غزة - قدس الإخبارية: صاعد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على المستشفيات في شمال قطاع غزة، مستهدفًا ثلاثة مستشفيات في آن واحد: العودة وكمال عدوان والأندونيسي، وسط استمرار القصف والغارات في كلّ قطاع غزة، مستهدفة الفلسطينيين وشاحنات المساعدات.
وفي شمال قطاع غزة، تعرض مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لقصف باستخدام الروبوتات وبراميل متفجرة، ما أدى إلى إصابة عشرين شخصًا من الطواقم الطبية والمرضى، وألحق أضرارًا كبيرة بجدران المستشفى الذي يعاني من حصار خانق واستهدافات متكررة منذ أيام.
وأظهرت مشاهد ميدانية اشتعال النيران في أحد الفلسطينيين أمام بوابة المستشفى نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال، بينما حاول سكان محليون إنقاذه وسط إطلاق نار كثيف من المسيرات والآليات العسكرية.
أما في تل الزعتر شرقي مخيم جباليا، شنت قوات الاحتلال غارات عنيفة على محيط مستشفى العودة، بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من دبابات الاحتلال، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير في مستودع الأدوية المركزي، واشتعال النيران في منازل سكنية قريبة.
وفي المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، فقد أجبر الاحتلال الجرحى والمرضى على الإخلاء سيرًا على الأقدام باتجاه مدينة غزة تحت وطأة إطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال على بوابات المستشفى.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يسعى بشكل ممنهج إلى إخراج المستشفيات في شمال القطاع عن الخدمة، وسط تصعيد في استهداف جميع أقسام مستشفى كمال عدوان دون توقف، ما تسبب بأضرار جسيمة وزرع الرعب بين المرضى.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي استغلال الصمت الشعبي العربي وتواطؤ الحكومات العربية والغربية لتنفيذ مجازره في قطاع غزة، سيّما وقد أسهم الخذلان وقت مجزرة مستشفى المعمداني في غزة، التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال الذين لجأوا إلى المستشفى طلبًا للأمان قبل عام، إلى إطلاق يد الاحتلال لمواصلة إبادته دون رادع.
وشهدت مدينة غزة ومحيطها تصعيدًا مكثفًا، ففي محيط سوق العملة بالبلدة القديمة شرق المدينة، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال.
كما استهدف قصف إسرائيلي حي الزيتون جنوب شرق المدينة، ما أسفر عن استشهاد سيدة وطفلين وإصابة آخرين.
وفي حي الشجاعية شرقي المدينة، شنت قوات الاحتلال غارات أدت إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، وأصدرت بعدما الاحتلال أوامر تهجير جديدة لسكان المنطقة.
إلى وسط القطاع، حيث تعرضت قافلة مساعدات إنسانية في شارع صلاح الدين بمدينة دير البلح لغارة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد أربعة من رجال الأمن الذين كانوا يحرسون القافلة.
لاحقًا، تعرضت شاحنة مساعدات تحمل دقيقًا للنهب على يد عصابات مسلحة تحت حماية قوات الاحتلال، وأفادت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بأن إيصال المساعدات إلى القطاع بات مستحيلًا تقريبًا بسبب النهب وغياب الأمن، ما دفع وكالة الأونروا إلى تعليق تسليم المساعدات عبر المعابر.
وفي جنوب القطاع، شيعت منطقة المواصي غربي خان يونس جثامين 17 شهيدًا استهدفتهم غارات الاحتلال. المنطقة، التي تعتبر ملاذًا للنازحين، باتت هدفًا مباشرًا للغارات الإسرائيلية.
ووصفت المتحدثة باسم "اليونيسيف"، روزاليا بولين، الوضع في غزة بأنه لا يوجد فيه مكان آمن للأطفال، مؤكدة أن القصف المستمر خلف أزمات نفسية عميقة.
منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت مصادر رسمية استشهاد أكثر من 153 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، مع وجود 11 ألف مفقود. كما أدى الحصار والتجويع إلى وفاة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.