غزة - قدس الإخبارية: تواصل ألمانيا، بعد 204 من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة اصطفافها ودعمها للاحتلال الإسرائيلي، وقمعها الأصوات والفعاليات المؤيدة لفلسطين.
وألغى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نقاشا كان مقررا حول الحرب الإسرائيلية على غزة في مقر إقامته في برلين، وسط انتقادات بسبب عدم دعوة ممثلين فلسطينيين للمشاركة فيه، فيما بدأت شرطة برلين بإزالة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البرلمان.
وكان من المقرر في الأصل أن يعقد الاجتماع بعنوان "كيف نتحدث عن الحرب في الشرق الأوسط؟" في قصر "بيلفيو" يوم الخميس المقبل، حيث كان شتاينماير يخطط لإلقاء كلمة ومناقشة القضية مع 3 ضيوف، ميرون مينديل، مدير مركز آن فرانك التعليمي، والصحفي تيلو يونغ، وميلودي سوتشارويتش، خبيرة في العلاقات الألمانية الإسرائيلية.
ومع ذلك، فقد تلقى انتقادات في الأيام الأخيرة بسبب عدم وجود صوت فلسطيني في الاجتماع، حسبما ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج".
وفي بيان حصلت عليه وكالة الأنباء الألمانية، برر المكتب الرئاسي قرار إلغاء الفعالية بالقول إنه "خلص إلى استنتاج أن الدائرة المستديرة التي كانت مقررة في الثاني من مايو/أيار لا تخدم هدف تعزيز السلام الاجتماعي في الوضع الحالي المتوتر. لذلك فإن الفعالية لن تعقد في نفس الوقت".
ووفقا لمكتبه، نظم شتاينماير عدة جلسات حوارية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت الفكرة من تلك الجلسات هي مواجهة العنصرية ضد السامية والكراهية والعنف، وخلق مساحة لألم جميع الأطراف، وتسهيل الحوار وتعزيز السلام الاجتماعي، حسبما جاء في البيان.
ولهذا الغرض، تمت دعوة شركاء حوار ذوي آراء وآفاق وخلفيات مختلفة، وفقا للتقرير.
وفي سياق متصل بدأت الشرطة في برلين أمس الجمعة إزالة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين أقامه نشطاء خارج مبنى البرلمان لمطالبة الحكومة بوقف صادرات الأسلحة إلى الاحتلال وإنهاء ما يقولون إنه تجريم لحركة التضامن مع الفلسطينيين.
وأزالت الشرطة الخيام وأبعدت المتظاهرين بالقوة وأغلقت المنطقة المحيطة لمنع وصول محتجين آخرين.
جاء ذلك بعد اشتباكات وقعت بين متظاهرين والشرطة في حرم جامعات أميركية واحتجاج بجامعة ساينس بو في باريس، ضمن احتجاجات دولية للتنديد بالحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والدعم الغربي للاحتلال.
وأقام النشطاء المخيم في الثامن من أبريل/نيسان تزامنا مع بدء نظر محكمة العدل الدولية دعوى رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بسبب تقديم برلين مساعدات عسكرية للاحتلال.
وقال جارا نصار، الذي نظم المخيم، لرويترز "الفكرة كانت لفت الانتباه إلى التواطؤ الألماني والتمكين النشط للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".
وجلس نصار وعشرات المتظاهرين على الأرض وهم يرددون شعارات وأغنيات مؤيدة للفلسطينيين بينما كانت الشرطة تطالبهم عبر مكبرات الصوت بالمغادرة.
وتُعد الحكومة الألمانية من بين أقوى حلفاء الاحتلال، وقد دافع القادة السياسيون في برلين مرارا وتكرارا عن الحرب الإسرائيلية على غزة مع ملاحقة الأصوات الموالية للفلسطينيين في ألمانيا.