تمارس "إسرائيل" حربا معنوية وإعلامية وتختلق مسرحا تضع فيه بصمات هدفها:
* إعادة الهيبة لسلاح الاستخبارات والأمن الذي صُفع منذ ٧ اكتوبر عبر معلومات يتم نشرها في وسائل إعلام غربية يتناقلها الببغاء "الإعلام العربي الموجه" وهي نفسها وسائل الإعلام التي قالت أن القسام قطع رؤوس الأطفال في غلاف غزة .
* محاولة تعزيز موقع الإعلام العبري بعد كشف كذبه وعدم مصداقيته وهذا ما بات عدد من المتابعين يأخذ فقط روايته في التحليل والانتقاد وهذا يعتبر نجاحا لحظيا للهدف من المسرح المرسوم بالمقاس الإسرائيلي حيث بعدها فهم المعظم أنه خضع لعملية ابتزاز وتضليل إعلامي ونفسي ومعنوي.
* محاولة صناعة مشهد ٧ اكتوبر على طريقة "إسرائيل" لتحشيد العالم واستعادة التضامن وكذلك تحفيز تحالف دولي لدعم الحرب وهذا توضحه كمية المعلومات التي تنشرها مخابراتهم حول عدد الصواريخ والأهداف التي كانت جاهزة وحالة الجبهة الداخلية وكأن إسرائيل كادت تُحرق اليوم.
* تضخيم المسرح منذ الصباح بأن يد إسرائيل طويلة لإحباط وفد حماس للقاهرة ووضعها في ظروف معنوية للموافقة على المقترح الأمريكي المعدل بمزاج الاحتلال وأن فكرة الساحات ضعيفة ولا يمكن أن تكون سندا.
* محاولة إسرائيلية من الحكومة لتخدير الشارع لديها من أنها قادر على ترتيب الأوراق والدفاع وأنه لا زالت القوة والانتصار هي هدف الوجودية، ومع ذلك فشلت في استدراج الحزب لحرب هو من يبدأ فصولها، فالأمور في نصابها الطبيعي بأن جبهة الشمال ما زالت فاعلة ومستنزفة للاحتلال وأن الرد على اغتيال شكر لا يجب إلا أن يكون في حجمه فقط جغرافيا تل أبيب ومعيار ما جرى في الضاحية، فرغم فشلها اليوم في صناعة المشهد الاستدارجي النفسي إلا أن إسرائيل لن تصبر وتنتظر أن يبدأ الحزب الحرب نظرا للمأزق الذي وقعت فيه وتغرق فيه عسكريا وسياسيا ودوليا منذ أكتوبر.
رغم المسرحية الإعلامية التي تشارك فيها أمريكا منذ أسابيع ومؤخرا إسرائيل عسكريا وإعلاميا فإن الميدان لم يتغير فيه شيء فالاستنزاف مستمر والمواجهة مفتوحة بل ومتصاعدة على عكس ما يراد لها من عزل للساحات والهدوء بمقاسات وسقف الاحتلال.
بمعزل عن مسرحية اليوم فالساعة ما زالت بتوقيت المقاومة هكذا واقع الأمر وحقيقة الميدان الذي يعيشه المستوطن لا الذي يحاول نتنياهو طمسه والإعلام الموجه تغطيته.