شبكة قدس الإخبارية

ما الذي تريده "إسرائيل" من استمرار الحرب؟ 

2-1

فلسطين المحتلة - شبكة قدس: قالت مصادر إسرائيلية، إن تل أبيب لا تريد وقف الحرب في غزة ولبنان قبل تحقيق "مكاسب" استراتيجية بعيدة المدى ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

وأضافت المصادر لوكالة "رويترز"، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفكر سوى بتأمين حدود المناطق التي يسيطر عليها من أي هجمات مستقبلية كهجوم السابع من أكتوبر.

 وأشارت إلى أن "إسرائيل تريد تحقيق مكاسب استراتيجية بعيدة المدى في غزة ولبنان، كما أنها تريد إنشاء مناطق عازلة في لبنان وغزة لتأمين حدودها".

وذكرت، أن "إسرائيل ستكثف حملتها العسكرية لإلحاق أكبر ضرر بحماس وحزب الله".

وفي السياق، أجمع محللون إسرائيليون، على أنه يتعين على حكومة الاحتلال الإسرائيلية السعي بشكل سريع إلى التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة ولبنان، في أعقاب استشهاد يحيى السنوار.

وقال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إن هناك نقطة مركزية لبدء عملية دبلوماسية، ولدى "إسرائيل" ما يمكن أن تقدم وهو إنهاء الحرب في كلتا الجبهتين، ولديها ما ستحصل عليه وهو إعادة الأسرى.

ودعا برنياع القيادة السياسية والعسكرية إلى دراسة إمكانية عدم مهاجمة إيران ردا على هجومها الصاروخي على "إسرائيل"، مطلع الشهر الجاري.

وبحسبه، فإنه "يوجد في قيادة الجيش تأييد واسع للسعي إلى إنهاء الحرب. وهي تأخذ بالحسبان أيضا الثمن الباهظ الذي يجبيه القتال المتواصل بسقوط قتلى وجرحى إسرائيليين يوميا، وبضائقة الجيش في الموارد وتعلقه بإمدادات الذخيرة الأميركية".

وأشار برنياع إلى أن "القرار موجود بأيدي شخص واحد وهو بنيامين نتنياهو. والسؤال هو إلى أين يريد التوجه الآن، هل يريد تحويل ما يحدث إلى اتفاقيات أم أنه يسعى إلى مواصلة الحرب في إحدى الجبهتين أو كلتيهما. وقد تحدث عن إعادة المخطوفين وكذلك عن استمرار الحرب رغم أنهما متناقضان".

ورأى محلل الشؤون الاستخباراتية، رونين بيرغمان، أن الاعتقاد لدى مسؤولين أمنيين إسرائيليين بشأن احتمالات اتفاق تبادل أسرى بعد استشهاد السنوار، هو أن "زعيما جديدا لحماس، في الداخل أو الخارج، لن يتمكن من الموافقة، وبالتأكيد في المرحلة الأولى، على أقل مما وافق عليه السنوار".

وأضاف أن "مسألة أخرى تقلق جدا رؤساء جهاز الأمن وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو أن استشهاد القائد المحبوب من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر "ربما" إلى الانتقام من المخطوفين".

ونقل بيرغمان عن مسؤول أمني إسرائيلي "رفيع جدا"، قوله إن "هذه فرصة يحظر إهدارها بأي شكل. والبديل هو أننا سنفقد السيطرة على الوضع مقابل خلايا معدودة أو مقابل شخص متطرف يفرض سيطرته. ويتعين على جميع الأدمغة في إسرائيل أن تفكر كيف سيتم الآن إجراء اتصالات من أجل تحريك صفقة، وكي تتلقى حماس أيضا اتصالا من أجل التفاوض".

وأضاف المسؤول الأمني أنه "لأسفي، أخشى أن تفعل الحكومة العكس تماما، وأن تصريحات نتنياهو تجعلهم يشعرون بأن إسرائيل لا تعتزم التوصل إلى أي صفقة، وأن هذا وقت تشديد المواقف، وأن نتنياهو يرصد الأجواء ويعقد مداولات بادعاء تناول الموضوع لكنه سيقول، مثلما فعل في الماضي عندما أراد المماطلة: لا تعودوا إلى خطط سابقة. لكن الرغبة في هزم حماس، وركوب الموجة، وإقامة نظام جديد كما هو اسم العملية العسكرية ("حرب الانبعاث")، هو ما يشلّنا. وهذا لن يقود إلى صفقة".

فيما اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أنه "حتى الأمس، كان بإمكان إسرائيل الادعاء أنها تواصل الحرب من أجل مطاردة السنوار، لكن الوضع تغير الآن".

واعتبر أنه إلى حين انتهاء التوتر الذي قد يتخلله تبادل هجمات مع إيران، "ترزح إسرائيل تحت وضع أمني وسياسي معقد في جميع الجبهات، وتحت تهديد متواصل بإطلاق قذائف صاروخية وطائرات مسيرة على جميع المناطق. ويرجح أن يحاول كثيرون من أنصار حماس في الضفة الغربية الانتقام من استشهاد السنوار، والأيام القريبة ستكون متوترة ومليئة بالعمليات الأمنية".