شبكة قدس الإخبارية

"حتى الأغنام لم تسلم" .. كيف يطوّق الاحتلال حصاره الغذائي على قطاع غزة؟

حتى الأغنام لم تسلم .. الاحتلال يستهدف كل موارد الغذاء في قطاع غزة

غزة - قدس الإخبارية: يواجه قطاع غزة مجاعة محققة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلية لليوم الـ 123 على التوالي، والحصار وإغلاق المعابر وقطع إمدادات الغذاء والماء والوقود عن أهالي القطاع. 

ويشكل أهالي قطاع غزة، ما نسبته 80% من جميع الأشخاص الذين يعانون من المجاعة على مستوى العالم، في ظل استمرار الهجمات والحصار الإسرائيلي على القطاع، بحسب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

ووسط ذلك كله، لا تقتصر سياسة الاحتلال في التجويع على منع إدخال المساعدات وحسب، بل يستهدف أيضًا الموارد الغذائية الموجودة في القطاع. 

وأظهر مقطع فيديو لحظة قتل قناص في جيش الاحتلال الإسرائيلي أغناما في منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة.

جرف الأراضي الز اعية 

يشير الخبراء إلى أن أهل غزة اليوم يواجهون تحديات جسيمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمياه النظيفة، مما يعزز خطر المجاعة، وتواجه النساء الحوامل نقصا في التغذية والرعاية الصحية، مما يعرض حياتهن للخطر، ومع تزايد الخطر على الصحة يتعرض 335 ألف طفل دون سن الخامسة لخطر كبير من سوء التغذية. 

وأظهرت البيانات في التقارير الأخيرة أن قوات الاحتلال جرفت ما يقارب 22% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة منذ بدء العدوان البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتتضمن هذه المساحة البساتين والدفيئات الزراعية والأراضي الزراعية شمال القطاع، كما دمرت إسرائيل ما يقارب 70% من أسطول الصيد في غزة.

وفي الوقت ذاته، انخفضت إمكانية الوصول إلى المياه النقية، فيما انهار القطاع الصحي بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بالمستشفيات، مما تتسبب في انتشار الأمراض المعدية بصورة كبيرة.وفي شمال غزة، وبعد نفاد مخزون القمح والأرز من الأسواق بدأت العائلات الفلسطينية في طحن الحبوب المخصصة لعلف الحيوانات للحصول على الخبز.

لا مساعدات في الشمال 

بحسب المؤسسات الإغاثية العاملة في القطاع، لا تتجاوز نسبة المساعدات الداخلة 10% من احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة للمواد الأساسية.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي أعلن عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة. 

وأكد المكتب أن نفاذ الطحين يعني بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 فلسطيني  مازالوا متواجدين في المحافظة، مشيرًا إلى أن الاحتلال، من خلال حصاره المفروض على الشمال واستمرار العدوان، أجبر محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية.

ولمواجهة أجواء المجاعة التي يمر بها القطاع يشير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى ألف و300 شاحنة غذاء يوميا للخروج من حالة الجوع، بواقع 600 شاحنة للشمال و700 لغزة.

وفي حين يتم توزيع المساعدات في المحافظات الجنوبية إلا أنه منذ الأول من يناير/كانون الثاني الجاري لم تصل إلا 21% فقط من إجمالي المساعدات إلى شمال وادي غزة، ويشعر الخبراء بالقلق حيال الوضع في شمال غزة، إذ يواجه السكان نقصا طويل الأمد في الغذاء وتقييدات حادة في الوصول إلى الموارد الأساسية.

في أثناء ذلك، يستمر مستوطنون، بينهم عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، من إغلاق معبر "كرم أبو سالم" أمام شاحنات المساعدات الإنسانية التي كانت في طريقها إلى غزة، مطالبين بعدم دخول أي شاحنة حتى إعادة جميع الأسرى."

وفيما يقول الاحتلال إنه لا يمنع شاحنات المساعدات في معبر رفح الحدودي مع مصر، تنفي القاهرة مسؤوليتها عن عدم إدخال المساعدات علما أن المعبر يشهد تكدسا للمساعدات التي وصلت للقطاع ولكن لم يتم إدخالها حتى الآن.

يأتي هذا في سياق الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عاما قبل هذه الحرب، إذ يعاني نحو نصف سكان غزة من نقص في الأمن الغذائي، ويعتمد أكثر من 80% منهم على المساعدات الإنسانية.