شبكة قدس الإخبارية

سياسات مواقع التواصل الاجتماعي كجزء من سياسات الإبادة.. تصاعد الانتهاكات الرقمية في مايو ويونيو 

uploads_imported_images_data_20200313_images_291283

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: تصاعدت الانتهاكات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي خلال شهري مايو ويونيو، بحسب مركز صدى سوشال، وذلك إلى جانب استخدام الاحتلال الإسرائيلي للساحة الرقمية كإحدى أذرع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وانتهاكات وتعديات على خصوصية المستخدمين الفلسطينيين وبياناتهم. 

ويقول صدى سوشال، إنه في شهري مايو ويونيو 2024، رصد محاولة جديدة لحجب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة رقميًا، من خلال حذف منصات شركة ميتا لصور ومشاهد وثقت ”محرقة الخيام“ التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في  26\5\2024 ضد المدنيين النازحين في مدينة رفح. 

وخلال 24 ساعة من ”محرقة الخيام“، استقبلت صدى سوشال أكثر من 130 شكوى من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي المناصرين لفلسطين، تركزت على مقاطع الفيديو الموثقة للجريمة، تلاها حذف صور تظهر الضحايا الفلسطينيين.

ومع ارتكاب مجزرة مخيم النصيرات، في 8 \6\ 2024، تكررت سياسة حذف المحتوى التوثيقي للجريمة، مع رصد صدى سوشال 86 شكوى لحذف مقاطع فيديو وصور توثّق المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين وسط قطاع غزة. 

وشدد صدى سوشال على الأبعاد الخطيرة التي يشكلها حذف مقاطع توثيقية في وقتٍ يواجه فيه الاحتلال تهم الإبادة الجماعية دوليًا، وتستند فيه الفرق القانونية إلى المواد المرئية التوثيقية في منصات التواصل الاجتماعي كمادة أساسية لتقديم حججها القانونية، كما أثبتته التجربة بشكل لا خلاف فيه في جلسات استماعٍ سابقة بمحكمة العدل الدولية خلال القضية المرفوعة. 

بيانات المستخدمين في خطر 

وأشار صدى سوشال إلى استمرار منصات التواصل الاجتماعي في انحيازها الرقمي ضد الرواية الفلسطينية وممارسة انتهاكات رقمية خلال مايو ويونيو 2024، تمثلث في رصد أكثر من 1300 انتهاك رقمي على المنصات المختلفة منها 23 حالة لحظر أرقام مستخدمي واتساب، وهي ما تمثل انتهاكًا للخصوصية والمحادثات المشفرة التي تصنف ميتا تطبيق واتسآب بها، والتي تفترض عدم قدرة الشركة المالكة نفسها على رؤية بيانات المستخدمين والرسائل المرسلة والمستقبلة عبر التطبيق.

وقال صدى سوشال إنه راقب خلال الشهر الماضي تخوفات حقيقية من حصول جيش الاحتلال الإسرائيلي على بيانات مستخدمي واتساب في قطاع غزة واستخدامه في تغذية نظام لافندر للذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه في قتل الفلسطينيين في قطاع غزة، وما تلا بعدها من تقارير تفيد بوجود ثغرة أمنية في التطبيق المملوك لميتا تمكن من الوصول إلى بيانات المستخدمين. 

ابتزاز إسرائيلي 

وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، أوضح صدى سوشال أنه تابع تقارير تفيد يتسريب أجهزة أمن الاحتلال معلومات وبيانات شخصية لفلسطينيين في قطاع غزة، واستخدامها لابتزاز الأشخاص وتهديدهم بنشر صور ومعلومات شخصية إذا لم يتواصلوا معهم.

وبحسب التقارير الواردة، فإن الاحتلال ابتز فلسطينيين من قطاع غزة إذا لم يتواصلوا معه  بنشر تفاصيلهم الشخصية وتفاصيل تخص الهوية الجندرية، والتشهير بهم وتحريض بعضهم على بعض، ونشر معلومات شخصية لعدد منهم بزعم أنهم ”تجسسوا على غزيين آخرين“ لصالح حركة حماس. 

تزامن ذلك مع إسقاط جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات من الجو على عدة أماكن بقطاع غزة، تخللت صورًا وأرقام هويات 130 رجلاً، وكُتب في النشرة: "اتصل بنا إن لم ترغب بظهور صورتك هنا.. لقد تم جمع مئات الآلاف من التقارير عنكم يا سكان غزة“.

استمرار مربعات الموت 

ورصد صدى سوشال، خلال الفترة الماضية، 5 حالات استخدم فيها الاحتلال وقواته العسكرية لعبة "مربعات الموت" كأداة للتنصل من مسؤوليتها عن قتل المدنيين الفلسطينيين، حيث نشرت خرائط تقسم قطاع غزة لمربعات مرمزة بأرقام معينة تأمر سكان مربعات محددة من بينها بالإخلاء تحت تهديد القصف والموت. 

واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي ”مربعات الموت“ في جباليا وبيت لاهيا والشجاعية ومدينة غزة ورفح خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، كما وثق صدى سوشال معطيات هامة عن استخدام منظومات وبرمجيات  الذكاء الصناعي في توجيه حملات القصف والتدمير، بجانب التسويق الواسع لاستخدام تقنيات وبرامج التجسس ورفع أي حظر عنها باعتبارها جزءًا من أدوات الحرب.

التحريض الإسرائيلي متواصل 

استمر التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومناصري فلسطين حول العالم، وحملت الفترة الماضية، تحريضًا مكثفًا، صدّر عن مستويات رسمية إسرائيلية وتصدرها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية لدى الاحتلال بتسلئيل سموتريش، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورصد المركز أكثر من 55 ألف منشور تحريضي إسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر. 

وتركز التحريض على الدعوة لإبادة جماعية في الضفة الغربية، تحديدًا في المناطق الشمالية منها، واستخدام مصطلحات تؤكد على نية الإبادة، مثل ما ورد على لسان سموتريش من ”تغيير الحمض النووي للمنطقة“، والدعوة الصريحة لقتل الأسرى الفلسطينيين، وإعدامهم، وتكرار الدعوة الإسرائيلية عبر منصات التواصل لاستخدام ”سلاح القيامة الإسرائيلي“ في غزة، في الإشارة إلى السلاح النووي. 

وحول التحريض على مناصري فلسطين، مارس الاحتلال تحريضًا رقميًا واسعًا على الطلبة في حراكاتهم حول العالم، وأصدرت خطاب كراهية منتظم لوسم المتظاهرين المناصرين لفلسطين بـ ”معاداة السامية“، واستخدمت أسلوب التحريض الجماعي من خلال حسابات وهمية وحقيقية لحسابات النشطاء والمؤثرين المناصرين حول العالم، للتشهير بهم، وملاحقتهم، وتهديدهم. 

وأضاف المركز مصطلحًا جديدًا ولافتًا إلى قائمة ”أكواد العداء لفلسطين“، وبرز في الشهرين الأخيرين لتبرير الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وهو  ”حماس عادت إلى المناطق التي نفذنا فيها عمليات سابقة“، والذي عمد الاحتلال على ضخّه بشكل مكثف على كل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية والشعبية. 

إصرار إسرائيلي على إغراق غزة بالظلام الرقمي 

عارض الاحتلال اقتراحًا طرح في منتدى الأمم المتحدة الأخير بهدف إعادة بناء البنية التحتية للاتصالات التي دمرتها الحرب الإسرائيلية على قطاع  غزة، على الرغم من تمريره لاحقًا بعد إزالة بنود تحمل الاحتلال مسؤولية دفع غزة إلى ظلام رقمي.  

يأتي ذلك بعد أن فرض الاحتلال حصارًا رقميًا على قطاع غزة منذ أكثر من عشرين عاما، وتدميرها شبكات الاتصالات في كل عدوان تعرض له القطاع، آخرها تدمير أكثر من 60% من شبكة الاتصالات والإنترنت خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة في للشهر التاسع على التوالي. 

وأظهرت تقارير أنتجها صدى سوشال ما يعنيه الظلام الرقمي لسكان قطاع غزة في ظل قطع شبكات الاتصال، من خلال عدم المقدرة على الاتصال بلجان الطوارئ والإسعاف لإسعاف المصابين وانتشال المفقودين تحت الأنقاض.

وأكد صدى سوشال، أن قطع الاتصال على قطاع غزة، وإخراجها من خدمة الاتصالات، يعيق إمكانية التغطية الإعلامية لمسار العدوان ضد المدنيين، ويحجب عن العالم الصورة الكاملة لما يجري داخل القطاع.

ودعا صدى سوشال، لتكاثف الجهود العاجلة لإنهاء الحصار الإنساني والرقمي المفروض على قطاع غزة، وإدخال كامل الاحتياجات الطبية والغذاء والماء والوقود ومعدات الاتصالات بشكلٍ فوري.

صدى سوشال مع ممارسة رقمية آمنة

وقال المركز، إنه استطاع التواصل مع عدد من المؤسسات الحقوقية والقانونية وجهات إنفاذ القانون في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتطوير قناة ساخنة لمتابعة شكاوى الانتهاكات الرقمية والتهديدات على الحياة التي تعرض لها الفلسطينيون والتي تلقاها صدى سوشال، وتقديم الدعم القانوني والنفسي والإجرائي للحالات وفق ما تقتضيه الحاجة، وحسب طلب المشتكي من خلال  نموذج التبليغ على موقع صدى سوشال.

ومنذ السابع من أكتوبر\تشرين الأول 2024، يشير صدى سوشال إلى أنه تابع الأداء الصحفي الرقمي للمؤسسات الصحفية والإعلامية كمؤسسات، وللصحفيين والصحفيات كأفراد، وبينما كان العاملون في مجال الإعلام والمؤسسات الصحفية في دائرة الاستهداف المباشر والقتل في قطاع غزة، رصدت تحديات رقمية أحاطت بالمجال الصحفي الفلسطيني عمومًا على اختلاف مناطق وجوده، تتعلق بالفضاء الرقمي.، وعليه، أطلق المركز دليل الممارسات الصحفية الرقمية في تغطية الأزمات لإرشادات مهمة ينبغي على العاملين في المجال الإعلامي أفرادًا ومؤسسات الإحاطة بها، والأخذ بتفاصيلها، لتقليل التحديات إلى أكبر قدرٍ ممكن. 

واستجابة لقضايا مستحدثة، وأخرى ما زالت على وتيرة مستمرة، أطلق صدى سوشال دليل الممارسات الصحفية في صناعة المحتوى الإعلامي المراعي للنوع الاجتماعي خلال الحروب، والذي يتناول إرشادات أخلاقية ومهنية لكيفية التغطية الإعلامية لقضايا النساء في ظل الحروب، ومقاربات جديدة لمعالجتها بشكل فعال، فيما تبدأ مواجهة الجناة تبدأ بكشفهم والتوثيق للقضية، وكل ذلك يكون ضمن إجراءات وضوابط تكفل حقوق وحياة الأفراد لأن الغاية ليست تقديم الضحية للإعلام بل هي كشف  الجريمة ووضع الجاني تحت قصاص القانون، ووضع الاحتلال أمام القانون الدولي في مجازرها ضد النساء، في حالة حرب الإبادة على غزة.