الضفة الغربية المحتلة - خاص شبكة قُدس: تجددت هجمات المستوطنين اليوم السبت، وطالت أكثر من 6 قرى فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، نفذ فيها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال هجمات دامية أطلقوا خلالها الرصاص وأحرقوا ممتلكات الفلسطينيين، وسط تساؤلات فلسطينية عن دور السلطة والقيادات المجتمعية الحقيقي في التصدي لهذه الهجمات.
وبعد كل هجمة للمستوطنين، يصبح السؤال عن دور السلطة وأجهزتها الأمنية الأكثر إلحاحا لدى الفلسطينيين الذي غالبا ما يتم التذرع به بوجود الاتفاقيات مع الاحتلال والتنسيق الأمني، حيث يتمثل دور السلطة في "التوجيهات" الرئاسية والحكومية بتعويض المتضررين دون العمل على تمكينهم وحمايتهم وحماية ممتلكاتهم وقراهم.
أمين عام حركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، قال إن هجمات المستوطنين ليست صدفة ومخططة ومنظمة، يبحث فيها المستوطنون عن ذرائع لشن هذه الهجمات التي هدفها الحقيقي التطهير العرقي لشعبنا الفلسطيني ليس فقط في غزة بل في الضفة الغربية أيضا.
وأضاف البرغوثي في تصريح خاص لـ "شبكة قُدس"، أن ما يقوم به المستوطنون به من اعتداءات تذكرنا بسلوك العصابات الصهيونية في عام 1948، مثل الهجاناة وغيرها، واليوم الرد عليهم يجب أن يكون موحدا، بكل الطاقات الفلسطينية.
وأشار البرغوثي، إلى أنه يجب تشكيل لجان شعبية للحماية والتصدي لهجمات المستوطنين، ولكن على المستوى السياسي فإن الذي يجري يثبت أن العدوان لم يكن فقط على غزة بل على الضفة أيضا.
وشدد، على أن من ظن أن ما يحدث فقط حرب على قطاع غزة فهو مخطئ لأن الهجوم الإسرائيلي شامل على كل الشعب الفلسطيني ولذلك المطلوب الآن وبسرعة تشكيل قيادة وطنية موحدة، وتنحية الخلافات الداخلية والتوافق على نهج وطني مشترك ومكافح ومقاوم للجرائم الإسرائيلية، ولا بد من قيادة وطنية موحدة تضم الجميع على برنامج وطني كفاحي مقاوم.
ويرى البرغوثي، أنه منذ هجوم ترمسعيا قبل أكثر من عام وحتى اليوم؛ زاد الأمر شراسة عندما يهجم 1500 مستوطن مسلحين برفقة قوات الاحتلال، حيث شملت الهجمات اليوم أكثر من 6 قرى فلسطينية وليست قرية واحدة ووصلت وقاحة المستوطنين إلى أن يهجموا مع جيش الاحتلال على البلدات ويطلقون الرصاص على الأهالي ويحرقون مركباتهم وبيوتهم وممتلكاتهم والآن يغلقون الطرقات ويطلقون الرصاص، الأمر خطير وما يجري استباحة شاملة لكل الضفة الغربية.
من جانبه، قال رئيس هيئة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن المستوطنون يحاولون بتعليمات من حكومة الاحتلال المتطرفة التي عملت منذ بداية تشكيلها على التوسع الاستيطاني ومصادرة العديد من الأراضي؛ طرد الفلسطينيين من التجمعات، وبعد أحداث السابع من أكتوبر زادت وتيرة هذه الاعتداءات والهجمات المنظمة والمتوازية التي يتبادل فيها المستوطنون الأدوار مع جيش الاحتلال والمستوى الرسمي في حكومة الاحتلال.
وأضاف شعبان لـ "شبكة قُدس"، أن ما تتعرض له القرى الفلسطينية هجوم إرهابي شنيع، وهناك دعوات من المستوطنين بتكثيف الهجمات الواسعة على عدد كبير من القرى بعد انتهاء يوم السبت. ودعا المجتمع الدولي لأن يقف أمام هذه الهجمات والضغط على حكومة الاحتلال للضغط على المستوطنين لوقف هذه الهجمات، خاصة وأن جيش الاحتلال يعطي الضوء الأخضر للمستوطنين ليقتلوا ويحرقوا ويعتدوا على الفلسطينيين ويسرقوا ممتلكاتهم.
وكشف شعبان، عن تعليمات من الرئيس محمود عباس وتوجيهات من رئيس الوزراء محمد مصطفى، بتشكيل لجنة وزارية لمحاولة الوصول لقرية المغير ودوما لتقدير كل الخسائر المادية وتعويض الأهالي وتمكين صمودهم والبقاء في قراهم حتى لا تترك هذه الأراضي فريسة لهؤلاء المستوطنين.
وشعبيا، يرى شعبان، أنه "ليس هناك خيار أمام الفلسطينيين وأهالي القرى التي تتعرض للاعتداءات سوى وضع خطة كل في منطقته للتصدي لهذه الهجمات وعلى المؤسسات الرسمية في القرية من مجالس قروية وفصائل ومؤسسات رسم خطة حقيقية للدفاع عن قراهم في ظل الهجمة البربرية".
وقال: مطلوب من الكل الفلسطيني وحدة موقف والتكامل وأن يشارك الجميع في النفير العام داخل هذه القرى للتصدي للهجمات، والمطلوب حماية هذه القرى وتشكيل لجان حراسة حقيقية وتنبيه الأهالي في حال شن أي هجوم.
في المقابل، رأى الكاتب خالد عودة الله، أن السلطة الفلسطينية فككت كل إمكانيات وقدرات المجتمع للدفاع عن نفسه وتنظيم ذاته تحت عنوان فرض سلطتها الوهمية عليه وفي ساعة الصفر تتركه لمواجهة مصيره وحيداً.
وقال عودة الله، إنه "في المحصلة نعيش اليوم في حالة فراغ قيادي مجتمعي مرعبة وغير مسبوقة في مقابل مجتمع استعماري يحشد كل طاقاته يساراً ويميناً في مواجهة وجودية، وفي فلسطين 1948 أنجزت أحزاب الكنيست المهمة ذاتها وفي المحصلة مجتمع متروك تائه وعلى شفا نكبة ثانية أشد فتكاً من نكبته الأولى".
ودعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس ماجد أبو قطيش، للنفير والتصدي لمخططات قطعان المستوطنين بالضفةِ.
وشددّ على أن قطعان المستوطنين عاثوا خرابًا ودمارًا في الضفة الغربية بدعمٍ واسعٍ من حكومة الاحتلال المتطرفة.
وبين أن الاحتلال ومستوطنيه يسعون لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وشدّ على أيدي المقاومة والشباب الثائر، داعيًا إياهم لضربِ أوكار الاحتلال ومستوطنيه بكل قوةٍ والدفاع عن الأهالي وأرضهم.