شبكة قدس الإخبارية

عن اقتحامات المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان

aa_picture_20230222_30381248
زياد ابحيص

 

 الامتناع عن فرض اقتحامات المسجد الأقصى في العشر الأواخر لرمضان هو سقف طوعي حددته شرطة الاحتلال لنفسها منذ أن بدأت بفرض اقتحامات المتطرفين في رمضان في عام 2008، ومصدر ذلك هو الخوف من تدفق المصلين والمرابطين بعشرات الآلاف للاعتكاف في تلك الليالي، ما يجعل الاقتحام في اليوم التالي تحدياً أمام شرطة الاحتلال.

مع صعود الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل حاولت شرطة الاحتلال فرض اقتحامات المستوطنين في العشر الأواخر في عام 2014 تحت ظل الحرب على غزة، وحاولت منع الاعتكاف فجاء الرد من شباب القدس ومرابطيها في ليلة 27 رمضان بفرض الاعتكاف وإحراق مركز شرطة الاحتلال المغتصب في الخلوة الجنبلاطية في صحن الصخرة.

 في 2016 تكررت المحاولة فكان الجواب بالاعتكاف والرباط ومواجهات واسعة.

 في 2019 و 2021 تقاطعت الذكرى العبرية لاحتلال القدس مع 28 رمضان فشهدت الأولى رباطاً محدوداً واستفراداً بالقلة من المرابطين، فيما كانت الثانية شرارة انطلاق معركة سيف القدس، فيما كان الأقصى مغلقاً أمام المصلين في رمضان 2020.

في هذا العام تعود محاولة فرض الاقتحامات في العشر الأواخر لوقوع اليوم السادس والسابع من "عيد الفصح" العبري يومي ٢٠ و٢١ رمضان؛ والغالب أن الاحتلال يتجه لفرض الاقتحامات في كليهما.

في المحصلة؛ 

وقف اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من رمضان مصدره ردع ذاتي في وعي حكومة المحتل وشرطته؛ لطالما جرى تكريسه بالتجربة بأن محاولة كسره تقابل بثمن كان باهظاً جداً في بعض الأحيان.

وهذا الثمن والردع يجب أن يستمر ويزداد؛ لأن الاحتلال يتطلع لفرض الاقتحامات 365 يوماً ونحن نتطلع في المقابل إلى أن نحفظ هوية أقصانا إسلامياً خالصاً إلى أن يتحرر وتتحرر معه آخر ذرة من تراب فلسطين.