ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه من غير المرجح أن تتراجع إيران عن تنفيذ تهديداتها، حيث يواجه الاحتلال تحديا أكبر مما واجهه في أبريل الماضي.
وتقدر المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال أن حزب الله والحوثيين قد يشاركون أيضًا في الهجوم المتوقع قريبًا، وقد يؤدي تبادل الضربات بين الأطراف إلى موجة تصعيد يصعب السيطرة عليها في المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستقف إلى جانب دولة الاحتلال في مواجهة تهديدات إيران وحزب الله بالانتقام بعد سلسلة الاغتيالات الأخيرة.
ورغم الأجواء المتوترة بينهما، تضمنت المحادثة الأخيرة بين بايدن ونتنياهو التزامًا أميركيًا بدعم دولة الاحتلال في التصدي للهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار المتوقع.
ويواصل الأميركيون تعزيز قواتهم في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يصل الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي، إلى الاحتلال لتنسيق الاستعدادات المستمرة.
وتشير تقديرات المؤسسة الأمنية لدى الاحتلالإلى أن إيران وحزب الله ومنظمات أخرى تحت قيادة طهران لن تتراجع عن تهديداتها بالانتقام، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل القريب.
وتوضح أنه "التقييم الاستخباراتي الأصلي الذي يفيد بأن إيران وحزب الله غير مهتمين حاليًا بحرب شاملة في الشرق الأوسط لم يتغير، ومع ذلك، هناك مخاوف من أن يؤدي تبادل الضربات إلى موجة تصعيد لا يمكن السيطرة عليها، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن الهجوم سيستهدف مواقع عسكرية وأمنية في الشمال والوسط.
وهدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مؤخرًا بمهاجمة تل أبيب إذا هاجمت دولة الاحتلال بيروت، ويبدو أنه لن يتراجع عن هذا التهديد، وفقا لـ "هآرتس"، من ناحية أخرى، قد يتوخى حزب الله الحذر عند استهداف البنية التحتية الاستراتيجية في دولة الاحتلال، مثل منشآت الغاز في البحر الأبيض المتوسط، نظرًا لأن البنية التحتية للطاقة في لبنان ضعيفة للغاية، حيث يدرك حزب الله أن دولة الاحتلال يمكن أن تعطل قطاع الكهرباء اللبناني بسهولة عبر الضربات الجوية.
وفي الجولة السابقة، تقول الصحيفة؛ امتنع حزب الله عن المشاركة في الهجوم، لكن هذه المرة، هناك تهديدات من حزب الله والحوثيين في اليمن بالانضمام إلى الهجوم، وهذا يعني أن دولة الاحتلال قد تتعرض للهجوم من جميع الاتجاهات، بما في ذلك من لبنان، الذي يمتلك كمية كبيرة من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، بعضها دقيق، ولذلك، من المتوقع أن تكون مواجهة منظومة الدفاع الجوي والطائرات الاعتراضية تحديًا أكبر مما كان عليه في أبريل.
وعلى الرغم من التهديدات القوية التي أطلقها المسؤولون في دولة الاحتلال؛ ستعتمد طبيعة الرد على نجاح الهجوم الإيراني، وسيؤثر حجم الدمار وعدد القتلى والمصابين بشكل كبير على قرار الرد، مشيرة إلى أنه في أبريل، وافقت قوات الاحتلال على شن غارة جوية على موقع أمني في إيران، مما أدى إلى تدمير مكون حيوي في بطارية الدفاع الجوي S-300، التي تستخدم لحماية المواقع النووية.
التعبئة والإحباط
وتقول الصحيفة، أن هذه هي المرة الثالثة التي تحشد فيها الولايات المتحدة للدفاع عن دولة الاحتلال منذ بدء الحرب، وفي الأسبوع الأول من الحرب في أكتوبر الماضي، هدد الرئيس جو بايدن إيران بعدم الانضمام إلى هجمات حماس وأرسل حاملات طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، والمرة الثانية كانت حول الهجوم الإيراني في أبريل.
وفقًا لتقارير إسرائيلية وأمريكية؛ أبلغ بايدن نتنياهو الأسبوع الماضي أن بلاده ستساعد دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم المتوقع هذه المرة أيضًا.
ومع ذلك، تردد أن بايدن يعتقد أن نتنياهو أدى إلى تفاقم الأزمة الإقليمية من خلال قراره اغتيال إسماعيل هنية، في طهران، بعد ساعات قليلة من اغتيال المسؤول الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت.
واعترفت دولة الاحتلال بمسؤوليتها عن اغتيال شكر، لكنها لم تعترف بمسؤوليتها عن عملية اغتيال هنية، والوقوف الأميركي إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي هو بمثابة إشارة لإيران لكبح جماح رد فعلها وعدم المخاطرة بخطوات قد تؤدي إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة، وفق الصحيفة العبرية.
وقالت الصحيفة: يرتبط إحباط بايدن بغضبه من نتنياهو بسبب تأخيره وتضليلة بشأن إتمام صفقة الأسرى، وقالت وسائل إعلام، إن نتنياهو غير مهتم حقًا بإبرام الصفقة حاليًا، فيما يدعي نتنياهو أنه يريد الترويج للصفقة، لكنه يضع شروطًا صعبة على حماس، خاصة تلك المتعلقة بالحفاظ على الوجود الإسرائيلي في ممر نتساريم وممر فيلادلفيا، وهو ما يتعارض مع موقف جميع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال الذين يعتقدون أن دولة الاحتلال يجب أن تتنازل عن هذه المطالب لإتمام الصفقة وإنقاذ حياة الأسرى المتبقين.
ومع استمرار الحرب، ومع اقتراب مرور عشرة أشهر على هجوم غلاف غزة، فمن الواضح أن هناك مسارين متوازيين يجريان هنا؛ الأول هو المواجهة العسكرية مع حماس، التي امتدت أيضًا إلى حزب الله والحوثيين الذين انضموا إلى الهجمات من قطاع غزة ويهددون الآن بالتدخل مع إيران، والثاني هو صراع نتنياهو الشخصي للبقاء في السلطة، حيث يحاول إبطاء أو حتى إحباط الإجراءات القانونية ضده، ويضع سعي نتنياهو للبقاء في السلطة الآن في مواجهة مع المؤسسة الأمنية والإدارة الأميركية، اللتين تختلفان معه حول مسار العمل الذي اتخذه وتعتقدان أنه يضيع فرصة إبرام صفقة الرهائن.