خاص - شبكة قدس الإخبارية: تفجرت الاشتباكات المسلحة بين المقاومين وأجهز أمن السلطة فجر اليوم السبت، بعد إعلان الأخيرة عن مرحلة جديدة عنوانها "إنهاء حالة المقاومة"، فيما أعلن الناطق باسم أجهزة أمن السلطة، أنور رجب، عن إطلاق المرحلة ما قبل الأخيرة من عملية "حماية وطن" في مخيم جنين الساعة الخامسة فجراً.
في أعقاب ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين وأجهزة أمن السلطة، واحترقت مركبات في جنين ومحيط المخيم، فيما أطلق عناصر أجهزة السلطة النار بكثافة على منازل الفلسطينيين في المخيم والحي الشرقي من المدينة، فيما نجى مجموعة من الأهالي بأعجوبة وفق مصادر خاصة لـ"شبكة قدس".
يأتي ذلك في ظل تصاعد المشاريع الصهيوينة التي تستهدف الضفة الغربية، وحتى المشروع السياسي للسلطة الفلسطينية، في حين يتبادر أبرز الأسئلة عن هدف السلطة من هذه الممارسات.
بين الأزمات وتصدريها
في حديثٍ خاص لشبكة قدس الإخبارية، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن ما يجري هو تصدير صراع القيادات داخل السلطة إلى الشارع بهدف توحيد صفوف مركبات السلطة، وهذا أسلوب متكرر وعادة ما يتم عكسه على شكل توتر مع الفصائل الفلسطينية ومع مكونات أخرى من الشعب.
وأكد القيق أن ما تقوم به السلطة في جنين، هو محاولة إقناع الأمريكي أن لديها إمكانات للبقاء وأنها تقوم بدور أمني مهم لا يجب تجاوزه، في حين سيزيد سلوك السلطة من سرعة خطة الضم وتطبيقها وإزالة شرعية السلطة خاصة أن عباس لم يصدر حتى اللحظة مرسوم انتخابات لتجديد الشرعية.
استجابة لمطالب الاحتلال
من جهته، قال القيادي الوطني الفلسطيني عمر عساف لـ "شبكة قدس"، أن أحداث جنين استمرار لذات النهج التي تقوم به السلطة ضد المقاومين منذ زمن بعيد. السلطة تقوم بما يُطلب منها من قبل الاحتلال ضمن التنسيق الأمني ما يدور من أحداث مؤسف ومدان في ظل ما يستهدف الشعب الفلسطيني من مخططات استيطانية وجرائم يرتكبها الاحتلال.
من جهته قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة لـ "شبكة قدس"، إن لا أحد يستطيع إنهاء مقاومة الشعب الفلسطيني وهذا ما أكدته السنين والأيام.
وأضاف خريشة أن ما تقوم به السلطة من داعية وتشويه ضد المقاومين هو افتراء مكشوف لأن الشعب الفلسطيني يعرف هؤلاء المقاومين وأكد على خيارهم بعدة مواقف.
وأوضح خريشة أن ما يحدث في جنين منذ أيام لن يعطي للسلطة شرعية سياسية على الشعب الفلسطيني ولا شرعية دولية أمام العالم.
إعدامات مستمرة
استشهد مساء اليوم السبت، طفل متأثراً بإصابته برصاص أجهزة أمن السلطة في جنين، خلال حملتها المتواصلة على المدينة والمخيم.
وأعلنت مصادر محلية، عن استشهاد الطفل محمد عماد العامر، متأثراً بإصابته الخطيرة برصاص أجهزة السلطة في جنين اليوم.
وقال عماد العامر، والد الطفل محمد العامر من مخيم جنين: أنا لواء في جهاز الأمن الوقائي، صرخت على عساكر السلطة بأنهم بجوار بيت لواء خلال دخولهم إلى مخيم جنين، ولكن قناصاً من أجهزة السلطة أطلق النار على طفلي محمد، وقتله أمام باب البيت.
وكانت أجهزة أمن السلطة قد قتلت صباح اليوم السبت، القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة خلال عدوانها المستمر على المخيم لوأد المقاومة فيه.
والشهيد يزيد جعايصة، مطارد للاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد عن أربع سنوات على خلفية عمله المقاوم.
واندلعت اشتباكات عنيفة في المخيم، بعد أن حاصرته قوة كبيرة من أجهزة أمن السلطة التي استدعت تعزيزات من مناطق أخرى ونشرت قناصة في بعض المباني.
ودعت فصائل فلسطينية، لاتخاذ موقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة وخاصة في جنين وعموم الضفة الغربية، والضغط الجاد عليها لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد نسيجنا الوطني واستقرارنا المجتمعي.
وقال مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطيني، إنه يتابع ببالغ الخطورة الأحداث المؤسفة التي تشهدها محافظات الشمال وبخاصة مدينة جنين ومخيمها؛ والتطورات الخطيرة المتلاحقة غير محمودة العواقب، والتي أدت إلى وفاة عدد من الفلسطينيين ووقوع اصابات بين الأهالي وعناصر أجهزة أمن السلطة.
ودعا المجلس القيادة السياسية لاتخاذ قرارات فورية بوقف العملية الأمنية في مدينة جنين ومخيمها، والدعوة إلى حوار وطني جاد ومسؤول بشكل عاجل وفوري لمعالجة القضايا بحكمة بما يعزز من السلم الأهلي والمجتمعي ويدرأ الفتنة.