شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال تحت الضربات من غزة ولبنان وسوريا والضفة والداخل.. كيف علق المحللون على تآكل الردع الإسرائيلي ؟

uvw6W
نداء بسومي

رام الله - خاص قدس الإخبارية: تعيش الأوساط الإسرائيلية في الآونة الأخيرة حالة من تبادل الاتهامات بين قادة المعارضة والائتلاف الحكومي والمراقبين العسكريين على خلفية ما يعيشه الاحتلال الإسرائيلي من أحداث غير مسبوقة في السنوات الأخيرة من عمر القضية الفلسطينية والصراع الدائم.

وشهد الأسبوع الأخير تساقطًا للصواريخ من قطاع غزة ولبنان وسوريا بالتزامن مع سلسلة عمليات في الأغوار وتل أبيب إلى جانب استهداف الحواجز الإسرائيلية المنتشرة على طول مدن الضفة الغربية المحتلة من قبل الخلايا العسكرية التابعة للمقاومة الفلسطينية.

وشهدت أعمال المقاومة على أراضي الضفة والقدس خلال شهر مارس الماضي، استمراراً في الوتيرة وتنوعاً في الأداء، ما بين عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلحة وعمليات دهس وطعن مؤثرة، أدت إلى مقتل إسرائيليين وإصابة 25 جندي ومستوطن بجراح مختلفة، فيما شهد الأسبوع الأخير مقتل 3 إسرائيليين في عمليات نفذتها المقاومة الفلسطينية.

ووفق التقديرات الإسرائيلية فإن ما يزيد عن 40 صاروخًا أطلقت من القطاع خلال اليومين الماضيين فقط، إلى جانب 37 صاروخ أطلقت من لبنان تجاه شمالي فلسطين المحتلة، فيما أطلق من الأراضي السورية نحو المستوطنات المقامة على الجولان 6 صواريخ.

وتعكس المعطيات القائمة حاليًا بالنسبة للإسرائيليين تآكلاً واضحًا وملموسًا في الردع في ظل الخشية من اتساع رقعة الجبهات والهجمات والخشية الإسرائيلية على الصعيد الأمني والعسكري من خوض مواجهة مفتوحة على عدة جبهات ومحاور وهو أمر لم تخضه دولة الاحتلال منذ عقود.

تراجع نسبي.. رغبة القتال محدودة

بدوره، يرى الباحث في الشأن السياسي والكاتب ساري عرابي إن الردع الإسرائيلي تراجع بشكل نسبي وواضح لكن لا يمكن القول إنه تراجع بشكل كبير كون الاحتلال يمتلك ترسانة عسكرية مدججة بالأسلحة الكبرى إلى جانب امتلاكه مشاريع استيطانية كبيرة.

ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن حالة التراجع الملموسة في منظومة الردع الإسرائيلي تجعل من خياراته محدودة في هذا الجانب بشكل أكثر من أي وقت مضى وهو بسبب وجود بنية للمقاومة قائمة على أساس مأسسة قادرة على إحداث حالة من توازن الردع.

وبحسب الباحث في الشأن السياسي والكاتب فإن ما تمتلكه المقاومة من بنية بات يجعل الاحتلال يفكر كثيرًا قبل توجيه أي ضربة عسكرية كبيرة للمقاومة الفلسطينية خشية من الانزلاق في مواجهة كبرى لا يرغب الاحتلال في الوصول إليها مع الأذرع العسكرية.

ووفق حديث عرابي فإن إرادة القتال لدى الاحتلال تراجعت والإسرائيليين قد يراهنوا على الكثافة النارية في أي مواجهة مع المقاومة الفلسطينية كحالة قطاع غزة، وهو ما يعزز من تراجع الردع بالنسبة للاحتلال في ضوء تراجع إرادة القتال الواسعة لدى الجيش.

ويشير إلى حالة العجز الإسرائيلي في التعامل مع المقاومة في غزة التي لا تفصل نفسها عن المشهدية الفلسطينية ككل وتتعامل في كل الملفات الفلسطينية وهو ما يعزز وحدة النضال الفلسطيني سواء في معركة سيف القدس 2021 أو وحدة الساحات عام 2022.

تآكل واضح في الردع

في هذا السياق، يقول اللواء المتقاعد والخبير في الشأن العسكري واصف عريقات إن الاحتلال يعيش حالة من تآكل الردع مرجعها بالأساس تطور الفعل المقاوم الفلسطيني وحالة التراجع على مختلف الجبهات سواء في الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة.

ووفق حديث عريقات لـ "شبكة قدس" فإن هناك حالة من عدم الإحساس بالأمن والأمان بالنسبة للمستوطنين الإسرائيليين خشية من تعرضهم لعمليات فردية أو عمليات تنفذها الأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية كما حصل خلال الأسابيع القليلة الماضية في عدة مدن.

ويشير اللواء المتقاعد والخبير في الشأن العسكري إلى أن استمرار تنقيط الصواريخ من قطاع غزة ودخول لبنان وسوريا إلى المشهد يعزز من الحديث الإسرائيلي عن حالة التآكل في منظومة الردع التي دائمًا ما يروج الاحتلال الإسرائيلي لها خصوصًا في أعقاب المواجهات مع المقاومة.

ولا يستبعد عريقات أن يلجأ الاحتلال إلى أسلوبه المعتاد في العقود الأخيرة المتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال بحق قادة في الفصائل الفلسطينية المقاومة في محاولته للبحث عن صورة الردع المفقودة في ضوء تطور الفعل المقاوم في شتى الساحات والجبهات.

ويلفت إلى أن هناك ثمة إدراك إسرائيلي واضح بغياب الردع نتيجة عدم قدرة القوات البرية على الأرض في تنفيذ أي عملية عسكرية جديدة منذ سنوات وتحقيق نجاحات فيها، وهو ما يجعل الاحتلال يميل للحلول المتمثلة في القصف الجوي والمدفعي والأمني.

مردوعة أم رادعة؟!.. فقدان الشعور بالأمن

بدوره، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي مردوعة وليست رادعة بدليل عجزها عن توفير الأمن والآمان لما يزيد عن ربع مليون إسرائيلي في مستوطنات غلاف غزة نتيجة تعرضها لصواريخ المقاومة الفلسطينية.

ويقول جعارة لـ "شبكة قدس" إن بعض الاستفتاءات التي جرت في أعقاب حرب عام 2014 بشأن الجهة المنتصرة في المواجهة كانت إجابة المستوطنين باتجاه حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بنسبة 77% وكانت هذه النتيجة بعد مواجهة هي الأطول في السنوات الأخيرة وامتدت لـ 51 يومًا".

ويؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي على أن القناعة الإسرائيلية في الوقت الراهن تميل إلى فكرة عدم إمكانية وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لذلك فقدت دولة الاحتلال الإسرائيلي قوة الردع التي لطالما ادعت أنها تمتلكها خلال المواجهات التي شنتها على القطاع.

ويشير إلى الإسرائيليين يشعرون بتآكل الردع بشكلٍ حقيقي حتى بعض قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال هم يستشعرون هذا الأمر، خصوصًا مع تصاعد موجة العمليات في الفترة الأخيرة بشكلٍ واضح إلى جانب إطلاق الصواريخ على المدن المحتلة.

#المقاومة #عمليات #الردع_الإسرائيلي