شبكة قدس الإخبارية

المشاريع الفاشلة لتهجير الفلسطينيين: مشروع لجنة كلاب نموذجا

photo_2023-10-09_14-35-24

خاص - شبكة قُدس: يصف الباحث والمؤرخ الفلسطيني حسين أبو نمل في كتابه عن قطاع غزة، في مرحلة ما بعد نكبة 1948، الفترات الأولى بعد تهجير مئات آلاف الفلسطينيين إلى غزة والضفة ومختلف الدول العربية، وقيام دولة "إسرائيل" على أنقاض الشعب الفلسطيني، بأنها "سنوات الجوع والضياع".

واجه الشعب الفلسطيني تحديات شديدة الخطورة في تلك السنوات: تهجيره من معظم أراضيه، وإنهاء الأنظمة العربية الحركة العسكرية الفلسطينية بعد تصفية التشكيلات النضالية التي قاتلت خلال حرب النكبة، التجويع والإنهاك الجسدي والصحي والمعيشي الذي عاشه اللاجئون، ضم النظام الأردني للضفة، فقدان الشعب الفلسطيني لقيادته التاريخية.

استغلت القوى الدولية والاستعمارية الظروف القاسية، التي حلَت بالشعب الفلسطيني، لمحاولة فرض مشاريع تهجره مجدداً من ما تبقى من فلسطين، وتنهي ملف "حق العودة" إلى الأبد، وهو الحلم الإسرائيلي الذي لم ينقطع منذ 1948.

تعددت طوال عقود مشاريع تهجير الشعب الفلسطيني وواجه قطاع غزة أخطرها خاصة في السنوات الأولى من النكبة ورغم التجويع الشديد وحالة الإفقار فشلت كلها أمام الصمود الشعبي وحالة المقاومة.

في هذه السلسلة تسرد "شبكة قدس" أبرز المشاريع التهجيرية التي واجهها الشعب الفلسطيني.

مشروع لجنة كلاب

في 1949 قررت الأمم المتحدة تشكيل لجنة برئاسة جوردن كلاب لبحث الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية وقدرتها على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين، جاء المشروع في إطار "اقتصادي" وفي جوهره محاولة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وإنهاء قضية "حق العودة".

أجرى كلاب جولة في المنطقة وطرح مشاريع اقتصادية لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، تحت شعار توفير مصادر رزق وتشغيل لهم، ومن ضمن مقترحاته "تطوير مشروع وادي الأردن على غرار مشروع وادي تينيسي الأميركي لتوطين اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في الضفة الغربية".

وأوصى بمشاريع أخرى لدمج اللاجئين الفلسطينيين في حالة اقتصادية تمنع عودتهم إلى الأراضي والمناطق التي هجرتهم العصابات الصهيونية منها، في 1948، وتبنت الأمم المتحدة مقترحاته وأقامت صندوقاً من أجل تحقيقها وساهمت الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 70% من تمويله.

لكن فشل مشروع كلاب وكان هذا هو الفشل الأول لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وتواصلت لاحقاً في هذه السنوات مشاريع ومخططات تهجير الفلسطينيين وإغلاق ملف حق العودة وتنوعت الشخصيات والهيئات التي كان لها دور فيها.