القدس المحتلة - متابعة قدس الإخبارية: قال الباحث والمختص في شؤون القدس المحتلة زياد ابحيص إن العدوان الإسرائيلي الأخير على المسجد الأقصى والذي كان آخره، اليوم الخميس 27 يوليو 2023، شهد خمسة تطورات نوعية.
ووفق ابحيص فإن من بين هذه التطورات ما جرى على مستوى التحضير، حيث حرصت جماعات الهيكل المتطرفة على تخفيض مستوى التحريض على منصاتها الإلكترونية العلنية إلى أقل حد ممكن، وكانت تعيد نشر الإعلانات ذاتها دون إضافات حول التفاصيل، لتقليل إمكانية استثمار تحريضها في التعبئة لصد الاقتحام بالمقابل، والواضح أن هذا التكيف يجري بالتشاور والتنسيق مع شرطة الاحتلال وأجهزته الأمنية.
وأضاف: "في الوقت عينه أعلنت جماعات الهيكل عن مسيرة أعلام ليلية حول أبواب البلدة القديمة عشية الاقتحام، لكنها لم تحشد جمهورها لها بشكل حقيقي، ووظفتها عملياً كوسيلة لمنح ذريعة لشرطة الاحتلال لإغلاق مداخل البلدة القديمة وقت صلاتي المغرب والعشاء، وضرب أي نواة اعتكاف في المسجد الأقصى؛ في استخلاصٍ للدروس من معركة الاعتكاف في رمضان، وفي تبادل واضح للأدوار مع أجهزة الاحتلال الأمنية".
أما على صعيد تحقيق هدف الحشد، فعلق قائلاً: "منذ عام 2016 كرست جماعات الهيكل المتطرفة هدفاً سنوياً للحشد في هذا اليوم وهو تحقيق رقمٍ قياسي للمقتحمين خلاله، وكان الرقم القياسي قد سُجل في نفس الذكرى التي جاءت في يوم 7 أغسطس 2022 وبلغ 2,200 مقتحم".
وأشار إلى أن "هذا اليوم بلغ عدد المقتحمين 2,180، أي أن تلك الجماعات تمكنت من تكرار الرقم ذاته تقريباً رغم أنها كانت تعاني من ضعف الحشد في جميع المناسبات السابقة هذا العام: في الفصح العبري نتيجة معركة الاعتكاف، وفي الذكرى العبرية لاحتلال القدس بفعل عمليات المقاومة المتصاعدة، لتستعيد بذلك زخماً كانت قد فقدت جزءاً منه بفعل المواجهة".
وبين ابحيص إلى تغيير قواعد شرطة الاحتلال المنظمة للاقتحامات من خلال تحقيق ايتما بن غبير لمطالب جماعات الهيكل التي كانت تركز على مطلب زيادة عدد المقتحمين في الفوج الواحد، وتقليل الفوارق الزمنية بين الأفواج، بحيث تتمكن من استعراض حضورٍ يهودي أوسع في المسجد الأقصى في اللحظة الواحدة خلال استفرادها في المسجد في فترة الضحى.
وأتبع قائلاً: "حقق بن غبير هذا المطلب اليوم، إذ حرص على أن يقود بنفسه الاقتحامات صباحاً ليضمن تطبيق شرطة الاحتلال لتعليماته برفع عدد الفوج الواحد إلى 100 مقتحم، وتقليل الفترات بين الأفواج ما سمح بوجود 200 مقتحم على الأقل داخل الأقصى في اللحظة الواحدة، فوج في ختام الجولة وفوج في بدايتها، وهو عدد يقارب مجموع حراس المسجد وموظفيه ومرابطيه الذين تمكنوا من دخوله خلال فترة الضحى، وربما يزيد عليه".
ووفق ابحيص فقد "كان عدد فوج المقتحمين الواحد 20 مقتحماً في عام 2006 مع فتح باب الاقتحامات الجماعية للأقصى، تطور تدريجياً ليصل إلى 50 في اقتحام 28 رمضان صيف عام 2019، وإلى 70 في في الذكرى العبرية لاحتلال القدس في 29 مايو 2022، وليصل إلى 100 مقتحمٍ اليوم؛ ما يعني مضاعفة حجم أفواج المقتحمين على مدى ثلاثة سنوات فقط".
وبحسب المختص في شؤون القدس المحتلة فقد شهدت هذه الاقتحامات تجدد محاولة إدخال باب الأسباط إلى نطاق حركة المقتحمين، حيث شهد اقتحام العام الماضي في مثل هذه الذكرى يوم 7 أغسطس 2022 المحاولة الأولى لإدخال باب الأسباط شمال شرق المسجد الأقصى إلى نطاق حركة المقتحمين، في تحركٍ منسق بين جماعات الهيكل وشرطة الاحتلال لكسر تقوقع الحضور اليهودي في المسجد على بابي المغاربة والسلسلة في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد، وقد تكرر ذلك عدة مرات لاحقاً.
وتابع قائلاً: "تكررت تلك السابقة اليوم لتعزيزها ضمن تحرك منهجي ومنظم، لعل باب الأسباط وساحة الغزالي تتحول إلى ساحة حشد رديفة للمقتحمين الصهاينة مستقبلاً، إلى جانب جسر المغاربة".
وقال ابحيص إن "الاقتحام الحالي شهد تمديد فترة منع المسلمين من دخول الأقصى خلال الاقتحامات حيث تعتمد شرطة الاحتلال ومنذ عام 2013 التشديد على الحركة على مداخل البلدة القديمة وأبواب الأقصى فجر يوم الاقتحام وحتى ما قبل صلاة الظهر، ما يقلل وصول المرابطين للأقصى إلى أقل حد ممكن، واليوم أضيفت فترة الظهر إلى هذا التشديد؛ بحيث بقي كل من هو دون الـ60 عاماً من الرجال والنساء ممنوعاً من دخول الأقصى حتى صلاة العصر، في محاولة لتعزيز وقائع التقسيم الزماني المفروضة في الأقصى".