ترجمة عبرية - شبكة قُدس: وصل التصعيد على الجبهة الشمالية مراحل متقدمة، مع تصعيد حزب الله وجيش الاحتلال هجماتهما على هذه الجبهة في الأسابيع الأخيرة، ولكن لا يزال جيش الاحتلال متخوفا من حرب شاملة على حزب الله اللبناني.
تقول صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي ألحق أضرارا كبيرا في جنوب لبنان تماما مثلما ألحق قصف حزب الله بالصواريخ والطائرات والمقذوفات ضررا في المستوطنات المقامة في شمال فلسطين المحتلة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لـ "عاموس هرئيل"، أن وهذا الوضع إلى جانب خلو المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية من السكان، يزيد الإحباط في حكومة وجيش الاحتلال، مشيرا إلى أن الأضرار المتزايدة في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية، لا تُترجم إلى إنجاز استراتيجي، والمسؤولون الإسرائيليون لا يجدون بديلا لإعادة المستوطنين إلى بيوتهم، سوى بحرب شاملة أو وقف إطلاق نار كامل، وهاتان إمكانيتان تمتنع عن تنفيذهما.
وبحسب التقرير، فإن عدم لجوء حكومة الاحتلال وهيئة الأركان العامة لحرب في الشمال يبدو واضحا، على الرغم من التصريحات العلنية المتشددة التي تدعو لشن حرب على لبنان، واعتراف وزير التربية والتعليم لدى الاحتلال، يوآف كيش، بأن السنة الدراسية لن تفتتح في المستوطنات مطلع أيلول/سبتمبر، وهو ما يعكس خطورة الوضع، والنتيجة قد تكون مغادرة جماعية للمستوطنين، بحثا عن مستقبلهم في مكان آخر.
ويذكر التقرير، أنه يتبلور خط مضاد لدى بعض الضباط الكبار في القيادة الشمالية لجيش الاحتلال، والادعاء الذي يتعالى هو أن الوضع لا يحتمل، وقد يتفاقم في السنوات القريبة، وأنه لن يكون هناك خيار لدى الاحتلال سوى المبادرة إلى حرب مع حزب الله، هدفها إلحاق ضرر عسكري كبير وإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
وقالت إن تخوفات هؤلاء الضباط في القيادة الشمالية مزدوجة وتتطرق إلى الفترة القريبة والوضع الإقليمي الذي سينشأ خلال عدة سنوات؛ "ففي الواقع الحالي، ورغم الابتعاد المؤقت لعناصر قوة رضوان النخبوية عن الجدار الحدودي، ليس لدى الاحتلال القدرة على إبعادهم من المنطقة الحدودية بشكل دائم".
وأضاف أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سياسي فإنه لا توجد طريقة للتأكد من أن حزب الله سيبقى في شمال الليطاني. واعتبر التقرير، أن الخطر أكبر الآن، على إثر البنية التحتية التي بناها حزب الله قرب الحدود، وقد تعرضت البنى التحتية الموجودة فوق سطح الأرض لضرر هائل، لكن جيش الاحتلال لا يزال لا يعلم الحجم الكامل لما يختبئ تحت سطح الأرض.
واعتبرت الصحيفة، أن إطلاق حزب الله النار لا يزال محسوبا وحتى أنه محدود، بالرغم من الضرر الشديد الذي يلحقه بمعنويات الجمهور الإسرائيلي، كما أن الحزب لم يجند كافة قواته في الاحتياط ولم يستخدم أسلحة استراتيجية، مثل الصواريخ الدقيقة للمدى الطويل، وهو يستخدم موارده بحذر.
ولفت التقرير إلى أنه يصعب نفي الاشتباه بأنه نشأت فجوة مقلقة بين ما تعلم به قوات الاحتلال وبين الواقع الموجود تحت سطح الأرض، فقد استعد حزب الله طوال 18 عاما، بشكل يسمح لقوات الرضوان بالقفز لهجوم على الحدود، عند الضرورة.
وكشف التقرير، أن هناك شكوكا فيما إذا كانت قوات الاحتلال تعلم بالضبط أين تمر جميع الأنفاق الدفاعية في جنوب لبنان وكيف تصد بشكل مؤكد هجوما فوق سطح الأرض، كالذي نفذته حماس في 7 أكتوبر، وطالما أن الأنفاق موجودة، يبقى خطر الهجوم المفاجئ.
في المقابل يشير معارضو الحرب في التوقيت الحالي، وفقا للتقرير، إلى أنه توجد ضرورة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي لإدارة اقتصاد ذخائر بعدم إطلاق ذخيرة بشكل مكثف وعشوائي، ويتعين على الجيش النظامي وجيش الاحتياط أن ينتعشا من التآكل والعبء المتعلقين بالحرب في التسعة أشهر الأخيرة، وهناك الخطر الواضح على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي لم تختبر أبدا مواجهة ترسانة صواريخ وقذائف صاروخية مكثفة، كتلك الموجودة بحوزة حزب الله.
ويشدد التقرير، على أن شن حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان تحمل أضرارا أكبر من إنجازاتها.