يأتيك أحدهم يسخر من الطوفان، ولا يعلم كونه غارقا في وهم الوعود الأمريكية أن خريطة المنطقة كلها ستتغير، فمن حاول تفريغه من مضمونه السياسي فشل حتى اللحظة وركز اهتمامه على فصل الساحات وتبهيت نشاطها، بل تجييش مشايخ وخطباء وكتّاب وصحفيين و"مؤثرين بأمر المخابرات"، حيث أن المذكورين صمتوا أثناء الإبادة في غزة، بل بعضهم كان سلبيا وطعن الشعب في ظهره.
وبعد توسع الجبهات تعرت مواقف دول وأحزاب معارضة "ديكور"، والآن انتظار جبهات الأردن ومصر والضفة والداخل، وبمجرد أن أحزابها من يسارها إلى يمينها فهمت ما يجري من تغيرات؛ هل ستشتعل وتتخلص من دور الديكور السياسي للنظام الأمني الحاكم هناك؟!
الخارجية الأمريكية الموجهة للإعلام العربي تحاول تضخيم الحدث قبل وقوعه حتى تستطيع التحكم في نتائجه بين إحباط الشعوب بحجة أنه باهت، أو أخذه حجة للغطاء الدولي للتحالف بدعوى أنه مبالغ فيه، وهذا ما حاولت أن تسقطه على تحضيرات الرد الإيراني ففشلت، وذلك يعتبر دهاء سياسيا إيرانيا أن ردها جاء متناسبا مع الخرق الدولي باستهداف سفارتها، فلا مبالغة ولا نزول عن المستوى المطلوب، وهو بمحددات انطلاق الرد من أرض إيرانية، وانتهاء الصبر الاستراتيجي، وتثبيت الردع الجديد، ونزع السيادة المعنوية الإسرائيلية، وشطب الدعاية الأمريكية بلسان عربي للتبخيس والتشتيت والتثبيط.
في المقابل سيظهر يوما بعد يوم بكل وضوح الحلف العسكري العربي الأمريكي المانع للفلسطينيين من نيل حقوقهم أو أي نصرة لهم.