يحتفي الصهاينة بهذه الذكرى في كل عام باقتحام واسع للمسجد الأقصى صباحاً وبمسيرة الأعلام مساء التي تنطلق من غرب القدس وتخترق البلدة القديمة عبر باب العمود وصولاً إلى ساحة البراق. - في عام 2021 تقاطعت هذه الذكرى مع يوم 28 رمضان بعد شهرٍ حافل بالتصعيد في الشيخ جراح وباب العمود، وهو ما حولها إلى نقطة انطلاق معركة سيف القدس حيث تمكن المرابطون من منع الاقتحام صباحاً وتمكنت المقاومة في غزة من تفريق مسيرة الأعلام مساء على وقع صافرات الإنذار التي دوت في محيط المسيرة بفعل صواريخها.
- جاءت الذكرى هذا العام في ظلال حرب غزة التي أطلقتها عملية طوفان الأقصى، ما عزز الاندفاع النفسي للنظر إلى فرض الاقتحام ومسيرة الأعلام بوصفها وسيلة صهيونية لتعزيز الذات ومحاولة تأكيد السيادة المهتزة على القدس، ومحاولة تأكيد القدرة على فرض الاعتداءات في القدس رغم الردع المتصاعد الذي تفرضه مبادرات المـ.ـقـ.ـاومة المتتالية للاشتباك من بوابة القدس.
- شهد هذا الاقتحام اليوم مشاركة 1,600 مستوطن صهيوني ما يجعله أكبر اقتحام في هذه الذكرى منذ احتلال #الأقصى، شارك فيه أربعة وزراء حاليين وسابقين.
- شهد هذا الاقتحام رفع الأعلام الصهيونية في الأقصى بالعشرات، وأداء النشيد القومي الصهيوني في مختلف أرجائه بصوت عالٍ ومتكرر دون أدنى محاولة من شرطة الاحتلال لمقاطعة ذلك أو منعه، بخلاف السنوات الماضية
. - شهد هذا الاقتحام أكبر أداء جماعي لطقس "السجود الملحمي" بالانبطاح الكامل على ثرى #المسجد_الأقصى المبارك، وهذا الانبطاح الجماعي لم يبدأ في الأقصى إلا في عام 2022؛ ما يجعله حقيقة جديدة تجري محاولة تكريسها في الأقصى.
- في إطار خطتها الاستراتيجية للإحلال الديني في الأقصى وتبديل هويته من مسجد إلى "هيكل"، تعمل جماعات الهيكل بشكل محموم على نقل وإحياء كافة الطقوس التوراتية فيه لعلها بذلك تؤسس الهيكل المزعوم معنوياً تمهيداً لتأسيسه المادي، فتعمل على نقل الصلوات والطقوس وعلى إدخال الأدوات الدينية إلى الأقصى.
- في طريقها لإدخال الأدوات الدينية إلى الأقصى؛ سبق لجماعات الهيكل المتطرفة أن أدخلت "القرابين النباتية" إلى الأقصى بدءاً من عام 2018 خفية، وفي عامي 2022 و 2023 علناً، وسبق لها النفخ بالبوق في الأقصى في بدءاً من عام 2021 وهو ما تم التقاطه بالكاميرا لأول مرة في شهر 9-2023 قبيل انطلاق معركة طوفان الأقصى بثلاثة أسابيع.
- في الذكرى العبرية لاحتلال القدس يوم أمس الأربعاء 5-6-2024 جرى تعزيزهذا المسار بإدخال لفائف الصلاة "التيفلين" إلى المسجد الأقصى على يد الحاخام ميخائيل فواه من جماعة "عائدون إلى جبل الهيكل" التي سبق لها أن أعلنت عن جوائز لمن يدخل القربان الحيواني إلى الأقصى في عيد الفصح على مدى أكثر من ثلاث سنوات، وباتت تعتبر محاولة إدخال الأدوات الدينية إلى الأقصى هدفها المركزي حالياً.
-إلى جانب ذلك واصلت جماعات الهيكل المتطرفة سياسة "السيطرة الصوتية" على الأقصى بأداء الطقوس التوراتية بصوت عالٍ على عدد من أبوابه وبداخله في وقت واحد حتى لا يسمع فيه خلال ساعات الاقتحام إلا صوت الطقوس العبرية، كما واصلت شرطة الاحتلال تقييد دخول المصلين حتى صلاة العصر وهما سياستان بدأتا في موسم العدوان الذي سبق 7 أكتوبر 2023 وما تزال شرطة الاحتلال وجماعات الهيكل تكرسهما في كل مواسم الأعياد اللاحقة.
- في المحصلة، وبالنظر إلى أن الأقصى شهد اليوم أكبر استعراض للأعلام الصهيونية وللنشيد القومي الصهيوني في ساحاته، وأكبر أداء جماعي لطقس "السجود الملحمي"، وأكبر عدد من المقتحمين في الذكرى العبرية لاحتلال القدس، وإدخال أداة دينية مركزية في الطقوس التوراتية هي "لفائف التيفلين" السوداء، وهي كلها أمور تسجل سوابق في الأقصى منذ الاحتلال، وكل ذلك برعاية شرطة الاحتلال وحمايتها وبرعاية وزراء ونواب كنيست سابقين وحاليين؛ وأمام ذلك فليس من المبالغة القول أن الأقصى شهد أحد أسوأ مشاهد العدوان عليه منذ احتلاله.