شبكة قدس الإخبارية

بين محور فيلادلفيا والضفة الغربية.. "إسرائيل" تغرق في حروب استنزاف

photo_2024-09-03_20-52-09

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: ترتبط جميع الأحداث التي تزعزع أمن الاحتلال الإسرائيلي في الأسبوع الأخير، بخط مباشر يعكس صورة دولة تفتقر إلى استراتيجية واضحة، يديرها منطق تحقيق الإنجازات العسكرية، ولكن دون تفسير لكيفية ترجمة هذه الإنجازات إلى تحسين في الوضع العام الذي يزداد تدهوراً، وفق صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

وقالت الصحيفة:  يربط خط مباشر بين جميع الأحداث التي تهز "إسرائيل" في الأسبوع الأخير وهي؛ التصعيد المتزايد في الضفة الغربية، مع التركيز على العملية في شمال الضفة؛ التوتر المستمر في الساحة الشمالية، الذي بلغ ذروته في في الشمال والحرب"الروتينية" في غزة، التي تُجرى في ظل النقاش الساخن حول تمسك "إسرائيل" بمحور فيلادلفيا .

وتظهر الصورة العامة لدولة تفتقر إلى استراتيجية واضحة، يديرها منطق تحقيق الإنجازات العسكرية، ولكن دون تفسير لكيفية ترجمة هذه الإنجازات إلى تحسين في الوضع العام الذي يزداد سوءاً، وهذه معادلة واعية لحروب الاستنزاف تحت شعار "نصر كامل"، والتي تنبع في الغالب من اعتبارات سياسية، ولكنها تتطلب وقتاً، وأيضاً مزيداً من التضحيات من جانب الجمهور.

في الضفة الغربية، تقدمت "إسرائيل" بأكبر عملية منذ "الجدار الواقي" في عام 2002، وفق الصحيفة؛ فإن الواقع قاتم والتهديدات تتزايد فعلياً، والضفة الغربية لها انتشار نموذج المواجهة من موقع إلى مواقع أخرى، مع ضعف السلطة الفلسطينية وتعزيز حماس التي تسعى لفتح جبهة جديدة بالتوازي مع غزة، وفق الصحيفة.

وأردفت يديعوت، أن بدء عملية جديدة – بقوة ونطاق أوسع من الحالية – هو مسألة وقت، فالانتفاضة في منطقة الخليل، حيث قُتل مؤخراً ثلاثة ضباط إسرائيليين.

ووفق الصحيفة: التحدي في الضفة الغربية ليس فقط أمنياً فورياً، بل استراتيجياً على المدى الطويل. 

وتقول الصحيفة: الافتقار إلى استراتيجية في غزة له عواقب مأساوية بشكل خاص، حيث تبرز "إسرائيل" العديد من ما تسميها "النجاحات" العسكرية، وبالخصوص القضاء على قادة حماس وتدمير بنية المنظمة التحتية، ولكن دون تفسير لكيفية تحقق كل هذه النجاحات من إسقاط حكم حماس وإطلاق سراح المختطفين. ومرة أخرى، تعرقل الرياضيات بدلاً من المساعدة في تقديم صورة دقيقة للواقع أو تحديد الحلول. 

وأضافت: الضربات التي تعرضت لها حماس تدل أنها لا تزال القوة المهيمنة في غزة ومواقفها بشأن الصفقة غير مرنة، وعلى عكس الصورة السائدة لدى الاحتلال حول منظمة قوتها العسكرية فقط، هي كيان أيديولوجي ذو قاعدة جماهيرية عميقة، لتقويضها، يلزم احتلال غزة بالكامل والبقاء فيها، وهو سيناريو يبدو أن إسرائيل لا تريد أو لا تستطيع تنفيذه حالياً.

وعن الساحة اللبنانية قالت الصحيفة إن التأثير في الساحة اللبنانية يتطلب أيضاً ثمناً استراتيجياً باهظاً، وهذه معركة تتمسك فيها الأطراف بمعادلات متفق عليها بعدم الوصول إلى التصعيد، وهي حالة تتناقض تماماً مع مصطلح الحسم. 

وتحت غطاء هذه المعركة في غزة والضفة الغربية؛ تتعزز التأثيرات الإقليمية لإيران، وهي تقترب من وضع دولة عتبة نووية، من خلال تغذية ساحات الاستنزاف المختلفة، تضمن طهران أن تواصل إسرائيل التقاتل في الصراعات القريبة، وعدم التركيز على التهديد الوجودي الحقيقي.