شبكة قدس الإخبارية

زوجة المهندس يحيى عياش تستذكر مواقف من صداقة زوجها والشهيد الضيف

زوجة المهندس يحيى عياش تستذكر مواقف من صداقة زوجها والشهيد الضيف

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كتبت زوجة الشهيد يحيى عياش أم البراء عياش عن العلاقة بين زوجها مهندس القسام  والشهيد محمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذي أعلنت القسام استشهاده يوم الخميس الماضي.

وقالت أم البراء عياش: "ارتبط اسمهما معا خلال السنوات الأولى التي جمعتهما في رحلة المطاردة مع الاحتلال، فكلاهما نجح في قض مضاجع الاحتلال وتحويل استقراره الي جحيم،وباتا شبحا يطارد الاحتلال في كل مكان وأصبحا أيقونات للمقاومة الفلسطينية." 

وتابعت: "شكل يحيى والضيف والشهيد عدنان الغول صناعة الأسلحة والمتفجرات كما كان شهداء كبار مثل الشهيد سعد العرابيد وقادة آخرون التقى يحيى بالضيف في رحلة امتدت 1994 إلى أول 199، بعدما تلقى يحيى طلبًا رسميا بحضور يحيى إلى غزة لمواصلة مهمتهما معًا."

"أتذكر اول مرة رأيت فيها محمد الضيف عندما كنت برفقة يحيى في حي التفاح، عندما جاء أبو خالد وعندما غادر قلت ليحيى حفظت ملامح وجه الضيف، أتدري لماذا ؟ حتى إذا استشهد يومًا ما أقول: قد شرفني ربي بأن رأت عيناي هذا البطل المغوار الذي أرعب اليهود سنوات.. ضحك يحيى وابتسم،  وقال اللهم ارزقنا الشهادة معًا"، تضيف أم البراء. 

وتكمل: "تنقلنا خلال أكثر من سنة في غزة من الشمال إلى الجنوب، وكان أبو خالد دائما بصحبة يحيى هذان الاثنان إذا حلا مكان لبثا فيه طويلا لصبرهما وقدرتهما على تحمل مطاردة الاحتلال والسلطة التي كانت تلاحقمها في كل مكان." 

وتستذكر أم البراء لحظة وصول خبر استشهاد الشهيد كمال كحيل في الشيخ رضوان الذي زعم الاحتلال حينها أن يحيى العياش متواجد معه، فوصفت: "كان أبو خالد ويحيى معا في جباليا وخططا سويا للرد وكان دوما ردهما مميز".

وتشير أم البراء عياش إلى أن لحظة استشهاد يحيى كانت الأكثر إيلاما للضيف، فلم يشارك في جنازته، وقد تولى حسن سلامة صاحب الثأر المقدس بتخطيط أوامر الضيف، وكان في تخطيط يحيى أن يتم الانتقال إلى الضفة عبر خطة نوعية نفذها لاحقا حسن سلامة ورفاق دربه.

وتختتم قولها: "مواقف كثيرة جمعت يحيى بالضيف على بحر غزة مشيا معًا وسبحا سويا، وكيف ننسى وفاء الضيف صاروخ 250 وهو أضخم صاروخ للقسام، وأشرف عليه أبو خالد بنفسه، وها هم رجال القسام بعد استشهاد قاءدهم بستة أشهر قادرون على خلافته وإدارة المعركة إلى تحرير فلسطين كلها".

اقرأ أيضًا: 

بالصبر الاستراتيجي.. كيف بنى محمد الضيف كتائب القسام؟

الضيف ويحيى معًا 

بعد مشاركته في المجهود العسكري للكتائب، في غزة، توجه الضيف مع عدد من مطاردي القسام إلى الضفة المحتلة، حيث التقى مع خلايا للقسام كانت قد تشكلت فيها، وشارك مع عدد من المطاردين في تأسيس خلايا وقيادة الجهاز العسكري للحركة، في الضفة، بينهم صالح العاروري وخالد الزير ومحمد عزيز رشدي ويحيى عياش وأمجد خلف وعبد الرحمن العاروري وغيرهم.

ومثلت اتفاقية أوسلو تحدياً استراتيجياً وشديد التعقيد أمام محمد الضيف ورفاقه، في كتائب القسام وحماس عامة، وكان عنوانه التعارض الأساسي مع خط منظمة التحرير الذي توجه نحو عقد اتفاقيات تسوية مع دولة الاحتلال، ثم قيام سلطة فلسطينية من وضع (حكم ذاتي) في الضفة المحتلة وقطاع غزة، لأول مرة، وتأسيسها أجهزة أمنية كانت مهمتها في الملاحق الأمنية للاتفاقيات مع "إسرائيل" هي منع العمليات وملاحقة المجموعات التي تشكل خطراً أمنياً.

وصلت السلطة إلى غزة وأريحاً أولاً قبل أن تتوسع صلاحياتها الأمنية والإدارية إلى مناطق أخرى من الضفة المحتلة، وكانت كتائب القسام والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة أعلنت مواصلتها العمل النضالي ضد الاحتلال، وفي هذه الفترة كان اسم يحيى عياش (المهندس) يصعد عالياً في عالم الصراع بين المقاومة الإسلامية ودولة الاحتلال، وفي أوج المطاردة انتقل إلى القطاع والتحق مع محمد الضيف وعدد من المطاردين في غزة، وبدأت مرحلة قاسية من الملاحقة المزدوجة.

وفي 1996 اغتال الاحتلال يحيى عياش بهاتف مفخخ خلال الثواني الأولى من حديثه مع والده، وخرج مئات آلاف الفلسطينيين في جنازة (المهندس) الذي صعد إلى مرتبة أيقونية عالية، في تاريخ الشعب الفلسطيني، وفي المشهد التاريخي كان مطاردون من كتائب القسام يحملون لافتة كتب عليها (ستركع إسرائيل تحت اقدام يحيى عياش).

أطلق محمد الضيف بعد اغتيال الشهيد يحيى عياش سلسلة عمليات استشهادية، بالشراكة مع رفاقه في كتائب القسام، أبرزهم حسن سلامة الذي توجه إلى الضفة المحتلة متسللاً عبر السلك الشائك وهناك ارتبط مع عدد من قادة الكتائب وكوادرها بينهم عماد عوض الله وعادل عوض الله ومحيي الدين الشريف ومحمد أبو وردة وغيرهم، وعاشت دولة الاحتلال أياماً قاسية في ما أطلقت عليها كتائب القسام اسم (عمليات الثأر المقدس).

الفعل الاستراتيجي الذي أطلقه محمد الضيف ورفاقه حينها، لم يتركز فقط في الثأر للمهندس الشهيد يحيى عياش، بل كان ضربة لمحاولات (تصفية القضية الفلسطينية) عبر اتفاقيات التسوية، كما عبَرت أدبيات الحركة الإسلامية (حماس والجهاد) وفصائل المعارضة من الحركة الوطنية.