شبكة قدس الإخبارية

هل تندلع انتفاضة ثالثة في الضفة؟

photo_2024-08-21_16-17-24

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: بالتزامن مع مجازر الاحتلال ومستوطنيه؛ قال باحث استراتيجي إسرائيلي، إن هناك عوامل جديدة بدأت تبرز قد يؤدي تراكمها إلى اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك.

وقال الباحث الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الضفة الغربية تغلي، وذلك بسبب محاولة المقاومين فيها تقليد أساليب غزة، والسلاح القادم من إيران، وانهيار فتح، وحالة المقاومة في جنين، ووجود قائد جديد لحماس في الضفة الغربية.

وبينما أشار إلى تزايد عمليات المقاومة خلال الأسبوعين الماضيين، فقد رأى ميلشتاين "أن دور السلطة الفلسطينية وجهود جيش الاحتلال الإسرائيلي حالت حتى الآن دون سيناريوهات مرعبة مثل انتفاضة ثالثة ستؤدي قريبا إلى تحدّ استراتيجي شديد للاحتلال الإسرائيلي".

وركز الباحث الإسرائيلي على ما قال إنها 3 عوامل متشابكة تؤدي إلى تصعيد العمليات في الضفة الغربية التي بدأت قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول وتسارعت نتيجة لذلك.

وقال، إن العامل الأول هو الجهود المتنامية التي تبذلها حركة حماس لإشعال المنطقة وتعزيز مكانة الحركة في الضفة الغربية والتي يدعمها رئيس حماس الجديد في الضفة الذي تم تعيينه خلفا للشهيد صالح العاروري.

ورأى أن الضفة الغربية هي نقطة الضعف لدى الاحتلال الإسرائيلي. مؤكدا أنه "منذ حوالي شهر، والمقاومة هناك قادرة على اختراع أدوات جديدة للقتال، بينما تظهر جميع استطلاعات الرأي أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يفضلون الكفاح المسلح، وهو ما ظهر بالفعل عندما قادوا الانتفاضتين الأولى والثانية".

ثم انتقل إلى الحديث عن السبب الثاني للتصعيد في الضفة الغربية، وفق رأيه، متهما إيران بمحاولة تسليح الضفة الغربية، وقال إنها "كانت تعمل قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول على إشعال المنطقة من خلال تمويل وتشجيع البنية التحتية المحلية وإغراق الضفة الغربية بالأسلحة".

وأضاف أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يروج لجهود مكثفة لتهريب الأسلحة من سوريا عبر الأراضي الأردنية إلى الضفة الغربية، ومن ذلك القنابل القوية والألغام وقاذفات آر بي جي".

وأشار إلى أن هناك جهودا لتغيير الواقع الأمني في الضفة الغربية، حيث تواجه قوات الاحتلال العاملة في شمال الضفة مجموعات مقاومة تقوم بالقتال وتفجير عبوات ناسفة بكثافة غير مسبوقة في المنطقة.

وأشار إلى أنه "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تم اغتيال نحو 570؛ 100 منهم في غارات جوية".

ورأى ميلشتاين أن البنية التحتية لحماس "تتميز بالجرأة والتنظيم والتطور أكثر مما كانت عليه في الماضي، وتركز على الهجمات ضد الأهداف الإسرائيلية في الضفة الغربية وضد المستوطنين على طول خط التماس، وتتوسع باتجاه طولكرم وأريحا، وتحاول إعادة العمليات إلى قلب إسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه تطور تقليدا لأساليب غزة، مثل تصنيع الصواريخ والتخطيط لغارات على المستوطنات الإسرائيلية".

واعتبر أن مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية مصدر محوري للتهديدات الأمنية للاحتلال.

ونقل عن أريك باربينغ، الذي شغل منصب رئيس منطقة الضفة الغربية والقدس في الشاباك حتى عام 2019، القول "إنها مناطق سابقة تخشى السلطة الفلسطينية العمل فيها، وهناك جميع مكونات الحريق: الضائقة الاقتصادية، استمرار استحضار الفلسطينيين لذكرى النكبة التي تنتقل من جيل إلى جيل، البطالة والفراغ الحكومي".

أما السبب الثالث للتصعيد، حسب ميلشتاين، فهو ضعف السلطة الفلسطينية الذي قال إنه يعود لسببين هما: الصورة السلبية في الداخل كجسم فاسد ومهتز بعكس سلطة حماس في غزة، والتضييق الذي تفرضه "إسرائيل" من موازنة عائدات الضرائب وتقييد حركة العمال إذ تجعل من الصعب العمل باستمرار، وذلك يسهم في خلق أزمة اقتصادية تؤدي إلى فقدان تدريجي للسيطرة على الأرض وخاصة في نابلس.

واستشهد على ذلك "بمحاولة السلطة الفلسطينية الفاشلة قبل 3 أسابيع اعتقال أبو شجاع (محمد جابر)، قائد كتيبة طولكرم التابعة للجهاد الإسلامي، الذي نقل إلى المستشفى في المدينة بعد إصابته في محاولة اغتيال إسرائيلية، حيث قوبلت قوات الشرطة الفلسطينية التي دخلت المبنى بحشد غاضب طردهم من المبنى وأنقذوا الرجل المطلوب وحملوه على أيديهم في موكب.

ورأى الباحث أن حركة فتح تشهد تفككا متسارعا الآن، و"تنعكس هذه العملية في نمو المجموعات المحلية التي لها ظاهريا علاقات مع المنظمة الأم"

وقال إنه في مناطق عدة، لا سيما جنين وطولكرم، تتعاون عناصر من فتح مع عناصر حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين لتشكيل خلايا مقاومة.

ولمواجهة حالة التصعيد هذه، دعا الكاتب إلى النظر بحذر ثاقب إلى الضفة الغربية، والتركيز على الاستقرار الاقتصادي، وتقوية السلطة الفلسطينية، وتعزيز ردع الشعب الفلسطيني.

وختم بالقول إن جهود الجيش التي حالت حتى الآن دون سيناريوهات مرعبة مثل انتفاضة ثالثة يتم تقويضها بمعدل متزايد وستؤدي قريبا إلى تحدّ استراتيجي خطير، داعيا "إسرائيل" إلى إنهاء حملات الاستنزاف في الشمال والجنوب والتركيز على التهديد الإيراني.