غزة - قدس الإخبارية: خلال معركة طوفان الأقصى، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن تمكن مقاتليها من تدمير 5 دبابات إسرائيلية وقتل وإصابة جميع أفرادها بعد إعادة استخدام صاروخين يزنان طنـين أطلقهما الاحتلال باتجاه بيوت المدنيين ولم ينفجرا.
وأضافت "القسام" أن مقاتليها قاموا قبل أيام بزرع الصواريخ في طريق تقدم آليات الاحتلال في جباليا البلد وفور وصول الآليات للمكان تم تفجير الصواريخ.
في مشهد آخر، يظهر أحد مقاتلي القسام يستهدف آلية الاحتلال بقذائف الياسين 105، وقد طبع على القاذف الذي يحمله أرقامٌ وأحرف عبرية، ما قد يشير إلى أنه إحدى ما استولت عليه القسام خلال المعركة.
ولا يقتصر الأمر على القذائف أو الصواريخ التي لم تنفجر، بل تبحث وحدة الهندسة في ما يمكن استغلاله لتصنيع الأسلحة، فعلى سبيل المثال، عثرت فرق تابعة لكتائب القسام خلال السنوات القليلة الماضية على خط حديدي للمياه يبلغ طوله عدة كيلومترات، كان قد زرعه الاحتلال خلال فترة احتلاله لغزة، بهدف سرقة المياه الجوفية للقطاع.
قامت "الكتائب" بتفكيك هذا الخط، وجرى استخدام الكم الكبير من الأنابيب في إعادة إنتاج الصواريخ بعد أن تأكدت أن هذه الأنابيب كانت ذات جودة عالية، ومطابقة للمواصفات.
وفي مثال آخر على عمليات التدوير، أعلنت كتائب القسام قبل ثلاث سنوات تقريبا، أنها عثرت على مئات القذائف داخل بقايا سفينتين حربيتين بريطانيتين غارقتين في عمق البحر المتوسط قبالة سواحل القطاع الفلسطيني.
وقال قيادي في "القسام" لبرنامج ما خفي أعظم مؤخرا، إن "أفراد سلاح الهندسة لديهم، قاموا بإعادة تدوير القذاف، وفحصها وإجراء تجارب على فعاليتها على سقف إسمنتي مسلح بسمك 40 سم، وكانت النتيجة تدمير الهدف بالكامل".
"أبو المعتصم"
إبراهيم حسين أبو نجا الملقب بـ"أبو المعتصم" أحد قادة سلاح الهندسة في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يعد أبرز القائمين على مشروع إعادة تدوير أسلحة الاحتلال الإسرائيلي.
عمل على تحييد قذائف وصواريخ الاحتلال التي يطلقها على قطاع غزة وتدوير ما لم ينفجر منها، وأدخلها ضمن منظومة تصنيع السلاح لدى المقاومة الفلسطينية إلى أن استشهد عام 2017 بانفجار عرضي أثناء الإعداد والتجهيز في أحد مواقع القسام في رفح.
المولد والنشأة
ولد إبراهيم أبو نجا منتصف الستينيات من القرن الـ20 في عائلة مناضلة فقيرة مهاجرة من منطقة عرب "النجوية" في أراضي الـ48، ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأنهى الثانوية العامة في مدارس الحكومة، ودرس اللغة الإنجليزية 3 سنوات، وانتقل لدراسة اللغة العربية، وحصل على البكالوريوس فيها عام 1991.
التجربة السياسية
انضم أبو نجا إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1985، واعتقل في سجون الاحتلال عام 1992 على خلفية نشاطه في الانتفاضة الأولى ومقاومة الجنود الإسرائيليين لمدة 3 سنوات ونصف.
عندما أفرج عنه انضم إلى قوات الأمن الوطني عام 1995، وتدرج في المناصب العسكرية حتى حصل على رتبة مقدم، وكاد أن يحصل على رتبة عقيد عام 2006، لكن تعرضه للتهديد بالفصل من عمله مرات عدة على خلفية انتمائه إلى حركة حماس حال دون ذلك.
تم اختياره عام 2006 من الحكومة العاشرة لتقلد منصب قيادة قوات الأمن الوطني على الحدود الفلسطينية مع مصر لعامين، وكان له دور بارز في مكافحة المخدرات والمهربين للممنوعات.
تجدد نشاطه في صفوف كتائب القسام مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، وكان من أبرز المهندسين الذين أسهموا في تطوير سلاح القسام، وكانت بصماته واضحة في جميع أنواع الأسلحة التي طورتها الكتائب.
كان يخصص غرفة من منزله المكون من غرفتين للتصنيع العسكري، وكانت بمثابة النواة الأولى للتصنيع، وتحول إلى ورشة تتكدس فيها العبوات والأسلاك.
تقلد مناصب عديدة في كتائب القسام، آخرها قيادته سلاح الهندسة في الكتائب- لواء رفح، وبرز دوره في معظم العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة وعلى حدوده، خصوصا تلك التي تحتاج إلى تحضير للمتفجرات، سواء براميل أو عبوات أو تفخيخ سيارات، كما كان له دور بارز في تطوير الأسلحة المحلية التي صنعتها كتائب القسام على مدار نحو 17 عاما.
وكان من الخبراء المعدودين في هندسة المتفجرات، وساهم في خدمة كثير من الفصائل في التصنيع العسكري وتبادل الخبرة معها، خصوصا مع حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية، وغيرها من الفصائل.
مواقف جهادية
ومن مواقفه المشهودة والمذكورة في سيرته المنشورة على الموقع الإلكتروني لكتائب القسام "إصابته عام 2006 خلال تدريبه مجموعة مجاهدين على رماية القنابل اليدوية، إذ سقطت إحدى القنابل بالخطأ قرب المجاهدين، فما كان منه إلا أن ضحى بنفسه وأسرع نحوها لقذفها بعيدا من أجل إنقاذ بقية المجاهدين، فانفجرت بالقرب منه، فمكث عامين على سرير التعافي، وسجل هذا الفعل في تاريخ سجله البطولي، وما إن تعافى من إصابته حتى استأنف عمله في وسط مخاطر المتفجرات".
محاولات اغتيال عديدة
تعرض لمحاولات اغتيال عدة باءت بالفشل حتى أصبح رفاقه ينادونه بـ"ذي الأرواح السبع" نظرا لنجاته من الاغتيال ومغامراته في تفكيك القنابل والعبوات.
خلال معركة الفرقان عام 2008 استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزله في مخيم الشابورة للاجئين برفح كونه أحد قيادات كتائب القسام.
كما تعرض لمحاولة اغتيال في حرب 2014 وأصيب مرات عديدة خلال مسيرته الجهادية.
الوظائف والمسؤوليات
شارك أبو نجا في تجهيز العديد من العمليات النوعية التي نفذتها كتائب القسام، أبرزها تصنيع براميل وعبوات عملية نفق برج (حردون) 17 ديسمبر/كانون الأول 2003.
وشارك في تصنيع براميل وعبوات عملية معبر رفح 12 ديسمبر/كانون الأول 2004، وتصنيع براميل وعبوات عملية موقع "محفوظة" 27 يونيو/حزيران 2004
وشارك في تجهيز آليات وعبوات عملية نذير الانفجار (كرم أبو سالم) 19 أبريل/نيسان 2008، وقاد ملفات عديدة في كتائب القسام على مستوى قطاع غزة، منها سلاح الهندسة.
وأشرف على موقع الشهداء التدريبي غرب رفح. وكان من أبرز المدربين ومؤسسي العمل التدريبي في كتائب القسام.
ويعد أبرز القائمين على مشروع إعادة تدوير أسلحة الاحتلال الإسرائيلي، إذ كان يعمل على تحييد قذائف وصواريخ الاحتلال التي يطلقها على قطاع غزة، ويعيد تدوير ما لم ينفجر منها ويدخلها ضمن منظومة تصنيع السلاح لدى المقاومة الفلسطينية.
الاستشهاد
استشهد يوم 7 يونيو/حزيران 2017 وهو في الـ51 من عمره بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة جراء انفجار عرضي أثناء الإعداد والتجهيز في أحد مواقع القسام، في حين أصيب 3 أشخاص آخرون.
شهدت جنازته مشاركة لافتة للأذرع العسكرية لكتائب القسام، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية على مستوى قطاع غزة، وتقدمهم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وقيادات وأعضاء من المكتب السياسي للحركة وشخصيات من مختلف الفصائل.
المصدر: قدس + الجزيرة