فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الأحد (20) فلسطينيًا على الأقل من الضّفة، بينهم أطفال، وطالب في الثانوية العامة، بالإضافة إلى أسرى سابقين.
وبحسب بيان نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، تركزت عمليات الاعتقال في محافظة الخليل، فيما توزعت بقية على محافظات نابلس، رام الله، قلقيلية، أريحا، وطوباس، رافقها تنفيذ عمليات تنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر من العام المنصرم إلى أكثر من (9345)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
في غضون ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى أن الأسيرات في سجون الاحتلال يواجهن معاناة تجاوزت كافة التخيلات خلال عملية الاعتقال أو داخل الزنازين خاصة بعد بدء حرب الإبادة الجماعية.
وأفادت الهيئة في تقرير لها اليوم الأحد، أن الأسيرة ي.أ 24 عاما من مدينة رام الله، تعاني ظروف اعتقالية صعبة كباقي الأسيرات، حيث انها اعتقلت في تاريخ 6 أيار من العام الجاري ومحكومة بالسجن الإداري لمدة ثلاثة شهور.
وقالت الأسيرة لمحامية الهيئة، أنها تقبع في سجن الدامون بغرفه تتواجد فيها عشر أسيرات تتوافر فيها أربعة أسرّة فقط، وهناك أسيرات ينامن على الأرض كما أن الطعام سيئ وكميته قليلة
وحول ظروف اعتقالها قالت الأسيرة لمحامية الهيئة، أن قوات الاحتلال اعتقلتها من بيتها عند الساعة الثالثه بعد منتصف الليل حيث تم تقييدها بالسلاسل ثم اقتادوها إلى سجن عوفر حيث بقيت لغاية الساعة السادسة صباحا، ثم نقلت الى منطقه "بيت ايل" لغاية الساعة التاسعة ولم يسمح لها بدخول الحمام سوى مرة واحدة فقط، قبل أن يعيدوها إلى زنازين سجن عوفر مرة أخرى لخمسين دقيقة و إخضاعها للتحقيق من ضابط بلباس مدني، ليقتادوها لاحقا إلى المسكوبية لـ16 يوما متواصلة ثم نقلها بالبوسطة إلى سجن الشارون وهي مقيدة الأيدي والأرجل لسبع ساعات متواصلة دون طعام لتصل الى سجن الدامون.
وأضافت الأسيرة أن إدارة السجن حاولت أن تساومها وعرضت عليها دراسة الماجستير في الخارج بشرط عدم الرجوع إلى البلاد لكن الأسيرة رفضت ذلك، علما أنها تخرجت من جامعة بيرزيت بتخصص دكتور صيدلي.
وجنوبًا إلى سجن النقب، حيث قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن محامي الهيئة تفاجأ خلال زيارته الأخيرة لسجن النقب، أن معظم الأسرى المنوي زيارتهم قد امتنعوا عن الخروج للقائه، و بعد تمكنه من الحديث مع أحد الأسرى، تبين له أن السجانين هددوا الأسرى الذين يخرجون للزيارة، بأنه سوف يتم ضربهم و معاقبتهم بوضعهم بقفص حديدي( كاوبه) من الصباح حتى المساء و هم مقيدي الأيدي والأرجل و رأسهم على الأرض في حال خرجوا للزيارة.
وأشار إلى أن هذا التنكيل قد يمتد ليوم أو عدة أيام حسب مزاج السجان، و خلال هذه الفترة يمنع الأسير من الذهاب إلى الحمام، إو تناول الطعام والشراب، و في حال اشتكى الأسير من أمر معين او طلب أمر بسيط يتم ضربه و تعذيبه بشدة.
ونقل الأسير الكثير من الشهادات لأسرى تعرضوا للعقاب بعد لقاء المحامي، مما دفعهم للامتناع عن الخروج، و التنازل عن حلقة الوصل الوحيدة بينهم وبين عائلاتهم و العالم الخارجي.
و علاوة على ما سبق، توضح الهيئة أن أوضاع الأسرى داخل السجن تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، فهم يواجهون خطر الموت بشكل يومي، نتيجة لما يتعرضون له من تعذيب جسدي و نفسي منذ السابع من أكتوبر الماضي، يتمثل بما يلي :
1. تعمد ضرب الأسرى بين الممرات وفي الأماكن التي لا تتواجد فيها كاميرات مراقبة، والتركيز على المناطق الحساسة.
2. تقييد الأسير بالأصفاد و شدها بشكل كبير، أثناء نقله من سجن إلى لآخر، مما يترك علامات واضحة على يديه لعدة أيام، الى جانب الأوجاع الشديدة.
3. الأسرى يرتدون نفس الملابس منذ أكثر من 8 أشهر، و معظمها مليء بالدماء نتيجة إصابتهم بمرض الجرب، و ما يسببه من حكة شديدة و تقرحات.
4. قطع الكهرباء عن الأسرى، حيث تعاد فقط لمدة 3 ساعات من السابعة حتى الساعة العاشرة ليلا.
5. الطعام سيء جدًا كما ونوعا، مما أدى إلى نزول أوزان الأسرى بشكل ملفت، كما أن معظمهم يتعرضون للدوخة والاغماء نظرا لنقص السكر في اجسادهم.
6. تعرض الأسرى للعزل و الضرب و العقاب بدون أسباب.
7. يقوم السجانين بإذلال الاسرى كل يوم أثناء العد، حيث كان بالسابق يجري 3 مرات باليوم والأسرى واقفين، أما الآن يجبر الاسرى على ان يجثوا على ركبهم ويضعون أيديهم خلف رؤوسهم.
8. تعمد إهمال الأسرى طبيا، فالعلاج متوقف للمصابين والمرضى، والدواء ممنوع.
9. لا يسمح للأسرى بتقديم الشكاوى، و تم سحب الاوراق و الأقلام للتأكيد على ذلك.
10. أصبح معظم الأسرى يمتنعون عن الخروج للفورة (الفسحة) لما يلاقونه من إذلال ، حيث يتم رسم خطوط على الأرض يمنع تجاوزها، كما يمنع الجلوس أو الوقوف بأماكن معينة.
11. يعاني الأسرى من رائحة الغرف الكريهة و انتشار الأمراض، فدرجات الحرارة عالية جدا بسبب تواجد سجن النقب بمنطقة صحراوية، و بالوقت ذاته تم سحب كافة المراوح و مواد التنظيف من الغرف، و منع الأسرى من الاستحمام و تبديل ملابسهم، مما جعل الوضع كارثي.