذ ارتكاب المجزرة، حاولت سلطات الاحتلال بسط واقع تهويدي جديد داخل البلدة القديمة في الخليل بشكلٍ عام، والحرم الإبراهيمي بشكلٍ خاص، فأقامت نقاط التفتيش وكاميرات المراقبة، وتكثفت اعتداءات المستوطنين.
وفي عام 2021، نفذت سلطات مشروعا تهويديا على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، حيث خصصت مليونيْ شيقل لتمويله.
وخلال الشهور الأخيرة، منحت حكومة الاحتلال عطاءات جديدة لتهويد محيط المسجد الإبراهيمي الشريف وإحكام السيطرة عليه بالكامل.
وكان من بين هذه المخططات بناء مصعد وممر خاص بالمعاقين من المستوطنين بمحاذاة المسجد، لتسهيل عملية اقتحامه، وجرى تخصيص مليوني شيكل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي.
وترافق ذلك مع رؤى لسقف باحة الحرم وتحويلها لقاعة خاصة للشعائر التلمودية.